فى يوم الأضحى.. سيدنا إسماعيل يطيع والده فى أمر الذبح وأبن نوح يعصى أباه فى نجاته
الأحد، 11 أغسطس 2019 07:22 م
من الدروس المستفادة من يوم الأضحى المبارك أن سيدنا إسماعيل، عليه السلام، أطاع أباه في ذبحه، وأبن سيدنا نوح عليه السلام، عصى أباه في نجاته، وقال الشيخ محمد فرح، أحد علماء الأزهر الشريف، أنه من الدروس المستفادة من هذا اليوم يوم الفداء الأعظم أن الانسان نفسه وماله وحياته كلها لله، ومن هذا المنطلق في هذا اليوم دعا إبراهيم أبنه إسماعيل للذبح، والأبن أطاع، وكان أمرا مستغربا، حتى أنه لم يتلكأ وقال لأبيه أطيعك على أمر الله وفيه من سرعة الاستجابة لقوة الايمان واليقين التي غرستها الأم في ابنها من المهد.
وأضاف فرح لـ"صوت الأمة"، "في المقابل دعا نوح أبنه للنجاة فرفض الأبن وقال سآوي إلى جبل يعصمني من الماء، والمفترض عقليا أن اسماعيل يعصي وأبن نوح يستجيب، وهنا ينكشف السبب، فسيدنا إسماعيل رضع من أمه في الصغر "إذن لا يضيعنا الله" حينما تركهما سيدنا إبراهيم في الصحراء التي نبعت منها زمزم من تحت قدميه، فكانت إجابة سيدنا إسماعيل في الكبر "يابت إفعل ماتؤمر"، وفي المقابل رضع أبن سيدنا نوح من أمه الكفر في الصغر، فكانت الإجابة في الكبر "سآوي الى جبل يعصمني من الماء".
ويشير فرج إلى أن هذان المشهدان يكشفان عن مكانة المرأة في الاسلام والتي كانت قبل الاسلام تعد من سقط المتاع، بل أن التمكين في الأرض مرتبط بالطفولة والامومة، فقد ربط الله التمكين في الأرض في عهد سيدنا موسى بالرضاعة والتربية، وهذا لا يكون الا بإعداد الأم الصالحة، التي لا يكون همها الأول الموضة وطبق اليوم، فالأم لا تفدي أبنها من لبنها ودمها فحسب، وإنما تغذيه مبادئها وأفكارها وصفاتها وكل ما تشعر به، لذلك لم يشأ الله أن ترضع أم موسى سيدنا موسى وهي خائفة، لأنها ستنقل له الخوف والجبن من خلال الرضاعة "فإذا خفت عليه" لا تتركيه معك " فألقيه في اليم " لأن هذا سيؤثر على شخصيته.