إدلب تحترق مجددا.. ماذا يحدث بين الجيش السورى والمسلحين؟
الأربعاء، 28 أغسطس 2019 09:00 ص
نشبت اشتباكات دموية بين قوات الجيش السوري والفصائل المسلحة، شرق مدينة خان شيخون في ريف إدلب الجنوبي، قُتل على إثرها أكير من 50 شخصا.
وبدأت الاشتباكات حين شرع مسلحين من جبهة النصرة وفصائل أخرى بشن هجمات مضادة على مواقع للجيش السوري، وذلك بعد سيطرته على هذه المدينة الاستراتيجية، الأسبوع الماضي، وعقب 3 أشهر من القصف الكثيف، منذ نهاية أبريل، على مناطق عدة في إدلب ومحيطها، بدأ الجيش السوري في 8 من الشهر الجاري هجوماً تمكن بموجبه من السيطرة على مدينة خان شيخون الاستراتيجية وبلدات عدة في ريف حماة الشمالي المجاور.
وتمكنت قوات الجيش السوري، خلال تقدمها الأسبوع الماضى من تطويق نقطة مراقبة تركية في بلدة مورك، هي الأكبر من بين 12 نقطة مماثلة تنشرها أنقرة في إدلب ومحيطها، بموجب اتفاق مع روسيا، فى وقت تسيطر فيه هيئة تحرير الشام "جبهة النصرة سابقاً" ومجموعات متشددة موالية لها على مناطق في إدلب ومحيطها، وفي المقابل، يسيطر الجيش السوري على عشرات القرى والبلدات في ريف إدلب الجنوبي الشرقي منذ نهاية العام 2017.
تأتي هذه التطورات، فى وقت تعد فيه محافظة إدلب مشمولة باتفاق روسي تركي تمّ التوصل إليه، في سوتشي، في سبتمبر، ونص على إقامة منطقة منزوعة السلاح، من دون أن يُستكمل تنفيذه، ومن المتوقع أن يحضر ملف إدلب خلال اجتماع بين الرئيس التركي رجب طيب أردوغان ونظيره الروسي فلاديمير بوتن في موسكو، فيما يسبق هذا اللقاء الثنائي قمة رئاسية تستضيفها أنقرة في 16 سبتمبر، وتضم إلى أردوغان وبوتن الرئيس الإيراني حسن روحاني لبحث الوضع في سوريا، في قمة هي الخامسة من نوعها بين الرؤساء الثلاثة.
وتشهد سوريا نزاعا داميا تسبّب منذ اندلاعه في 2011 بمقتل أكثر من 370 ألف شخص، وأحدث دمارا هائلا في البنى التحتية، وأدى إلى نزوح وتشريد أكثر من نصف السكان داخل البلاد وخارجها، وعلى آثر التطورات الدامية فى إدلب، أعلنت الإدارة الذاتية الكردية شمالي وشمال شرقي سوريا، بدء سحب مقاتلين أكراد من مناطق قرب الحدود مع تركيا، تنفيذا للاتفاق الأمريكي التركي حول إنشاء "منطقة آمنة"، حيث قالت الإدارة الذاتية في بيان، إنها بدأت في 24 من شهر أغسطس الجاري بالخطوات العملية الأولى لتنفيذ الاتفاق، عبر إزالة بعض السواتر الترابية وسحب مجموعة من وحدات حماية الشعب والأسلحة الثقيلة من منطقة رأس العين الحدودية.
وقد توصلت واشنطن وأنقرة خلال الشهر الجاري، بعد جولات من المحادثات الثنائية، إلى اتفاق على إنشاء منطقة آمنة تفصل بين مناطق سيطرة وحدات حماية الشعب الكردية، العمود الفقري لقوات سوريا الديمقراطية، والحدود التركية، على أن يتم تنفيذه بشكل تدريجي، فيما شددت الإدارة الذاتية على أن هذه الإجراءات تؤكد جدية التزامنا بالتفاهمات الجارية، مضيفة أنه جرى تسليم النقاط الحدودية إلى القوات المحلية، كما أنشأت الإدارة الذاتية مؤخرا مجالس عسكرية محلية في مناطق عدة تضم مقاتلين محليين مهمتهم حماية مناطقهم.
فيما أعلنت القيادة العسكرية الأمريكية في المنطقة، أن قوات سوريا الديمقراطية دمرت تحصينات عسكرية تنفيذا للاتفاق، والمنطقة الممتدة من تل أبيض حتى رأس العين ذات غالبية عربية، على عكس الجزء الأكبر من المناطق السورية الحدودية مع تركيا التي تقطنها غالبية كردية، وقد تعهد القائد العام لقوات سوريا الديمقراطية مظلوم عبدي، ببذل كل جهودنا من أجل نجاح الجهود المبذولة لتحقيق التفاهم أو التوافق مع الدولة التركية"، من أجل إنشاء المنطقة الآمنة.
لتحقيق الاتفاق وتنفيذ بنوده، أعلنت أنقرة السبت أن مركز العمليات المشترك التركي الأمريكي لتنسيق كيفية إقامة هذه المنطقة قد باشر العمل بكامل طاقته، فيما لم تعلن واشنطن وأنقرة ما سيكون عليه عمق هذه المنطقة، بعد تباين في وجهات النظر إزائها، إلا أن أنقرة تحدثت عن نقاط مراقبة ودوريات مشتركة، حيث قال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، إن "طائرات الاستطلاع المسلحة والمروحيات التابعة لنا موجودة في المنطقة، ونتوقع أن تدخل قواتنا إلى المنطقة قريبا.