- تكريم النجباء بناء على معايير الكفاءة والاجتهاد وليس المقرب من السلطة
- التعليم والثقافة والتنوير والإعلام والفنون قضايا تحدد مصير الأمة غابت عن فكر النخبة واهتم بها المواطن البسيط
من أهم المكاسب السياسية والاجتماعية التى حققتها المؤتمرات الوطنية للشباب أنها ساعدت على تقوية وعى المصريين بالتحديات التى تواجها الدولة المصرية، فكلنا نعلم أن الكثير من الحملات تم تسويقها عبر وسائل التواصل الاجتماعى، ومن خلال إعلام خارجى موجه هدفه الوحيد هو تغييب وعى المصريين، لكن فشلت كل هذه الحملات بعدما انتهجت القيادة السياسية سياسة «المكاشفة والمصارحة» فى تقديم كل ما يخص الدولة من معلومات للمصريين باعتبارهم شركاء فى الحكم والقرار، وهو ما كانت نتيجته ما رأيناها وسمعناه على فى المؤتمر الوطنى السابع للشباب الذى عقد يومى الثلاثاء والأربعاء الماضيين بالعاصمة الإدارية الجديدة، وما سبقه من مؤتمرات أخرى عقدت فى القاهرة وشرم الشيخ والإسماعيلية والإسكندرية وأسوان.
فى السابق كان هناك شبه انفصال ما بين الدولة والشعب، لا تواصل ولا اتصال، بل إن الحكومات المتتالية وتحديداً قبل 2013 كانت تخفى الحقائق بل كانت تجمل «القبح» لتستمر فى مكانها، حتى مع إدراكها أن نتائج هذه التجميل الصورى ستكون خطيرة عليها وعلى الدولة بشكل كامل، ولم تدرك هذه الحكومات ومن خلفها النظام الذى كان سائداً حينها، أن التجميل لن يكون العملية الوحيدة المطلوبة لامتصاص غضب المصريين أو تغييبهم، لأن الملموس على أرض الواقع يناقض تماماً كل ما يقال على ألسنة الوزراء والمسئولين، فكانت النتيجة أن وجدنا جماعة سياسية تتخذ من الدين ستاراً لتحركاتها وأهدافها وطموحاتها، تقفز على العقول وتسيطر عليها، مستغلة الغياب التام للدولة، والانفصال ما بين الحكومة والشارع.
الغريب أنه بعد 2011 لم تستوعب هذه الجماعة التى سيطرت على مقاليد الدولة، الدرس بل سارت على نفس نهج حكومات ما قبل 2011، مع فارق بسيط أنها تملك قواعد فى الشارع هى من تتولى تجميل الصورة القبيحة لأعمال الجماعة، وفى نفس الوقت تغلف تحركاتها بمنطق «المظلومية» الذى عاشت ولا تزال تعيش عليه الجماعة حتى الآن، لكن لم تكن المظلومية ولا قواعد الجماعة فى الشارع كافية لسلب عقول المصريين، فكانت ثورة 30 يونيو 2013، التى جاءت مفاجئة للجميع إلا للمصريين أنفسهم، لأنهم يدركون قوتهم وأيضاً قدرتهم على الصمود والتحدى والمواجهة أيضاً.
بعد 2013 كانت الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية فى مصر أكثر وأشد صعوبة مما كانت عليه قبل ذلك، والسبب أن الجماعة التى ثار عليها الشعب لم تنظر للماضى وتستقى منه العبر، بل أنها أرادت أن تقضى على كامل الدولة، لتبقى هى.
ذهبت الجماعة وبقيت مصر، لكن فى نفس الوقت الاستهداف الخارحى والداخلى ما زال قائماً، وهنا اختار الشعب الشخص الوحيد القادر على فهم المصريين واحتياجاتهم ومتطلباتهم، وهوالرئيس عبدالفتاح السيسى، الذى اختار منذ اللحظة الأولى أن يكون صادقاً فى كل قول وفعل، دون تجميل لواقع سيئ.
