الباذنجان مخزن الفيتامينات والمعادن.. ظلمته الأمثال الشعبية وأنصفه الغلابة والفقراء

البَاذِنْـجَان أوالبَادنْـجَان أوالبَاتنْـجَان، وفى اللهجة العامية، وعلى مستوى محافظات مصر، يُطلق عليه اسم "البادنجال"، وهو نبات حولي عشبي، يتبع الفصيلة الباذنجانية، تمت زراعته في جنوب وشرق آسيا، منذ عصور ما قبل التاريخ، وعرفت مصر زراعته منذ القدم، وتطورت المساحات والإنتاجية، عاماً بعد عام، بعد أن جادت زراعة المحصول، فى الأراضى الصحراوية المستصلحة حديثاً، إلى جانب زراعته فى الأراضى القديمة، بالوجه القبلى والدلتا.

 

مساحة زراعة الباذنجان وإنتاجه

المراجع والتقارير الزراعية، تؤكد أن "الباذنجان" يعتبر من الخضروات "حمّالة الأسيّة"، كما نقول فى أمثالنا الشعبية، لأن سعره فى الغالب يكون مناسباً، وخاصة للطبقات الفقيرة والمتوسطة، كما يتوافر فى الأسواق، معظم أيام وشهور السنة، نظراً لوجود أكثر من عُروة له، وتعتمد عليه الكثير من الأُسر، لطهوه وتناوله بأكثر من طريقة، منها أكله مسلوقاً ومقليّاً ومخللاً ومسقّعة ومطبوخاً، وكذلك فى إطار المحشيات وغير ذلك، كما يُطلق على إحدى أكلاته "الطبخة السوداء"، نتيجة لتحوّل وتغيّر المياه، التى يتم سلقه بها إلى اللون الأسود، وتزرع منه مصر حالياً، مساحة تتجاوز الـ 100 ألف  فدان، كما تنتج حوالى مليون و 194 ألف و315 طن، كما تزرع دول العالم، حوالى 4 ملايين و 126 ألف و140 فدان، وتبلغ إنتاجية الفدان فى المتوسط، حوالى 15 طن، بينما الإنتاج العالمى يصل لحوالى 51 مليون و 288 ألف و 169 فدان.  

مخزن الفيتامينات والمعادن  

وعلى الرغم من أن الباذنجان، من الخضروات المظلومة على المستوى الشعبى، والتى تتعرّض للسخرية والاستهتار، بل وإطلاق النِكات عليها، سواء من اسمها واختلافه وتعدده، أو من اللون والشكل والحجم طولاً أو عرضاً، فإنّ الباذنجان يُعتبر من الخضروات، التي تتميز بالطعم اللذيذ والشهي، كما يحتوي على فوائد عديدة، تساعد على الوقاية من الأمراض، ويدخل في تحضير العديد من الأطباق والسلطات، وفوائد الباذنجان الصحية كثيرة، لاحتوائه على بعض المعادن الهامة، مثل البوتاسيوم والفوسفور والنحاس والماغنسيوم وحمض الفوليك، كما أنه مصدر هام لبعض الفيتامينات، وتحتوي قشور الباذنجان على مادة الناسونين، التي تعمل كمضادة للأكسدة، وهذه العناصر تمده بالعديد من الفوائد، ومنها فوائده  لمرضى السكري، لأنه من الخضروات الغنية بالألياف، كما أنه يحتوي على نسبة قليلة من الكربوهيدرات، وقد أثبتت بعض الدراسات، أهمية الباذنجان في علاج مرض السكري، من النوع الثاني، لذلك يجب على مرضى السكري، الحرص على تناوله، كما أثبتت بعض الدراسات، أن الباذنجان، يساعد على الوقاية، من مرض السرطان، لاحتوائه على مثبطات، تعمل على تثبيط إمداد الخلايا السرطانية بالمواد المغذية والأكسجين، نظراً لإحتواء قشور الباذنجان، على مادة الناسونين المضادة للأكسدة، ومن فوائد الباذنجان أيضا الوقاية من فقر الدم، لأنه غني بالحديد، لذلك فإن تناوله يساعد على الوقاية، من مرض فقر الدم(الأنيميا)، ويُعالج الصداع ويخفف من الاكتئاب والشعور بالتعب والإرهاق.

الوقاية من أمراض القلب

كما يحتوي الباذنجان، على نسبة عالية من الألياف، التي تمنع الدم من امتصاص الدهون والكوليسترول، لذلك فهو يعمل على تقليل نسبة الكوليسترول الضار في الدم، كما يساعد على الوقاية من أمراض القلب والأوعية الدموية، ويساعد الباذنجان على تهدئة الأعصاب، والتقليل من الضغط العصبي والتوتر النفسي، لاحتوائه على مادة السكوبارون و مادة السكوبولتين، وهما يعملان على تخفيف الشعور بالإرهاق و الضغوط النفسية، ويعتبر الباذنجان مصدر جيد، لفيتامين الأليناسين الهام جداً، في تحسين وظائف المخ والدم، وفقاً لتقرير نشرته مجلة "نيو إنجلاند الطبية"، في عام 1993م، والذي أشار إلى أن الباذنجان، يحتوي على نسبة كبيرة من حمض النيكوتينيك، الذي يشبه في تركيبه الجزيئي تركيب النيكوتين، كما أن تركيزه أعلى من تركيز النيكوتين في التبغ، إلا أنه لا يوجد فيه خصائص الإدمان مثل النيكوتين، ويحتوي الباذنجان أيضا على نسبة مرتفعة من عنصر البوتاسيوم، ونسبة منخفضة من عنصر الصوديوم، وبذلك فهو يساعد على خفض ضغط الدم المرتفع، ومن فوائد الباذنجان للرجيم، أن الخضروات بشكل عام تتميز بأنها مدرة للبول، وتساعد الجسم على التخلص من السوائل الزائدة، وبذلك فإنها تساعد على إنقاص الوزن، وخاصةً ماء أو عصير الباذنجان، ويمكن الحصول عليه عن طريق تقطيع الباذجان إلى شرائح صغيرة، ثم غليها في ماء لمدة 10 دقائق، ثم يُترك ليبرد، ثم يُوضع في الثلاجة لحين استخدامه، ويُفضّل شرب حوالي لتر ونصف منه، ولكن هذا الماء لا يكفي لإنقاص الوزن، دون اتباع نظام غذائي صحي معه.

الباذنجان الرومى 

من الخضروات المظلومة

من ناحيته، أكد الحاج ممدوح حمادة، رئيس الاتحاد التعاونى الزراعى المركزى، أن الباذنجان مثله مثل باقى الزراعات الأخرى، فهو محصول تصديرى، كما أنه يتم استهلاك كمية كبيرة منه محليّاً، ومادام المحصول يحقق ربحية للمزارع والفلاح، فهو يُقبل على زراعته، لأن الدافع لزراعة أى محصول عند الفلاح، هو العائد المادى، ومقدار الربح من وراء الزراعة، لأن المزارعين والفلاحين، فى ظل ارتفاع أسعار مستلزمات الإنتاج، لايتحملون خسائر جديدة، ويستوى عندهم الباذنجان أو البطاطس أو البصل أو الفاكهة أو المحاصيل الاستراتيجة، المهم أن يجد سهولة ويسر فى بيع المحصول.