توصيلة «توك توك» إلى القبر.. عاطل ينهي حياة طفلين رميا بالرصاص

الطفل «حمدي» اكتسب منذ نعومة أظفاره صفات «الرجولة» من والده، الذي علمه الاعتماد على النفس، ليعيش الطفل في جلباب الكبار، باحثا عن الرزق ولقمة العيش من عمل يديه، لكن لم يكن يعرف أن مكالمة هاتفية ستكون السبب في إنهاء حياته والترجل من التوك توك إلى الأبد.

 

في صباح يوم حار اتصل صديقه «عبد الرحمن» به للخروج معا على توك توك، إذ يوظبان دائما على العمل معا، يبحثان في شوارع القليوبية عن زبائن لنقلهم من مكان لآخر، مقابل بضع جنيهات يحصلان عليها، لكن وبعد مرور ساعات طويلة لم يعد «حمدي» إلى المنزل مرة أخرى.

 

تحكي والدته عن اللقاء الأخير الذى جمعها بابنها قبل خروجه من المنزل والتوجه لصديقه «عبد الرحمن» للعمل سويا: «بشوش وبيضحك عمال على بطال وكأنه بيودعنا». تقول الأم:  انتظرنا حمدي حتى يعود للمنزل مرة أخرى، دون فائدة، فقد مر وقت طويل على موعد عودته، لكنه مازال خارج المنزل.

 

وتكمل: «اتصلنا به عدة مرات تليفونه بات مغلقاً، بحثنا عنه لدى الأهل والجيران والأصدقاء دون جدوى».

 

 

انتاب القلق والخوف والترقب الجميع لغياب «حمدى»، إلا أن سمعت والدته أحد الجيران يقول إنه يوجد طفلان مقتولان في أحد الأماكن بالقليوبية، فتوجهوت الأسرة مسرعة إلى هناك. وتقول الأم: «للآسف وجدت ابني  وصديقه مقتولين».

 

وتصف الأم المكلومة المشهد: «مشهد قاسى وصادم وصعب أن ترى الأم فلذة كبدها غارقاً فى دمائه.. شعرت وقتها أن الحزن فالق كبدي، لم أصدق أننى  لن أرى حمدي مرة أخرى، معقولة مش هاخده في حضني تاني مش ههزر معاه!».

 

وعن سبب الحادث، تقول الأم: «لم أدر لماذا قتل المتهم ضنايا؟ قال إنه تدخل لفض مشاجرة فأصاب ابنى، وأنا متأكدة أن ابني لم يتشاجر، ومع ذلك لا أدري لماذا قتله، وحرمنى منه، وأدخل الحزن على قلوبنا، فلا شيء يشفي غليلي سوى القصاص من هذا القاتل، لن يهدأ قلبي حتى أراه على حبل المشنقة».

 

المجني عليه

 

ومن ناحيته، قال المتهم:«كنت موجودا في منزلى وسمعت صوت شجار حاد بين المجني عليهما وأحد الأشخاص، وفى أثناء فض المشاجرة ومحاولتي الفصل بينهم تعدي المجني عليهما علي بالضرب، وحاولا إصابتى  بـ كتر ما أثار حفيظتي، فأحضرت سلاحا ناريا «بندقية آلية» من منزلي، وأطلقت أعيرة نارية تجاههما، فأحدثت إصابتهما التي أودت بحياتهما، وبعد ضبطىي فور ارتكابى الجريمة أرشدت عن السلاح بندقية آلية وبخزينتها 8 طلقات».

 

 

وفي وقت سابق، تلقت أجهزة الأمن بالقليوبية بلاغا بالعثور على جثتين فى مركبة توك توك، وبالفحص تبين أن الجثة  لطالب 17 سنة، وبه إصابة بعيار نارى  بالصدر، وسائق «توك توك» 19 سنة، وبه إصابة بجرح غائر بالرقبة يقيمان فى منطقة السلام بالقاهرة، داخل مركبة التوك توك، كما عثرت القوات على آثار دماء ونصل معدنى «كتر».

المتهم
 

وعلى الفور تم تشكيل فريق بحث جنائى بمشاركة قطاع الأمن العام ومديرية أمن القليوبية، أسفرت جهوده عن التوصل لمرتكب الجريمة عاطل 18 سنة، مقيم بعزبة أبوعليان، وعقب تقنين الإجراءات، تم استهداف المتهم وضبطه، وبمواجهته اعترف بارتكاب الواقعة.