اخترق الرئيس كل الملفات الصعبة، وبدأ فى إعادة رسم الدولة من جديد، وكان واضحاً منذ البداية أن الأيام القادمة ستكون صعبة، بل غاية فى الصعوبة، لكن الإجراءات التى سيلجأ لها حتمية ولا بديل لها، وحينما التف الشعب حوله دارت ماكينة الشائعات التى تأتينا من الخارج وبعض ممن فى الداخل، وهدفها الأول اللعب على وتر «الوعى» لدى المصريين.. بعضنا انتابته مخاوف أن تنجح هذه الحملة، وأن ينجرف المصريون خلف الأكاذيب والأوهام التى يروج لها تنظيم ارتضى لنفسه أن يكون خادما للشيطان، لكن مع مرور الوقت كانت الثقة فى وعى المصريين هى الأقوى.
نجح رهان الرئيس على وعى المصريين، والفضل فى ذلك لأسباب كثيرة، لكن يأتى «المؤتمر الوطنى للشباب» فى مقدمة هذه الأسباب، خاصة أن الشباب كانوا المستهدف الأولى من حملة الشائعات واللعب على وعى المصريين، باعتبارهم الأكثر استخداماً لوسائل التواصل الاجتماعى، المليئة بكل محاور الشر من حلف الشيطان.
الوعى هنا لا أقصد به قدرة المصريين على تحمل إجراءات الإصلاح الاقتصادى على أهميتها بطبيعة الحال، وإنما أيضاً استيعاب المصريين لكل التحديات التى تواجهها الدولة، وقبلوا أن يكونوا شركاء فى الحل والمواجهة، وهو ما رأيناه على سبيل المثال فى الجلسة الختامية للمؤتمر الوطنى السابع للشباب، وتحديداً فى جلسة «اسأل الرئيس»، التى شهدت مجموعة من الأسئلة تكشف عن وعى حقيقى بالمخاطر والتحديات الداخلية والخارجية، وأيضاً قدرة على التعامل معها، وهو أيضاً ما تأكد حينما استمع الحضور وشاهدوا تقرير «شارك الرئيس»، وظهور مصريين على مختلف فئاتهم الاجتماعية والاقتصادية، وهم يقدمون الحلول للعديد من المشاكل، وحينما تقترب مما يطرحونه ستجده قريبا من الطرح الحكومى، وما يتحدث به الرئيس السيسى دوماً، وهو ما يؤكد أن المصريين لم ينفصلوا عن واقع دولتهم.
ما وصل إلى الرئيس من أسئلة ومشاركات من المصريين، جعلته يلمس حقيقة التغيير الذى حدث فى وعى المصريين، ويقول إن «المواطن البسيط لم يكن بعيدًا عندما تحدثنا عن التعليم والإرهاب والمجالس المحلية، والناس وعيها ارتفع بشكل كبير، ولكننا دائما بحاجة للعمل مع الرأى العام».
محمد عبد الستار، أحد الشباب الذى سجل سؤاله للرئيس ورد عليه الرئيس السيسى فى جلسة «اسأل الرئيس»، وكان سؤاله عن قانونى المحليات ومجلس الشيوخ، أشار إلى فكرة الوعى الجمعى لدى المصريين، ودور مؤتمرات الشباب فى تثبيته، وقال إن «مؤتمرات الشباب أثبتت للعالم كله أن الشباب المصرى حينما تُتاح له الفرصة يثبت جدارته، وأهليته للقيام بهذا الدور، وهذا ما قامت به القيادة السياسية الحالية، حينما منحتهم فرصة للحوار والتعبير عن رأيهم وعرض مقترحاتهم للوقوف على حجم التحديات على أرض الواقع، وكيفية صنع القرار، ودورهم فى المستقبل لبناء الوطن»، مؤكدا على ضرورة العمل، محذرا من الالتفات للشائعات، خاصة وأنها تستهدف فئة الشباب.
