استخدامها يصيب بالالتهابات والحساسية.. تحذيرات دولية من القفزات الطبية

الاستسهال في أستخدام أي مستلزات طبية دون معرفة أدرارها وفائدها، قد يعرض حياة الأشخاص إلى الإصابة بأنواع من الأمراض التي يصعب علاجها على المدى القريب والبعيد، فكثيرا ما تلجأ بعض ربات المنزل إلى استخدام «القفازات» الطبية رخيصة الثمن، عند تحضير بعض الأطعمة، حرصا منهم على نظافة الطعام، أو ترتدي إحداهم أثناء غسل الأواني، تجنبا للأثار السلبية التي تصيب جلد يد المرأة بسبب كثرة التعرض لمساحيق الغاسيل الكيماوية وما تتركة من ترسبات على الأيدي قد تؤدي إلى جفاف جلد اليدين أو ما إلى ذلك من أضرار، إلا أن الكثير منا لا يعلم أنه يستخدم ما سيصيبه بالضرر الأكبر، بسبب ما تحمله «البدرة» الموجودة في تلك القفازات من أمراض جلدية خطيرة.

القفازات المطاطيه

البداية كانت لدى «أمال علي»، ربة منزل، عندما لاحظت وجود تقشير في طبقة جلد يداها، صاحبه تورم في مفاصل الأصابع، وتشقق شديد في الكف وخروج دماء، فظنت أن كثرة تعرضها لمساحيق غسيل الأواني هو ما أصاب يدها بهذه الأعراض، فلجأت إلى الطبيب، الذي نصحها باستخدام «قفازات» مطاطية، حتى تمنع وصول الماء والمواد الكيماوية إلى يدها أثناء فترة تلقيها العلاج، إلا أن الأمر ازاد سوء ولم يفلح معها العلاج الذي وصفه لها الطبيب.

ذهبت أمال مرة ثانية للطبيب، لتخبره بأن العلاج لا يجدي معها، وأنها تنفذ كل تعليماته بدقة، إلا أن الطبيب سألها عن نوعية القفازات التي ترتديها وعلم أنها نفس النوع الذي يستخدمه الأطباء عند فحص المرضى، فعرف أن فشل العلاج الذي وصفه لها كان بسبب «البودرة» التي تُبطن بها القفازات، فنصحها بتغيير النوع وارتداء ذلك النوع السميك المخصص للاستخدام المنزلي.

القفازات الطبيه

حذرت منظمة الغذاء والدواء الأمريكية عام 2017 من استخدام powdered gloves، وأصدرت قرارا بحظر استخدامها داخل العيادات والمستشفايات، لثبوت الأثار الجانبية الضارة التي تسببها هذه المادة، والتي الجهاز التنفسي، وأمراض الحساسية، والتهاب الجروح، والتصاقات ما بعد الجراحة، والتهاب الرئة وتهيج مجرى الهواء، موضحة أن تلك المادة البيضاء تتفاعل مع بروتينات القفاز، فتسبب الاتهابات الجلدية وأمراض الحساسية.

وفي هذا الصدد، أوضح الدكتور عادل العدوي، أستاذ الأمراض الجلدية، أن ارتداء القفازات المطاطية التي تُبطن بالبودرة البيضاء، يصيب من يستخدما بأمراض جلدية عديدة، كذلك أمراض الحساسية والربو، ولفت إلى أن الأطباء الذين يستخدمون نفس هذه القفازات، قد لايصابون بالأضرار، بسبب ارتدائهم لها فترة الكشف فقط والتي لا تزيد عن 10 دقائق على الأكثر، كما أنهم يستخدمون مادة «جل» معقم قبل ارتداء القفاز، مما يجعل هناك حائل بين جلد اليد ومادة البدرة، فيحول دون الإصابة بالحساسية.

القفازات الطبيه

 في المملكة العربية السعودية، أصدرت وزارة الصحة تحذيرا للمستشفايات والعيادات الطبية والمستوصفات، بمنع استعمال القفاذات المطاطية التي بها بدرة أثناء عمليات الفحص الطبي أو العمليات الجراحية، واستخدام بدلا منها أنواع أخرى لا تحمل هذه المادة.

أما في مصر، فقد أطلق مركز «اليقظة الصيدلية»، التابع للإدارة المركزية للشئون الصيدلية، تحذيرا للأطباء من خطورة البودرة المٌبطنة للقفازات المطاطية التي يستخدمها الأطباء أثناء إجراء الكشف الطبي أو الجراحات، وأوضح أنها تسبب الأورام الحبيبية والاتهابات الجلدية وفرط الحساسية والالتصاقات طويلة الأمد، كما أنها تصيب الجروح بالعدوى البكتيرية ، إلى جانب أن اعتماد أطباء النساءوالتوليد، عليها أثناء إجراء الفحص المهبلي للسيدات، فإنها تصيب الجهاز البولي والتناسلي بالتهابات شديدة يصعب علاجها.