مدير صندوق تطوير العشوائيات: السيسي أطلق ثورة للقضاء على العشوائيات بعدما كانت ملفا مغلقا مكتوبا عليه «ممنوع الاقتراب» (حوار)

- لدينا 357 منطقة خطرة بها  222 ألف وحدة سكنية.. وسيتم القضاء على المناطق غير الآمنة نهاية 2019 بتكلفة 31 مليار جنيه
- خطة التطوير تتضمن 221 مدينة على مستوى الجمهورية بمساحة 417 ألف فدان

«الحلم أصبح حقيقة».. هذا ما أثبته القائمون على ملف تطوير العشوائيات التى كان يتم التعامل معه لسنوات طويلة على أنها ملف مغلق مكتوب عليه «ممنوع الاقتراب»، هذا ما أكده المهندس خالد صديق المدير التنفيذى لصندوق تطوير المناطق العشوائية التابع لمجلس الوزراء، والذى أكد فى حواره لـ«صوت الأمة» أن تكلفة تطوير المناطق العشوائية غير الآمنة تصل إلى نحو 31 مليار جنيه تم صرف 20 مليار جنيه منها حتى الآن، مؤكدا على الانتهاء من هذا الملف نهاية العام الحالى. وإلى نص الحوار:

خالد صديق مع محررة "صوت الأمة"

فى البداية.. ما هى نوعية العشوائيات الموجودة فى مصر؟

العشوائيات الموجودة مقسمة إلى نوعين، الأول منها هى مناطق غير آمنة، أما الثانى فهى مناطق غير مخططة، والمناطق غير الآمنة تشمل الخطر على الحياة وسكن غير ملائم والمهددة للصحة، والحيازة غير الآمنة، بحيث تبلغ حجم تكلفة الانتهاء من المناطق غير الآمنة 31 مليار جنيه، وتم إنفاق 20 مليار جنيه منها تقريبا للقضاء على المناطق غير الآمنة بنهاية هذا العام، حيث تم بالفعل الانتهاء من 85 % من المناطق غير الآمنة، على أن يتم الانتهاء من الجزء المتبقى نهاية عام 2019.

كما توجد مناطق غير مخططة، ويصل عددها إلى 221 منطقة على مستوى الجمهورية على مساحة 417 ألف فدان منها 160 ألف فدان غير مخططة، وهى المساحة التى ظهرت فى غفلة من الزمن، التى تحوى كثافة عالية للغاية، ومن المقرر الانتهاء منها بنهاية عام 2030، حيث ستتكلف 350 مليار جنيه.

وتبلغ الأسواق العشوائية 1105 أسواق عشوائية تقريبا تم تصنيفها حسب النشاط، حيث يتطلب تطويرها أكثر من 44 مليار جنيه، حيث جرى تنفيذ بعض النماذج بإنشاء نماذج أسواق حضارية بعدد 18 سوقا، وجارٍ تنفيذ 22 سوقا.

 

- كم وحدة سكنية مطلوبة لاستيعاب سكان العشوائيات الخطرة؟

عدد المناطق غير الآمنة طبقا للخريطة القومية بلغ 357 منطقة تحتوى على 222 ألف وحدة سكنية منها مناطق يتم إنشاء وحدات سكنية بديلة لها، ومنها مناطق يتم رفع أسباب الخطورة عنها، حيث يتم إنشاء 123 ألف وحدة تقريبا سواء من خلال الصندوق أو المحافظة أو بعض حالات التطوير الذاتى، كما تتم إزالة الخطورة عن 68 ألف وحدة تقريبا، بالإضافة إلى الوحدات التى يتم تعويضها ماديا.

- ما الخطوات التى اتخذها الصندوق للقضاء على العشوائيات؟

يعمل الصندوق بالتضافر مع مؤسسات الدولة ونجح منذ إنشائه ورغم ضخامة المعوقات أمامه فى تحويل العشوائيات إلى أحياء متحضرة متطورة من خلال قيام صندوق تطوير العشوائيات بإعداد خريطة قومية للمناطق العشوائية غير الآمنة لمحافظات الجمهورية مدعومة بقاعدة معلومات جغرافية تحدد المنطقة وعدد الوحدات بها وحصر اجتماعى وعمرانى كامل.