الوعى الجمعى للمصريين أدرك أن بناء شخصية المصرى الأساس للتطوير
جزء مهم من الوعى المصرى مرتبط بما يطرحونه من قضايا، فالغالب لدى تفكير النخبة أن السياسة هى المسيطر على عقول المصريين، لكن حينما تجد المصريين وتحديداً فئة الشباب يتحدثون عن قضايا مصيرية بالنسبة للشعب، مثل منظومة التعليم وكيفية تطويرها، وأيضاً النقل والمواصلات، فهنا لابد لنا من وقفة، فالوعى تجاوز المنعطف السياسى، واتجه إلى القضايا التى تمس بناء الشخصية المصرية، وهو ما يتوافق مع الأساس الحضارى للشخصية المصرية، وهو ما كشفته أيضاً مؤتمرات الشباب، التى خلقت المنصة الحوارية الحضارية التى نبعت منها هذه الأفكار الخلاقة للمصريين، وأيضاً نتج عنها هذا الوعى الجمعى الذى أنجاز لفكرة الدولة وبناءها، بالاعتماد على المقومات الأساسية المطلوبة لبناء شخصية المصرى.
أحد عناصر هذا الوعى، ومرتكزات الشخصية المصرية ظهرت فى النقاش داخل المؤتمر الوطنى السابع للشباب، وهو الأمر الذى أسهب فى شرحه الرئيس عبد الفتاح السيسى، حينما رأى تركيزاً من الشباب على فتح النقاش حول هذه القضية، كونها المحدد الرئيسى لأى عملية تحديث تخطط لها الدولة والقيادة السياسية، وهى قضية الثقافة والتنوير، وما يرتبط بها من أداء إعلامى.
طرح هذه القضية من جانب الشباب سواء فى جلسة «اسأل الرئيس»، أو «شارك الرئيس» أو خلال المناقشات داخل جلسات المؤتمر، يكشف لنا التطور الذى شهده التفكير المصرى، والوعى الناضج، الذى لم يقف عند نقطة واحدة، بل انطلق إلى الأساس المطلوب لبناء الدولة على أسس سليمة، وهو بناء الشخصية المصرية، وما يتطلبه من عودة لدولة الثقافة والفنون، وما يحتاجه من إعلام قوى قادر على التأثير وصياغة العقد الاجتماعى الجديد الذى تسعى له الدولة.
الرئيس السيسى فى هذه النقطة، كما قلت سابقاً أسهب فى الشرح، وقال إن الدولة المصرية تعمل على إحداث نهضة فنية وثقافية معاصرة، وتقوم بتحديث أدواتها، حيث ستقوم بالانتهاء من أكبر مدينة للثقافة والفنون فى العالم منتصف 2020 فى العاصمة الجديدة، بالإضافة لمدينة فنون وثقافة أخرى فى العلمين الجديدة لإطلاق سبل إتاحة الإبداع الفنى للجميع واختيار أسوان كعاصمة للفنون، كما أن الدولة تعمل على إنشاء عدد من المنشآت التى يُصنفها البعض باعتبارها منشآت ثقافية، بالإضافة إلى افتتاح مجموعة من المتاحف الكُبرى، منها المتحف الكبير ومتحف الحضارة إلى جانب مجموعة أخرى سيتم افتتاحها، كما قال أن «هناك ما بين 650 لـ600 مليون جنيه للثقافة لصالح تطوير وتثقيف وتوعية ملايين الشباب، وتطوير المسرح القومى وإنشاء عدد من المسارح الجديدة.. هذا الجهد تقوم به الدولة، ولكن التنسيق بين التعليم والشباب والرياضة والثقافة والإعلام بحاجة لجهد أكبر.. حركتنا فى كل الموضوعات كبيرة وتحتاج وقت كبير لتجدوا مردودا لها».
