هل تجبر الخسائر الاقتصادية واشنطن وبكين على التراجع في حربهما التجارية؟
الثلاثاء، 27 أغسطس 2019 07:00 م
تذبذبات اقتصادية حادة يشهدها العالم، جراء الحرب التجارية الكبرى بين كل من الولايات المتحدة الأمريكية والصين، والتى بدأت العام الماضى، الأمر الذى أربك أسعار الوقود والنفط والعملات على مستوى العالم كافة، حيث تثير الحرب التجارية بين الصين والولايات المتحدة مخاوف من انكماش اقتصادي في الولايات المتحدة وأوروبا، لذا كثف قادة دول مجموعة السبع في قمة بياريتس في فرنسا دعواتهم للتهدئة.
وعقب فترات من التفاوضات التى فشلت بدأت حملات تصعيدية أخرى بين الطرفين، ليفرض كل بلد على الآخر رسوما إضافية، الأمر الذى عقد الأمور أكثر فأكثر، إلا أن هناك بارقة آمل بدأت تلوح في الآفق بعدما قال ليو هي، نائب رئيس وزراء الصين، إن بكين مستعدة لحل خلافها التجاري مع الولايات المتحدة من خلال المفاوضات الهادئة وإنها تعارض بشدة تصعيد الصراع، وذلك حسبما ذكرت صحيفة "تشونجتشينج مورننج بوست" التى تدعمها الحكومة، مضيفة أن "ليو" كبير المفاوضين التجاريين الصينيين أدلى بهذه التصريحات خلال مؤتمر تكنولوجي في تشونغتشينغ بجنوب غرب الصين.
جاءت تصريحات نائب رئيس وزراء الصين، بعد أن أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الأسبوع الماضي فرض رسوم إضافية بنسبة 5 % على بعض من سلع صينية تبلغ قيمتها نحو 550 مليار دولار، في أحدث خطوة أعلنت بعد ساعات من كشف الصين النقاب عن فرض تعريفات على منتجات أمريكية تبلغ قيمتها 75 مليار دولار كإجراء انتقامي، الأمر الذى انعكس على العملة الصينية ليسجّل اليوان الصيني، تراجعا الى أدنى مستوى له مقابل الدولار الأمريكي منذ نحو 11 عاما، وسط المخاوف المتعلقة بالحرب التجارية التي تهدد أيضا بحصول ركود عالمي، وهو ما ألقى بثقله على الأسواق المالية.
وقد تراجع سعر صرف اليوان إلى 7.14 مقابل الدولار، وهو المعدل الأدنى منذ بداية عام 2008 في التعاملات الآسيوية، وقد سجّل اليوان الصيني، تراجعا الى أدنى مستوى له مقابل الدولار الأمريكي منذ نحو 11 عاما، وسط مخاوف متعلقة بالحرب التجارية التي تهدد أيضا بحصول ركود عالمي، وهو ما ألقى بثقله على الأسواق المالية، فيما اشتدت التوترات الاقتصادية العالمية في الأيام الأخيرة مع قيام الولايات المتحدة والصين برفع الرسوم الجمركية على سلع بعضهما البعض، ودعوة الرئيس دونالد ترامب الشركات الأمريكية إلى الانسحاب من الصين، فيما تضع الصين قيودا على تحويل اليوان الذي لا يمكن صرفه بحرية، فالحكومة تحد من تقلباته مقابل الدولار ضمن هامش 2 % صعودا أو هبوطا من السعر المرجعي الذي يحدده البنك المركزي الصيني كل يوم.
وفي محاولة صينية لاجتياز الأزمة، خفض بنك الشعب الصيني في الأسابيع الأخيرة، اليوان بشكل ثابت، وحدده الإثنين عند 7.057 مقابل الدولار، إضافة إلى السماح بخفض قيمة اليوان يجعل الصادرات الصينية أرخص ويعوض بعض العبء الناتج عن الرسوم العقابية الأمريكية، وقد تخطى اليوان عتبة الحد الأدنى 7.0 مقابل الدولار في وقت سابق من شهر أغسطس، بعد أيام من إعلان الولايات المتحدة عن خطط لفرض رسوم جمركية جديدة على السلع الصينية اعتبارا من الأول من سبتمبر، فيما دفع هذا التراجع عن عتبة 7.0 بواشنطن إلى اتهام بكين بأنها "تتلاعب بالعملة"، لكن البنك المركزي الصيني "عارض بحزم" هذا التوصيف
أما الجانب الأمريكي فيبدو أنه لا يرغب فى وقف الحرب، التى آثرت سلبا على الاقتصاد العالمي أيضا، حيث أعلن البيت الأبيض، أن الندم الذي عبر عنه الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بشأن الحرب التجارية بين بلاده والصين، يعني ببساطة أنه نادم على أن الحرب لم تكن أقسى مما هي عليه وليس أنه نادم على شن هذه الحرب، وقالت المتحدثة باسم البيت الأبيض ستيفاني غريشام "سئل الرئيس عما إذا كان يرغب في تغيير موقفه بشأن تصعيد الحرب التجارية مع الصين. فُسّرت إجابته بشكل سيء، مضيفة رد الرئيس ترامب بالإيجاب لأنه نادم على عدم رفعه الرسوم الجمركية بشكل أكبر، حيث أنه في وقت سابق ، أبدى ترامب مؤشرا على أنه يمكن أن يخفف من حدة موقفه. وقال "فكرت مرتين بكل المواضيع".
وتصاعدت الحرب التجارية الصينية الأمريكية منذ أن فرض ترامب أول رسوم على الصلب والألمنيوم في مارس 2018، لتعلن بكين عن فرض رسوم جمركية ردا على الإجراءات الأمريكية على ما قيمته 75 مليار دولار من السلع الأمريكية، وقد ردت واشنطن برفع قيمة الرسوم الجمركية على ما يساوي 250 مليار دولار من السلع الصينية من 25 إلى 30 %، كذلك، سترفع قيمة الرسوم الجمركية على ما تبقى من السلع الصينية التي تساوي قيمتها 300 مليار دولار من 10 إلى 15%، فيما توعدت بكين من جهتها بأن واشنطن "ستواجه عواقب" هذه "المضايقات".