كما تم تنفيذ ورش عمل عديدة بغرض تنمية قدرات القادة المحليين وشرح المقصود بالمناطق العشوائية غير الآمنة وأسلوب التعامل معها، علاوة على  إنشاء وحدات تطوير العشوائيات فى كافة المحافظات مع تقديم الدعم الفنى الدائم لها، كما جرى إعداد الخطط التنفيذية لتطوير المناطق العشوائية بمحافظات الجمهورية.

 

- هل هناك حصر للمشروعات التى تم الانتهاء منها بمحافظة القاهرة؟

 
تم الانتهاء على سبيل المثال من مشروع الأسمرات «1 و 2 و 3» ومشروع المحروسة 1 و 2، ومشروع معا لتطوير العشوائيات، ومشروع أرض الخيالة، ومشروع روضة السيدة «تل العقارب سابقا»، وقد تم فرشها أو جارٍ فرشها استعدادا لافتتاحها أو التى يتم تنفيذها والانتهاء منها قبل نهاية عام 2019.

كما جرى تنفيذ مشروع روضة السيدة (تل العقارب سابقا) بتكلفة 330 مليون جنيه، وهو أحد المشروعات التى تم تنفيذها من خلال التطوير بنفس المكان، حيث قامت الدولة بتوفير إيجارات مؤقتة للسكان لحين الانتهاء من التطوير والعودة بواقع 1200 جنيه شهريا لكل أسرة، حيث تم إعداد تصميم للمشروع على الطراز الفاطمى (الإسلامى)، وتم الانتهاء من المشروع بالكامل وفرشه، وهو عبارة عن 16 بلوك سكنى بعدد 816 وحدة سكنية، كما تم رصف الشوارع الداخلية والتى روعى أن تكون متسعة جدا بالإنترلوك لتصبح ممشى تجارى وسياحى يفتح أبواب رزق للسكان بالمنطقة، كما الانتهاء من مشروع المحروسة 1 و2 بحى السلام، حيث قام الرئيس عبدالفتاح السيسى بافتتاح مشروع المحروسة 1، كما أن مشروع المحروسة 2 أصبح جاهزا للافتتاح، وهو مكون من 1666 وحدة سكنية.

كما تم الانتهاء من مشروع الأسمرات 3، والذى يتكون من 7300 وحدة سكنية، حيث وصلت تكلفته لـ 1.750 مليار جنيه، ويعد هذا المشروع من المشروعات التى تختلف عن باقى المشروعات كونها عبارة عن أبراج سكنية من 10 أدوار وبها 2 أسانسير بكل عمارة وخزان علوى وموتور رفع لضمان وصول المياه للأدوار العليا، ويتميز مشروع الأسمرات بمراحله الثلاث فى أن النسبة البنائية لا تتعدى 35 %، حيث جرى تخصيص باقى المساحة للخدمات والملاعب والمساحات الخضراء المفتوحة.

وجرى الانتهاء من مشروع معا لتطوير العشوائيات بتكلفة 650 مليونا تقريبا، والذى يتكون من 102 عمارة بعدد وحدات 3312 وحدة سكنية، حيث تم مد شبكة المرافق (صرف صحى / مياه شرب / كهرباء / تليفونات ....الخ) بالإضافة إلى المنطقة الحرفية، أضف إليها مشروع أرض الخيالة، والذى يتكون من 42 عمارة سكنية أرضى + 9 أدوار بعدد 2520 وحدة سكنية بتكلفة تصل إلى 850 مليون جنيه، وقد وصلت نسبة التنفيذ حتى الآن لـ 75 %، كما جرى الانتهاء من تطوير منطقة مثلث ماسبيرو بإجمالى عدد الوحدات 4500 وحدة، وتعتبر منطقة استراتيجية فى وسط العاصمة على كورنيش النيل بجوار مبانٍ مهمة ووزارات سيادية كمبنى الإذاعة والتليفزيون ووزارة الخارجية، وقد عانت المنطقة لعقود طويلة ولم يتم تنفيذ خطط لتطويرها لوجود أزمات بين الأهالى والحكومة والمستثمرين، إلى أن قامت الدولة بالنزول إلى السكان، وهو ما لاقى مصداقية وشفافية خاصة بعد اهتمام الرئيس السيسى بالمشروع. 