الدولة تتجه نحو بناء منظومة قيم ثقافية إيجابية تحترم التنوع والاختلاف
وواصل الرئيس السيسى حديثه فى هذه الجزئية التى رأى اهتمام غير عادى بها، وقال إنه سيكون تحركا بشكل قوى فى الشق الثقافى والفكرى والإنسانى فى مصر، وإنه سيكون هناك نقلة ثقافية حقيقية، خلال العامين أو الثلاثة القادمين، فى إطار توجه الدولة نحو بناء منظومة قيم ثقافية إيجابية فى المجتمع المصرى تحترم التنوع والاختلاف، وتمكين المواطن المصرى من الوصول إلى وسائل اكتساب المعرفة، وفتح الآفاق أمامه للتفاعل مع معطيات عالمه المعاصر، وإدراك تاريخه وتراثه الحضارى المصرى، وإكسابه القدرة على الاختيار الحر وتأمين حقه فى ممارسة وإنتاج الثقافة، على أن تكون العناصر الإيجابية فى الثقافة مصدر قوة لتحقيق التنمية، وقيمة مضافة للاقتصاد القومى، وأساسا لقوة مصر الناعمة إقليمياً وعالمياً.
وأكمل الرئيس السيسى حديثه بالقول إن كل قطاعات الدولة المصرية كانت بـ«عافية» خلال السنوات الماضية، وأن الأهم الآن أن نقطة الانطلاق قد بدأت وتحركت الدولة ومؤسساتها فى إطار خطة شاملة للإصلاح الكامل، وأن الإصلاح الاقتصادى امتد إلى المنظومة الإعلامية فى مصر، خاصة أن «قطاع الإعلام مثل كل قطاعات الدولة المصرية، ففى عام 2011 وما حدث فى مصر وقتها، واجه مشكلة كبيرة، وبالتالى فإن الإصلاح واجب لكل القطاعات بما فيه قطاع الإعلام، وهذا لا يعنى إساءة لأحد فالموضوع ليس أشخاص ولكنها منظومة على بعضها»، وتساءل الرئيس السيسى: «الإعلام عندنا فيما يخص منظومته الاقتصادية، يكلف علينا فى السنة ما يقرب من 6 مليار ات جنيه، وما يتحقق منه بالأنشطة 2.3 مليار جنيه، وهذا الشق الاقتصادى، أما الشق الفنى فهل المحتوى هو ما نتمنى أن نقدمه؟، من سنين طويلة فى الخمسينيات والستينيات كان الإعلام ذات تأثير كبير جداً، وكان له عوائده، فالتليفزيون المصرى والمسلسلات كان يستطيع يسوقها فى الدول العربية، وحدث تطور فى الدول العربية».
واستكمل الرئيس: «حالياً تحركنا فى إصلاح المنظومة، فى الشق الاقتصادى والشق الفنى من المحتوى والكثير منا غير راضٍ عنه، والمحتوى إن لم تكن الدولة والحكومة حتى المثقفين والمفكرين والمعنيين بالصناعة يفكرون فى ذلك، هناك دول مثل الولايات المتحدة والهند يدخل لها أموال هائلة من الأفلام مثلاً، وهو شكل من أشكال تقديم الدولة للعمل»، مشدداً على أن الدولة تتحرك فى الإصلاح الاقتصادى والإعلامى من حيث المحتوى، وتشجع جداً كل الشباب، مضيفاً: «بدأنا فى المحتوى وخلال العامين ثلاثة القادمين، المحتوى يكون أكبر من الواقع، فالإعلام لم يعد فقط التليفزيون والراديو لإيصال المعلومات للناس، هناك أشياء أخرى كثيرة ونهتم أن نتحرك فيها لنواكب العصر، خلال سنتين أو ثلاث سنوات القادمين سنكون فى مكان أفضل، ونسعى فى ذلك بالتوافق مع الصناعة».
«تنسيقية شباب الأحزاب» ترفع الوعى السياسى لدى الشباب
ارتفاع الوعى انتقل من الشارع العادى إلى السياسيين أيضاً، وأذكر تحديداً التجربة الفريدة التى سيكون لها صدى كبير داخل مصر وخارجها أيضاً، وهى «تنسيقية شباب الأحزاب والسياسيين»، التى تشكلت منذ عام، ويمكن اعتبارها أحد المنتجات المهمة لمؤتمرات الشباب، وتضم ممثلين من قيادات شباب الأحزاب والنشطاء السياسيين، وتعتبر واحدة من أهم التجمعات الشبابية السياسية فى مصر، فهى تضم تنوعا واسعا من الأيديولوجيات والتوجهات السياسية، والتى نجحت خلال تلك الفترة فى إثبات وجودها بالأفكار والمشاركات البناءة التى ظهرت فى كل المبادرات سواء تلك التى طرحتها الدولة أو جاءت من جانب أعضائها، ذلك النضج الذى ظهر جليًا فى المؤتمر الوطنى السابع للشباب.
