ننشر تفاصيل الأزمة بين صندوق تمويل المساكن ومصلحة الضرائب

الخميس، 22 أغسطس 2019 09:00 ص
ننشر تفاصيل الأزمة بين صندوق تمويل المساكن ومصلحة الضرائب
مصلحة الضرائب
ّأحمد سامي

انتهت الجمعية العمومية لقسمي الفتوى والتشريع، إلى رفض طلب صندوق تمويل المساكن، بإلزام مصلحة الضرائب برد مبلغ 4 ملايين جنيهًا تم خصمهم من الضرائب عن أرباح الأسهم المملوكة لصندوق تمويل المساكن لدى بنك الإسكان والتعمير.
 
وكشف الأوراق، أن صندوق تمويل المساكن التابع لوزارة الإسكان يمتلك عددًا من الأسهم لدى بنك الإسكان والتعمير مودعة لدى شركة مصر المقاصة وتم خصم مبلغ (4685225) جنيهًا منها لمصلحة الضرائب باعتبارها ضريبة عن الأرباح عن الفترة من 2013 حتى 2016 فتم مخاطبة شركة مصر المقاصة بأن الصندوق غير خاضع للضريبة طبقًا لفتوى الجمعية العمومية لقسمي الفتوى والتشريع، إلا أن الشركة أفادت بخضوع الصندوق للضريبة وفقًا لكتاب مصلحة الضرائب المصرية المرسل إليها في هذا الشأن؛ الأمر الذى أدي إلى طلب عرض النزاع على الجمعية العمومية.   
 
واستظهرت الجمعية العمومية- مما تقدم وما استقر عليه إفتاؤها- أن المشرع أنفذ ضريبة أرباح شركات الأموال على الهيئات العامة وغيرها من الأشخاص الاعتبارية العامة بالنسبة لما تزاوله من نشاط خاضع للضريبة، ولم يستثن من ذلك إلا جهاز مشروعات الخدمة الوطنية بوزارة الدفاع بنص صريح. وجعل مناط الخضوع لهذه الضريبة أن تباشر الهيئات العامة أو الأشخاص الاعتبارية العامة نشاطًا خاضعًا للضريبة، وأن تحقق من هذا النشاط ربحًا صافيًا, وأن (عبارة وغيرها من الأشخاص الاعتبارية العامة) تنصرف إلى الكيانات الأخرى المماثلة فى طبيعتها وجنسها للهيئات العامة، كالمؤسسات العامة وما يماثلها، ولا تنصرف بحال من الأحوال إلى الوزارات.
 
ولا يكفى القول بتحقق الربح لإخضاع الأشخاص الاعتبارية العامة للضريبة، وإنما يتعين أن يقوم الربح فى جوهره على فكرة المضاربة واستهداف تحقيق الربح وليس بصورة عرضية، كحصيلة الفارق بين ما ينفقه الشخص الاعتباري العام على المال العام وما يجنيه من ثمار هذا المال.
 
واستبان للجمعية العمومية أن صندوق تمويل مشروعات المساكن التى تقيمها وزارة التعمير والمجتمعات العمرانية الجديدة إنما أنشئ كشخص من أشخاص القانون العام لتمويل مشروعات المساكن التى تقيمها وزارة التعمير وفقًا لخطط تعمير محافظات سيناء ومدن القناة والصحراء الغربية وأية منطقة يشملها اختصاص الوزارة وفقًا لقانون التعمير رقم (62) لسنة 1974. 
 
وقد حصر قرار إنشاء الصندوق اختصاصاته فى وضع خطة إنشاء تلك المساكن بعد تحديد أفضل أساليب تمويلها، ثم قيامه بتمويل عملية الإنشاء من موارده، وهى جميعها اختصاصات خدمية معاونة لوزارة التعمير فى أداء رسالتها فى تعمير المدن الجديدة ولا تستهدف تحقيق الربح، ومن ثم لا يخضع للضريبة على الدخل حال مباشرته تلك الاختصاصات، إلا أنه من ناحية أخرى يخضع للضريبة على الدخل حال ممارسته أيًّا من الأنشطة الخاضعة للضريبة متى نتج عن ذلك تحقيق ربح إعمالًا لصريح النص فى المادتين (47) و(48) من القانون رقم (91) لسنة 2005 المشار إليه. 
 
وترتيباً على ما تقدم، ولما كان الثابت أن صندوق تمويل المساكن التابع لوزارة الإسكان يمتلك عددًا من الأسهم لدى بنك الإسكان والتعمير مودعة لدى شركة مصر المقاصة، وأنه يقوم بالمضاربة بهذه الأسهم سعيًا إلى تحقيق الربح، ولما كانت المضاربة بالأسهم تندرج ضمن الأنشطة الخاضعة للضريبة على الدخل، وإذ حقق الصندوق أرباحًا عن ممارسة هذا النشاط، فمن ثم يكون المبلغ الذي تم خصمه عند توزيع الأرباح عن الفترة من عام 2013 حتى 2016 لمصلحة الضرائب ومقداره (4685225) جنيهًا قد تم خصمه بما يتفق وصحيح حكم القانون، وتكون المطالبة برده غير قائمة على سند صحيح من القانون جديرة بالرفض.
 

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق