كواليس الحرب الباردة.. أدلب تفجر الصراع مجددًا فى سوريا
الخميس، 08 أغسطس 2019 09:00 ص
أعلن الجيش السوري استئناف عملياته القتالية في محافظة إدلب، التي تشهد ومحيطها وقفا لإطلاق النار، وتأتي هذه الخطوة بعد إعلان دمشق موافقتها على هدنة مشروطة بتطبيق اتفاق روسي تركي ينص على إقامة منطقة منزوعة السلاح في محافظة إدلب شمالي سوريا.
استئناف العمليات القتالية جاء بعد أن اتهم الجيش السوري المجموعات الإرهابية المسلحة، بأنها رفضت الالتزام بوقف إطلاق النار وقامت بشن العديد من الهجمات على المدنيين في المناطق الآمنة المحيطة، بحسب بيان للجيش أكد فيه أيضا أن الجيش والقوات المسلحة ستستأنف عملياتها القتالية ضد التنظيمات الإرهابية، بمختلف مسمياتها، وسترد على اعتداءاتها، ويأتى ذلك فى وقت تشهد فيه إدلب ومناطق محيطة منذ منتصف ليل الخميس الجمعة الماضييان وقفا لإطلاق النار، نجح في إرساء هدوء نسبي مع غياب الطائرات السورية والروسية عن أجواء المنطقة.
ولكن الهدنة المعلنة لم تحل دون استمرار القصف البري المتبادل، والذي أدى إلى مقتل مدني بنيران الفصائل في محافظة اللاذقية الساحلية الجمعة ومدنية بنيران قوات النظام في محافظة إدلب الأحد، وقد تعرضت محافظة إدلب ومناطق مجاورة، حيث يعيش نحو 3 ملايين نسمة، لقصف شبه يومي من طائرات سورية وأخرى روسية منذ نهاية أبريل، لم يستثن المستشفيات والمدارس والأسواق، وترافق مع معارك عنيفة في ريف حماة الشمالي.
وبدأ سريان الهدنة بعد ساعات من إعلان مصدر عسكري سوري، الخميس، موافقة دمشق على وقف لإطلاق النار شريطة أن يتم تطبيق اتفاق سوتشي، الذي يقضي بتراجع الإرهابيين بحدود 20 كيلومترا بالعمق من خط منطقة خفض التصعيد في إدلب وسحب الأسلحة الثقيلة والمتوسطة"، ومنطقة إدلب مشمولة باتفاق توصلت إليه روسيا وتركيا في سوتشي في سبتمبر 2018، نصّ على إقامة منطقة منزوعة السلاح بعمق 15 إلى 20 كيلومترا تفصل بين مناطق سيطرة قوات النظام والفصائل، كما يقضي بسحب الفصائل المعارضة لأسلحتها الثقيلة والمتوسطة وانسحاب المجموعات الجهادية من المنطقة المعنية.
رغم وجود اتفاق معلن إلا أنه لم يُستكمل تنفيذه، وتتهم دمشق تركيا الداعمة للفصائل المقاتلة بالتلكؤ في تطبيقه، وإن كان نجح في إرساء هدوء نسبي في المنطقة لأشهر عدة، وتتصارع تركيا مع الوقت لتأمين حدودها الجنوبية، ولكن الولايات المتحدة الأمريكية تقف لها بالمرصاد، وتمنع أي تقدم لأنقرة في شمال سوريا فميزان القوة في الشرق الأوسط محوره هناك، وسط التجمع البشري المتشابك، حيث يجتمع العرب، والكرد، والترك، والإيزيدين، والتركمان، والآشوريين وغيرهم.
وصراع واضح ظهر جليا بين أمريكا وتركيا، بعدما حذر وزير الدفاع الأمريكي "مارك إسبر" تركيا خلال زيارته إلى اليابان، من القيام بأي عملية شمال سوريا، وقال للصحفين المرافقين له، إن واشنطن ستمنع أي غزو تركي لشمال سوريا، مؤكداً أن أي عملية تركية في شمال سوريا ستكون غير مقبولة، مضيفا، نعتبر أن أي تحرك أحادي من جانبهم سيكون غير مقبول، وما سنفعله هو منع أي توغل أحادي من شأنه أن يؤثر على المصالح المشتركة للولايات المتحدة وتركيا وقوات سوريا الديمقراطية في شمال سوريا، وقال إن واشنطن تأمل في التوصل إلى اتفاق مع أنقرة بشأن عملية شرق الفرات.
وجاءت التصريحات الأمريكية بعدما أعلن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، في خطاب جماهيري في ولاية بورصة شمال غرب تركيا، أن بلاده تستعد لعملية في شمال سوريا وبالتحديد شرق نهر الفرات المنطقة التي تسيطر عليها وحدات حماية الشعب الكردية المدعومة من واشنطن، مؤكدا أنه أبلغ كل من الولايات المتحدة الأميريكية وروسيا بالعملية العسكرية المزمع شنها بعد عيد الأضحى ، مشددا على أن بلاده إذا لم تتحرك شمال سوريا ستدفع ثمناً باهظاً.