 

- ماذا عن مشروع تطوير سور مجرى العيون؟

مشروع تطوير سور مجرى العيون هو جزء من مشروع متكامل لتطوير منطقة مصر القديمة بالكامل، والمخطط يهدف إلى عمل متنفس للعاصمة عبر إزالة المساكن العشوائية، وتحويل المناطق المطورة إلى متنزهات ومناطق خدمية وسياحية، وسيكون مشروعا استثماريا خدميا فندقيا، وسيتم تطوير المنطقة بالكامل، حيث جرى تسكين جزء من السكان فى الأسمرات والجزء الآخر يصل إلى 1000 وحدة سكنية سيتم تسكينهم فى مدينة الروبيكى، حيث تتولى هيئة المجتمعات العمرانية تنفيذ المشروع.

 - ما الخطوات التى اتخذتها الدولة بهذا الملف فى عهد الرئيس السيسى؟

ما قبل الرئيس السيسى، كان يتم التعامل مع ملف العشوائيات بصورة غير جادة إلى أن تولى المسئولية ووضع هذا الملف ضمن أولوياته، حيث كانت المشكلة الرئيسية فى قلة الموارد المالية وندرة الأراضى، وهو ما قام الرئيس بتسهيله، ما ساعد على انطلاق ثورة القضاء على العشوائيات فى ربوع مصر المحروسة، حيث تم إعداد خطة تطوير تراعى النسق المعمارى بالمنطقة التى تتميز بالطابع الإسلامى للقاهرة الفاطمية، لذا تم تكليف استشارى لإعداد رسومات تنفيذية تراعى الطابع المعمارى المميز بحيث يكون المشروع متكاملا ويليق بالمواطن المصرى.

كما قامت الدولة بتوفير إيجارات مؤقتة للسكان طوال فترة التطوير بواقع 1200 جنيه شهريا، بحيث يقوم المواطن بإيجاد السكن المناسب له لحين الانتهاء من أعمال التطوير مع إعطائهم الضمانات اللازمة بأحقيتهم فى وحدة سكنية بعد التطوير.

 

- هل صحيح أن الدولة تتحمل فرش الشقق السكنية للمواطنين.. وهل سيدفع المواطن مقابل هذا؟

بالفعل الدولة تحملت فرش الوحدات السكنية بالكامل (أثاث – فرش – أجهزة كهربائية «بوتاجاز / غسالة نص أوتوماتيك / ثلاجة / سخان غاز / LCD /  ريسيفر»)، حيث وجّه الرئيس بتسليم المواطنين وحدات سكنية كاملة الفرش، ومن هنا قام صندوق تطوير العشوائيات بالتنسيق مع التضامن الاجتماعى والجمعيات الأهلية لفرش الشقق بمفروشات جديدة تماما، ليدخل المواطن شقته ويجدها كاملة، فلا يحتاج من سكنه القديم إلا ملابسه، وسيقوم المواطن بدفع إيجار رمزى للمحافظة يتراوح بين 300 و400 جنيه شهريا لأعمال الصيانة بالمشروع.

- ما تأثير برنامج الإصلاح الاقتصادى على تطوير العشوائيات؟

منذ إعلان الحكومة بدء تنفيذ أولى خطوات برنامج الإصلاح الاقتصادى والذى يأتى من ضمن مبادئه تحقيق العدالة الاجتماعية للمواطنين - حيث كانت توجيهات القيادة السياسية بمواجهة قضية العشوائيات وتوفير سكن آمن وحياة كريمة للمواطنين بهذه المناطق - 

جرى تنفيذ العديد من المشروعات الضخمة إلى جانب تطوير العشوائات والتى تمثلت فى مشروع غيط العنب، وبشاير الخير بالإسكندرية، والعديد من المشروعات بمحافظات البحر الأحمر والمنيا وسوهاج وقنا وأسوان وأسيوط والفيوم وبنى سويف والبحيرة ودمياط والإسماعيلية وبورسعيد والسويس ومطروح والوادى الجديد وجنوب سيناء، علاوة على العديد من المشروعات التى يتم تنفيذها لتسكين قاطنى المناطق العشوائية غير الآمنة قبل نهاية عام 2019 طبقا لتكليفات القيادة السياسية، حيث يتم تسكين ووقف أسباب عدم الأمان لـ 357 منطقة بها نحو 222 ألف وحدة سكينة.