وجاء تشكيل تنسيقية شباب الأحزاب والسياسيين منذ البداية من أجل العمل السياسى المشترك، والتى نجحت فى صنع حالة فريدة من التوافق بين القوى الوطنية فى مواجهة تحديات هذه المرحلة، ومواكبة التطلعات التى تأمل فى تنمية الحياة السياسية، ووضع أسسها بغير إقصاء لأى رؤية وطنية، وحرص على تقريب وجهات النظر حول مصالح الدولة المصرية، ونجحت التنسيقية فى التأكيد على أن الاختلافات الأيديولوجية يمكن أن تكون منبعا لإثراء التجربة المصرية، وظلت منفتحة على كل من لديه اهتمام بالعمل السياسى فى قنواته الشرعية، ومنطلقة كذلك فى رؤيتها السياسية وتعبيرها عن مكونات المجتمع المصرى، بإدراك تام أنه بالتوافق والتكامل يتم تحقيق النموالمستدام للوطن.
ومن متابعة أعمال تنسيقية الشباب منذ تأسيسها نجد أن أفرادها يدركون أن الديمقراطية هى حوار بين شركاء وليست نزاعا أو عراكا بين فرقاء، وأن المعارضة الحقيقة هى التى تسعى للبناء وليس للهدم، وذلك من خلال الأفكار التى يتم طرحها ومناقشتها وتنفيذها على أرض الواقع من أجل نهضة الوطن، والمواطن المصرى.
ومن خلال المشاركات الأخيرة لأعضاء تنسيقية شباب الأحزاب والسياسيين بالمؤتمر الوطنى السابع للشباب، يتأكد أنهم على وعى بكل قضايا الوطن، ومدركون لحجم المخاطر والتحديات التى تواجهه، والدور الواجب لعبه الآن من أجل النهوض بالوطن والتنمية المستدامة، وتخفيف الأعباء على المواطنين، دون صخب أو محاولات تشويه وإضعاف، ففى نموذج محاكاة الدولة المصرية، الذى عقد فى اليوم الأول للمؤتمر الوطنى السابع للشباب، كان لأعضاء تنسيقية شباب الأحزاب والسياسيين مشاركة إيجابية كبيرة، وفندوا قضايا الوطن طارحين أفكارهم لمعالجة تلك القضايا، سواء كانت السياسية والاقتصادية والاجتماعية وغيرها، كما أنهم فى جلسة «التحول الرقمى» كان لهم حضور فاعل، لدرجة أن الرئيس السيسى وده ملحوظة لمديرة الجلسة حينما أرادت أن تقاطع أحد شباب التنسيقية، وقال لها الرئيس «من فضلك سيبى الأحزاب تتكلم زى ما هى عايزة»، ليعطى الرئيس الضوء لبلال حبيش، عضو تنسيقية شباب الأحزاب، لعرض رؤية ومطالب التنسيقية فى مقترح التحول الرقمى للحكومة، حيث لم تكن هذه أول مرة يظهر دعم الرئيس السيسى لشباب الأحزاب فى التحدث فى المناسبات الرسمية والتعبير عن وجهة نظرهم طرقا لهم المساحة للتعبير عن آرائهم.
والشاهد أن تنسيقية شباب الأحزاب دائما ما تطرح حلولا للمشاكل بشكل مختلف يتماشى مع وضع الدولة الاقتصادى والسياسى، كما أنها ساهمت فى حل العديد من المشاكل لعل آخرها ما يتعلق بالتنمية المستدامة 2030، وأيضا قضية سلامة النقل فى مصر وذلك من خلال الاستعانة بالعديد من التجارب الدولية فى هذه الأزمة وتقليل حوادث الطرق فى مجال النقل، حيث قدمت التنسيقية مقترحا متكاملا يتضمن إنشاء المجلس الأعلى لسلامة النقل.
