كواليس «اعتصام ربعة» تشعل حربا سلفية إخوانية من جديد

 

من جديد عادت معركة السلفيين وتنظيم الإخوان الإرهابي إلى الواجهة، في أعقاب كشف ياسر برهامي، نائب رئيس الدعوة السلفية، كواليس جديدة حول خداع الإخوان لأنصارهم في اعتصام رابعة العدوية، وكيف قادت الجماعة عناصرها نحو العنف والمعارك الصفرية.

 

وانبرى الداعية الإخواني عصام تليمة، مدير مكتب يوسف القرضاوي السابق، للرد على تصريحات برهامي، قبل أن يشن هجوما على السلفيين ويحظى ياسر برهامي وتلاميذه بالنصيب الأكبر من الهجوم. وبدأت المعركة، حين فضح نائب رئيس الدعوة السلفية، جماعة الإخوان كاشفا كواليس من مفاوضات قبل فض رابعة.

 

وقال برهامي: «في مساء يوم الخميس 24 رمضان  في 2013 كان (جون ماكين) رئيس الأغلبية الجمهورية في مجلس النواب الأمريكي في زيارة التقى فيها قيادات من كل الاتجاهات، وفوجئت بتصريحات مُخَيِّبَة للآمال بشكل عنيف؛ وضِقت جدًّا في هذه الأيام وأنا فى الاعتكاف وقلت: هو يغازل الإخوان، بل قطعًا يُوَرِّطهم ويَدفعهم إلى الحائط ليصطدموا به صدمة عنيفة فظيعة -ربما مُحَطِّمة، وهو يوهمهم أن الأمريكان معهم، ودعوتُ الله في اعتكافي بالستر، وأن يجنب الله المسلمين والبلاد شرهم.

 

وتابع: «في صباح يوم الجمعة أرسلت رسالة لزميلنا الدكتور الذي كان قد حضر يوم الثلاثاء وأخبرني أن نتدخل في الحل السياسي؛ لأنهم -أي الإخوان- اقتنعوا بأن عودة مرسي والبرلمان والدستور شبه مستحيلة، وأنهم يريدون حلًّا سياسيًّا سلميًّا، فأرسلتُ له رسالة؛ أطلب سرعة الرد على اقتراحنا بأن يُقَدِّم الدكتور مرسي استقالته مع تفويض شخصية يتفق عليها جميع الأطراف في صلاحياته».

 

وأكمل: «في صلاة الجمعة حضر معي صديق طبيب -وهو صديق لهذا الدكتور أيضًا، زميل لنا، لكنه أقرب للسلفية ولا أظن أنه ينتمي للإخوان، أو لا أعرف انتماءه للإخوان- ومعه صديق له من بورسعيد، وطلب الجلوس معي بعد الصلاة؛ وإذا بهم يحاولون إقناعى لتغيير موقفنا لمُوَافَقَة (الإخوان) والذهاب إلى رابعة! وأن هذا كفيل بتغيير كافة الموازين، فتعجبت للغيبوبة في التفكير، والسذاجة في وزن الأمور، وتأكدتُ بنفسي أن الأمريكان والغرب قد أوهَموهم بالتأييد؛ فيحتاجون التأييد الشعبي للدعوة السلفية لحسم الأمر في ظنهم!».

 

واستطرد قائلا: «عجبًا فَكَّرُوا، وعجبًا وثقوا فى عَدُوٍّ لدود، فبعد خمس سنوات ونصف من هذا التاريخ قرأت تصريحات لبعض قادة الإخوان أن جون ماكين خدعهم بالتأييد وألبسهم فى الحائط! وهو ما كنت استنبطتُّه من تصريحاته ليلة الجمعة يوم الخميس؛ فقلت للرسولين: أنا في انتظار ردٍّ على مبادرة للحل السياسى مِن قِبَل الإخوان».

 

وأضاف: «وانصرفا، وبعد العصر جاءني الرد الصادم المُحبِط من زميلنا الدكتور -بموقف عكس موقفه الثلاثاء 180 درجة- برسالة على الواتس نَصُّها: (الكل هنا مجمعون -على ما أسماه- عودة مرسي وعودة الدستور وعودة البرلمان؛ ونحن في انتظارك هنا على منصة رابعة لتعلن تصحيح اجتهادك؛ ونحن نحملك على الأعناق).

 

ويبدو أن تصريحات برهامي أصابت تنظيم الإخوان في مقتل، فخرج عصام تليمة ليرد على تصريحات ياسر برهامي، عبر صفحته الرسمية على فيسبوك، قائلا: «ياسر برهامي يعد صنم السلفيين، وأن قواعد السلفية يعتبرون عبيد لياسر برهامي».

 

وكتب عصام تليمة يقول: «العبيد أمثالكم- في إشارة لقواعد التيار السلفي- فكرهم فكر العبيد، وتدينهم تدين العبيد، أينما وجهته لا يأت بخير»، وهو ما أشعل «خناقة» بين أنصار التيار السلفي وعناصر جماعة الإخوان الإرهابية، عبر مواقع السوشيال على نطاق واسع.