- كم يبلغ عدد المناطق التى شهدها قطاع تطوير العشوائيات منذ بدء برنامج الإصلاح الاقتصادى؟

تم تنفيذ أعمال تطوير 192 منطقة تحتوى على نحو 106 آلاف وحدة سكنية، وجارٍ العمل فى 165 منطقة تحتوى على نحو 116 ألف وحدة سكنية سواء من خلال إنشاء تجمعات سكنية جديدة كاملة المرافق والخدمات وفرص العمل أو من خلال منع أسباب عدم الأمان من خلال إزالة مصادر الخطورة ككابلات الضغط العالى أو التلوث الصناعى أو غيرها من أسباب التلوث أو من خلال إعداد استراتيجية التمكين من التطوير للمناطق الواقعة على ملكيات خاصة.

- ما الضمانات التى تم اتخاذها لعدم تحول هذه المناطق إلى عشوائيات مرة أخرى؟

توجد توجيهات من القيادة السياسية بتشكيل لجنة من الرقابة الإدارية والصندوق ووزارة التنمية المحلية والإسكان والمحافظات، وتقوم  هذه اللجنة بزيارة المشروع كل 3 شهور لمعرفة السلبيات التى ظهرت للعمل على حلها ومواجهتها، بجانب العقد بين المواطن والدولة لضمان حقه فى السكن بجانب ضمان حقوق الدولة من خلال عدم مخالفة الساكن وعدم استخدامها لأغراض أخرى وعدم التعديل فى التصيميم المعمارى، مع التعهد بالمحافظة على الشكل الحضارى للمحافظة، حيث تم تحديد عقوبة سحب الوحدة من المخالفين.

 - ما هى آخر مستجدات مشروع تطوير مثلث ماسبيرو؟

تقع منطقة مثلث ماسبيرو فى حى بولاق، وتبلغ المساحة الإجمالية لها نحو 75 فدانا، بإجمالى 4500 وحدة، وتعتبر منطقة استراتيجية فى وسط العاصمة، وقد عانت المنطقة لعقود طويلة، وقد بدأ التفاوض مع السكان بمبدأ التطوير بالمشاركة وعدم الإخلاء القسرى وتعويض السكان طبقا لاستحقاقاتهم ومبدأ العدالة الاجتماعية، وقد تم تحديد التعويضات الخاصة بالشاغلين بحيث يحصل صاحب الغرفة للشاغل (مستأجر) على مبلغ 60 ألف جنيه + 40 ألف جنيه بدل اجتماعى، ومن يملك غرفتين سيحصل على مبلغ 160 ألف جنيه، كما وافق البعض منهم على التوجه إلى منطقة الأسمرات مع اعتبار مبلغ التعويض هو مقدمة الوحدة، على أن يتم تقسيط الباقى على 30 سنة، وفى حالة أن التعويض أكبر من ثمن الوحدة السكنية بالأسمرات والتى حدد لها 200 ألف جنيه يحصل على وحدة بالإضافة إلى فرق التعويض.

- ما هى مصادر تمويل المشروعات؟

مصادر التمويل هذا العام من الميزانية العامة للدولة والتى بلغت 10 مليارات جنيه، علاوة على هيئة المجتمعات العمرانية والتى بلغت نحو 800 مليون جنيه، بجانب تمويل البنك الأهلى وعدد من رجال الأعمال لمشروعات «أهالينا» فى ترعة الطوارئ، والذى يتكون من 1166 وحدة بتكلفة 640 مليون جنيه، ومشروع غيط العنب بشائر 2 /1  1.1 مليار جنيه من بنوك ورجال أعمال، والمرحلة الأولى من مشروع معا بتكلفة 275 مليون جنيه، كما ساهم صندوق تحيا مصر بمليار جنيه تم استغلالها فى مشروع الأسمرات، والذى تكلف 4 مليارات جنيه، إلى جانب المنح المقدمة من البنك الأفريقى والتى وصلت لـ 560 ألف دولار لعمل دراسات على بعض المناطق، كما قدم الاتحاد الأوروبى مع الوكالة الألمانية منحًا بلغت 250 مليون يورو.