وبالعودة إلى جلسات المحاكاة، ودورها فى رفع وعى الشباب، فيمكن القول إنها أحدثت تحولا كبيرا فى نظرة المجتمع للشباب وقدرتهم على إدارة الملفات الصعبة، وأوصلت رسالة للجميع بأن تمكين الشباب لم ولن يكون مجاملة من القيادة السياسية، وإنما جاء بناء على قناعة ورؤية من رئيس الدولة بأن لدى الشباب طاقات فاعلة تحتاج إلى من يحسن استغلالها، وهو ما حدث فى تجربة معاونى ومساعدى الوزراء والمحافظين التى أثبتت نجاحهها.
نموذج محاكاة الدولة المصرية، أحدث أيضاً صدمة لدى كثير من الأجهزة والتنظيمات والدول المعادية لمصر، لأنه أظهر أن الدولة لديها كوادر شبابية يتم إعدادها بشكل علمى سليم، وأن مستقبل مصر فى شبابها، وأن هذا الإعداد يتم بإشراف مباشر ومتابعة من رئيس الدولة.
تكريم النجباء نموذج على تقدم الوعى المصرى
فى الماضى كان تكريم الأشخاص مرتبطا بمدى قربهم من السلطة الحاكمة، لكن اليوم المعايير اختلفت وتبدلت، وأصبح العمل والاجتهاد هو الأساس، وتقديم نموذج وقدوة للشباب هو المحرك الأساسى الذى بناء عليه يكون التكريم، وهو النهج الذى سارت عليه مؤتمرات الشباب منذ النسخة الأولى فى شرم الشيخ، أكتوبر 2016، وحتى اليوم، فالتكريم يكون لـ«النجباء» كما وصفهم الرئيس السيسى.
من ينظر لقائمة المكرمين فى المؤتمر الوطنى السابع للشباب سيجد تأكيداً لما أقوله، وللنهج الذى تسير عليه الدولة المصرية، فالتكريم شمل شخصيات لم يكن لهم واسطة سوى ما قدموه من نماذج براقة فى العمل والاجتهاد، كل فى مجاله، فالقائمة ضمت زينب رمضان مهندسة اختبارات بأكبر محطة طاقة شمسية فى العالم بأسوان، وهيثم السيد مدرس وصاحب فكرة عربية الحواديت، ومريم عادل عزب، فارسة مصرية حاصلة على الميدالية الذهبية فى الألعاب العالمية لأولمبياد الخاص أبوظبى 2019، وشريف العبد مهندس وثانى مصرى يتسلق قمة إفرست، ومحمد كيلانى بطل ماراثون لذوى القدرات الخاصة، ومنال مصطفى، صاحبة مشروع عربة طعام، وأوليفيا جرجس طالبة بحث علمى، وفرح الديبانى، أول مصرية تغنى بأوبرا باريس، ودهب غريب، خريجة الجامعة والتى تعمل على عربة كبدة صغيرة، وتحلم أن تصبح مذيعة تلفزيون.
هؤلاء هم القدوة.. هؤلاء هم من اختارتهم الدولة لتكريمهم لأنهم يستحقون التكريم واستحقوا أن يقف لهم شباب مصر تكريما لهم.
شباب البرنامج الرئاسى نموذج للتفوقبقى شىء مهم يجب الإشارة إليه، وهو ذلك المشروع الكبير الذى أعلن عنه الرئيس السيسى فى بداية 2016، ونحن اليوم نرى ثماره، وهو البرنامج الرئاسى لتأهيل الشباب للقيادة، فهو جزء من تشكيل الشخصية المصرية، وإفراز شخصيات قادرة على قيادة الدولة فى المستقبل، فخريجو هذا البرنامج هم من قاموا على إدارة المؤتمرات الوطنية للشباب، ومنحونا جميعاً الأمل فى أن المستقبل مبهر ما دام سيكون فى يد شباب يملك الفكرة والقدرة على التنفيذ.