- جيران الإرهابى: أسرة عبدالرحمن متشددة.. والمتهم تعمد عدم الاختلاط بشباب القرية خوفا من افتضاح فكره المتطرف
- زميله بالدراسة: لو كنت أعرف تطرفه كنت سلمته بيدى للشرطة.. أهالى القرية: يجب أن يكون للأزهر والأوقاف والكنيسة دور مجتمعى
فى البداية قال لنا أحمد رمضان جمعة وهو يسكن بجوار منزل الإرهابى عبدالرحمن خالد، إن قرية جبلة تتسم بالهدوء التام، فلا مكان عندنا للمشاكل والصراعات، ويجمع كل سكان القرية المحبة، ولا توجد بينهم عداوات على أى مستوى سواء لبعضهم أو لمؤسسات الدولة، وهو ما جعلنى أتعجب عندما علمت بأن منفذ تفجير المعهد من أبناء قريتنا، مضيفا: جميع أهالى القرية يعرفون أن هذه الأسرة متشددة بعض الشىء، إلا أننا لم نتخيل أن يصل تشددهم إلى هذا الحد بتدبير عمل إرهابى مثل تفجير محيط معهد الأورام الذى راح ضحيته عدد كبير من الأبرياء، مشيرا إلى أن أهالى القرية كانوا على استعداد لطرد هذه الأسرة الإرهابية من القرية إذا كانوا على علم بما يدبرونه من أعمال إرهابية، نافيا ما تردد عن وجود الكثير من الأسر المتطرفة فى هذه القرية، ومؤكدا أن أسرة هذا الإرهابى حالة فريدة داخل القرية التى تتميز بالهدوء.
وشدد أحمد رمضان جمعة، على أنه لا يوجد دين يدعو لقتل النفس، وما يفعله هؤلاء المتطرفون ليس له أى علاقة بالإسلام، موجها رسالة لكل إرهابى قائلا: «اتقوا ربنا فى مصر بلاش الرئيس يبنى وأنتم تهدموا»، مطالبا الأزهر ووزارة الأوقاف والكنيسة بمتابعة الشباب من خلال إقامة الندوات الدينية المستمرة وعقد مؤتمرات لتوجيه الشباب لما يجب أن يقوموا به، متسائلا: لماذا لا يعقد المشايخ المسئولون عن المساجد لقاءات أسبوعية مخصصة للنقاش لمواجهة الأفكار الهدامة التى تتم زراعتها فى عقول الشباب حتى لا يكونوا فريسة سهلة للجماعات المتطرفة.
وأثناء جولتنا داخل القرية بالقرب من منزل الإرهابى التقينا محمد خميس، وهو أحد شباب القرية والذى كان زميلا للإرهابى عبدالرحمن خالد فى المدرسة لمدة 7 سنوات، حيث قال: طوال معرفته بعبدالرحمن لم يتحدث ولو لمرة واحدة معى عما يحمله تجاه الدولة من كره، رغم أننى أعرف عنه وعن أسرته أنهم متشددون، إلا أنه كان يتجنب الحديث معى عندما كنت التقى به فى صلاة الجمعة، حيث كان يتحدث دائما بشكل عام خوفا من أن يكشف ما بداخله من أفكار متطرفة دون أن يقصد فينكشف أمره وانتماؤه للجماعات الإرهابية.
وقال زميل الإرهابى: لو كنت على علم بما يحمله من تطرف وإرهاب لم أتردد لحظة فى الإبلاغ عنه، بل إننى كنت سأقوم بتسليمه بيدى إلى الشرطة لحماية البلد من شره وشر أمثاله.
وعن آخر مرة شاهد فيها الإرهابى عبدالرحمن، قال خميس: إنه شاهده منذ 3 أشهر خلال صلاة الجمعة، إلا أنه اختفى بعدها تماما عن الأنظار، إلا أن اللافت لى أنه لم يطلق لحيته، وهو ما يجعلنى أقول بأن المال له عامل أساسى فى إغراء الشباب والإيقاع بهم إلى أن تتم السيطرة التامة عليهم وعلى عقولهم.
تركنا محمد خميس لنتجول داخل القرية التى سيطر على أهلها حالة من الحزن، وقابلنا محمود وشهرته «الجوهرى» وهو أحد شباب القرية الذى تحدث بصعوبة بسبب حالة الحزن التى سيطرت عليه عندما علم أن منفذ تفجير معهد الأورام هو عبدالرحمن جاره الذى تربى معه فى القرية، حيث أكد أنه غير مصدق حتى الآن أن يخرج من هذه القرية إرهابى يقوم بهذا التفجير الذى راح ضحيته أبرياء لا ذنب لهم.
ومن ناحيته قال محمد فؤاد زغلول، مدير مركز التعليم المدنى التابع لوزارة الشباب بمحافظة الفيوم، إن تفجير محيط معهد الأورام بالقاهرة حادث مؤسف جدا نرفضه كما أننا نرفض كل أعمال التخريب والإرهاب والتطرف، مؤكدا فى تصريحاته لـ«صوت الأمة»: «نحن فى محافظة الفيوم نواجه مشاكل كبيرة أهمها الجهل والبطالة على الرغم من وجود موارد كثيرة بالمحافظة من الممكن استغلالها فى خلق فرص عمل كثيرة، أهمها السياحة العلاجية، واستغلال بحيرة قارون كمزار سياحى، علاوة على وجود السفارى، وهو ما سيمنح الشباب فرصة جيدة للعمل، وبالتالى يمكننا الحد من انتشار الإرهاب والأفكار المتطرفة».
وأشار مدير مركز التعليم المدنى التابع لوزارة الشباب بمحافظة الفيوم إلى أن الدولة المصرية مرصودة ومستهدفة، وبالتالى هناك خطة ممنهجة من أعداء الوطن لجذب الشباب والتأثير عليهم ببث الأفكار المتطرفة فى عقولهم عن طريق إغرائهم بالمال أولا تمهيدا للسيطرة على عقولهم ، ولعل ذلك هو ما دفع الرئيس عبدالفتاح السيسى إلى الدعوة المستمرة لتجديد الخطاب الدينى لإنقاذ هؤلاء الشباب من الأفكار الداعشية .
ووجّه محمد فؤاد، رسالة لكل مؤسسات الدولة داخل المحافظة، مطالبا إياها بحماية الشباب وعقد جلسات إرشاد وتوعية لحمايتهم، لأن الوقاية خير من العلاج.