هل تتأثر مصر اقتصاديا بعد خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي؟
الثلاثاء، 06 أغسطس 2019 06:00 م
هل تصل آثار "بريكست" إلى المنطقة العربية بصفة عامة وهل تطال تأثيراته مصر بصفة خاصة؟ فلم يكن استفتاء 2016 فى انجلترا حول خروج الدولة الأهم من الاتحاد الأوروبى استفتاء عاديا، وهو بالفعل قرار له تأثيرات السياسية والاقتصادية ليس فقط داخل الاتحاد الأوروبى وإنما تطال كثير من الدول الأخرى.
استفتاء 2016
نظمت بريطانيا استفتاء عام 2016 صوتت فيه الغالبية لصالح الخروج من الاتحاد بعد أن ظلت عضوا لأكثر من 40 عاما.
بريطانيا تعد المستثمر الأجنبى الأول داخل السوق المصرى
تعد بريطانيا هى المستثمر الأجنبى الأكبر فى السوق المصرية، إذ يبلغ حجم التبادل التجارى بين مصر وبريطانيا يبلغ نحو 2 مليار جنيه إسترلينى، فى حين أن محفظة الاستثمارات البريطانية فى مصر تقدر بنحو 5.4 مليار دولار، ويبلغ حجم الواردات المصرية من بريطانيا 1.147 مليار جنيه إسترلينى فى 2018.
وسجل حجم الصادرات المصرية إلى بريطانيا 818 مليون جنيه إسترلينى فى 2018 بزيادة 26% عن عام 2017، وفيما يتعلق بقطاع السياحة زار 415 ألف سائح بريطانى زاروا مصر فى 2018.
هل توجد تأثيرات سياسية واقتصادية على مصر نتيجة خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبى؟
فى تصريحات له أكد وزير التجارة والصناعة أن هناك تنسيقاً كبيراً بين المسئولين فى كل من مصر وبريطانيا لتعزيز التعاون التجارى والاقتصادى المشترك، خلال المرحلة المقبلة خاصةً فى ظل علاقات الشراكة الاستراتيجية التى تربط الحكومتين وكذا منظمات الأعمال بالبلدين موضحا أن الإجراءات الخاصة بخروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبى لن تؤثر مطلقاً على مستوى العلاقات الاقتصادية، بين البلدين وحركة التجارة والاستثمارات المشتركة.
وأكد قابيل أن الحكومة تعمل على تذليل كافة العقبات التى قد تواجه الشركات البريطانية العاملة فى مصر، بهدف تعزيز حركة الاستثمارات المشتركة بين البلدين خاصة وأن بريطانيا، تعد أكبر دولة أجنبية مستثمرة بالسوق المصرى، بإجمالى استثمارات تبلغ 5.6 مليار دولار من خلال 1450 شركة ومشروع، مشيراً إلى أن المرحلة المقبلة ستشهد نمواً كبيراً فى الاستثمارات المشتركة، بين مصر وبريطانيا فى كافة المجالات.
وأوضح الوزير أنه التقى جيرفى دونالدسون، المبعوث التجارى البريطانى لمصر، وتناول مستقبل العلاقات الاقتصادية والتجارية بين مصر وبريطانيا، خاصة فى ضوء الإعلان عن قرار بريطانيا الخروج من الاتحاد الأوروبى لافتا إلى أهمية تعزيز الشراكة الاستراتيجية بين مصر وبريطانيا، بما ينعكس إيجابا على تعميق حركة التجارة البينية بين البلدين وتحقيق مزيد من التوازن فى الميزان التجارى، مشيرا إلى سعى الجانبين المصرى، والبريطانى لتوفير المناخ المناسب لتنمية الاستثمارات المتبادلة بين رجال القطاع الخاص فى الجانبين.
أستاذ علوم سياسية: اتفاقية البريكست سيكون لها تأثيرات قوية على مصر والشرق الأوسط
وفى هذا السياق يؤكد الدكتور طارق فهمى أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة أن اتفاقية البريكست سيكون لها تأثير على دول الشرق الاوسط ومنها مصر لافتا إلى أن الاقتصادى مرتبط بالتأكيد بحالة عدم الاستقرار فى العلاقات الأوروبية البريطانية والاتفاقيات الخارجية خاصة فى حال الخروج من جانب واحد وان كان حجم الشراكة الأوروبية المصرية كبير ومهم ومستقر فى الوقت الراهن خاصة مع تنامى العلاقات المصرية مع فرنسا وألمانيا بالأساس.
وأضاف أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة أنه سيكون هناك تأثيرات مباشرة فى مجال الاستثمارات ومعدلات التجارة البينية ولكن نظرا لقوة الاقتصاد المصرى فى الوقت الراهن وتصنيفه انه اقتصاد واعد وناشئ يمكن الانطلاق به لمواجهة أية تداعيات سلبية.
توقعات بارتفاع الدولار واليورو عالميا بسبب انخفاض الجنيه الاسترلينى مما يؤثر على السوق المصرى
وبشأن تأثير البريكست سياسيا على مستوى العالم عامة ومصر خاصة قال الباحث محمد محمود إن هناك اتفاقيات تصدير بين مصر و"الاتحاد الأوروبى وهذا سيعطى مصر ميزة فى الصادرات بدون جمارك للكثير من السلع ولكن سيظل هناك استفسارات بخصوص مصير الصادرات المصرية لبريطانيا حال حدوث البريكست.
وأضاف الباحث السياسى أنه من الممكن ارتفاع الدولار واليورو عالميا بسبب تأثر الجنية الاسترلينى بالانخفاض مما يؤثر بشكل سلبى ومباشر على السوق المصرى.
وأوضح الباحث السياسى أن تأثير البريكست سياسيا على المستوى الأوروبى هو بلا شك تراجع للفكرة الأيديولوجية القائمة على القومية الأوروبية وبلا شك سيؤثر على أوروبا وسيؤثر على العالم سياسيا متابعا: فكرة هجرة الكفاءات والعقول من العالم الثالث والدول العربية بشكل أو بآخر هيكون لها تأثير على العلاقات بين الدول ومنها مصر وبريطانيا وستصاعد الأفكار السلبية الخاصة بالمهاجرين وذوى الأصول الأفريقية أو العربية فى ظل المواطنة غير الكاملة.