«النفسنة وحش يأكل صاحبه».. ماذا قال خبراء الطب النفسي عن جرائم القتل بسبب الغيرة؟

خبير نفسي : الانانية وعدم الثقة بالنفس وعقد المقارنات وراء تفشي الغيرة وتطورها الي جرائم

 

ترتكب الكثير من الجرائم بسبب الغيرة سواء بين الأطفال وبعضهم البعض أو بين الكبار، بعد أن يتركها صاحبها لتسيطرعليه، وعلي كل أحلامه وطموحة ، فهو لايركز إلا في توجيه العداء للشخص الذي يغير منه حتي ولو كان أقرب الناس اليه، ففى محافظة الدقهلية فقدت "جني" 5 سنوات عمرها بسبب غيرة شقيقتها الكبري منها والتي ما أن وجدت الفرصة للتخلص من شقيقتها المدللة لتقوم بذبحها، وعندما تم تضييق الخناق عليها اعترفت بإرتكابها تلك الجريمة البشعة، وقبل ذلك بفترة وجيزة تخلصت سيدة من ابنة جارتها بسسب الغيرة أيضا لعدم انجابها أطفال فقررت الإنتقام منها وحرمان جارتها هي الأخري من ابنتها الوحيدة، وبسبب الغيرة قتلت سيدة سلفتها بطريقة وحشية، وقتل حلاق تاجر موبيليا للانتقام منه فالغيرة "وحش يأكل صاحبه".

 

الدكتور محمد الهادي عفيفي استشاري  الصحهة النفسية والخبيرالتربوي قال أن الغيرة عبارة عن  حالة انفعالية مركبة من حب التملك وشعور بالغضب بسبب وجود عائق وتكون تلك الحالة مصحوبة بتغيرات فسيولوجية داخلية وخارجية يشعر بها الطفل أو الفرد البالغ عادة عند فقدان الامتيازات التي كان يحصل عليها أو عند ظهور مولود جديد في الأسرة أو عند نجاح طفل أخر في المدرسة في حين كان حظه الفشل و الإخفاق، هذه المشاعر المركبة يرفض الطفل مثلا الإفصاح عنها أو الاعتراف بها ويحاول الإخفاء لأن الإظهار أو الإفصاح عنها تزيد من شعوره بالمهانة والتقصير.

 

ويرجع الدكتور "محمد  الهادي عفيفي" أسباب الغيرة للعديد من العوامل التي تبدأ مع الطفل منذ الصغر ، فشعور الطفل بالنقص ومروره بمواقف محبطة : كنقص الجمال أو الحاجات الاقتصادية  أو فشلة المتكرر ويزداد هذا الشعور ويثبت نتيجة سوء معاملة الوالدين وقسوتهم معه والسخرية من ذلك الفشل ، وهو ما حدث بالضبط مع طفلة الدقهلية التي قامت بذبح شقيقتها التي كان والدها يدللها كثيرا وفي المقابل يعتدي عليها بالضرب والاهانة في حالة ارتكاب اى خطيء.

كما تلعب أنانية الطفل التي تجعله راغبا في حيازة اكبر قدر من عناية الوالدين دور كبير في الغيرة من اقرانه ، كما أن الانانية ايضا لدي الكبار تجعلهم لا يرون الا انفسهم وبالتالي لايسمحون بوجود شخص اخر يتفوق عليهم 

 

كما أن ظروف الأسرة الاقتصادية وعدم القدرة علي تلبية متطلبات ابنائهم يجعلهم يغيرون من الاخرين ، كما أن  المفاضلة بين شخص وأخر تولد ذلك الشعور نحوه فكل تلك الاسباب تؤدي لتفاقم الشعور بالغيرة ولعلاجها والتخلص منها يجب ان يكون ذلك من الصغر فنزرع في الطفل ثقته بنفسه ونشجعه على النجاح وانه عندما يفشل في عمل ما سينجح في عمل آخر، كما يجب  أن نعلمه أن هناك فروقا فرديه بين الناس ونضرب له الأمثلة على ذلك ، ونزرع فيه حب المنافسة الشريفة وان الفشل ليس هو نهاية المطاف بل ان الفشل قد يقود الى النجاح.

 

ويقول الدكتور "الهادي" أنه يجب علي الوالدين  تجنب عقاب الطفل أو مقارنته بأصدقائه أو أخوته و إظهار نواحي ضعفه وعجزه فالمقارنة تصنع الغيرة بين الأخوة و الاصدقاء و أبعاده عن مواقف المنافسات غير العادلة ، فيجب إشعار الطفل بأنه مقبول بما فيه لدى الأسرة وان تفوق الاخرين لا يعني ان ذلك سيقلل من حب الاسرة له او تزلزل مكانته ، كما يجب  تشجعيه لأن يعبرعن انفعالاته بشكل متزن ، مع تعويد الطفل منذ الصغر على تدني الانانية والفردية والتمركز حول الذات وأن له حقوقا وعليه واجبات ونوضح له السلوك الصحيح ، وفي حالة قدوم طفل جديد للاسرة وملاحظة غيرة الطفل الاكبر فيجب علي الوالدين عدم صب كل الاهتمام علي الطفل الجديد  بل دع الطفل الاكبر يساعدك في العناية به في امور هي في حدود طاقته واثني عليه و اشعره بالمسؤولية وراقبه عن بعد دون أن يشعر ،ولا تظهر إهتمامك بالطفل الجديد، وهو يرى ولا تدعه يشعر بأن هذا الطفل قد أخذ حبه منك وكن دائما يقظ لسلوك الطفل وصحح خطأه بلطف ولباقة.

 

فتربيه الطفل بشكل سليم سينعكس بالتأكيد عليه في المستقبل ويقل من حده طباعة السلبية ويجعله انسان سوي يشعر بقيمته ودورة في المجتمع فأغلب تلك الجرائم التي ترتكب بالتأكيد كان مرتكبوها يعانون من الكثير من المشكلات النفسية التي ادت الي توغل الشعور بالغيرة من الاخرين بداخلهم دون قدرتهم علي التخلص منه .