الامتناع عن السكر.. يجدد خلايا الجسم ويؤخر الشيخوخة

أكدت الدراسات العلمية مدى خطورة «السكر» على الصحة العامة للأشخاص، في ظل ما يسببه من أمراض قد تؤدي في أحيانا كثيرة إلى الموت، إذ كشفت أن وقف استهلاك السكر «المسبب لإدمان يشبه إدمان المخدرات»، يمكن أن يعزز صحة الإنسان وأداءه داخل صالات الألعاب الرياضية وكذلك في العمل.

وفي هذا السياق، أوضحت رئيس أكاديمية نيفادا لعلم التغذية والباحثة في جامعة نيفادا، الدكتورة سامانثا كوجان، آثار الحد من تناول السكر على جسم الإنسان، بأنه يمكن توقع تعزيز وظائف الدماغ أثناء العمل، والشعور بالنشاط وعدم الإحساس بالخمول، ما يجعل التمرين الرياضي أكثر سهولة، خاصة أن الامتناع عن تناول السكر يجدد عضلات الجسم بشكل أسرع مع التغذية الكافية.

كيف يتغير الجسم بوقف استهلاك السكر:

زيادة إنتاجية العمل

يحتاج دماغ الإنسان إلى السكر كمصدر للطاقة حتى يعمل بنشاط، إلا أنه مثلة كسائر أعضاء الجسم، فإنه تناول كميات زائدة منه يمكن أن تكون ضارة.

ووجد علماء الأعصاب أن عمليات التفكير والتعلم والتركيز، تتأثر جميعها بكفاءة استخدام الدماغ للسكر داخل الجسم، كما ربطت النظم الغذائية الغنية مع الكربوهيدرات المكررة والسكر، بالتدهور المعرفي الذي يحدث للحياة اللاحقة، مثل مشكلات التذكر والخرف.

وكشفت كلية لندن الجامعية، في أحدث دراسة لها اعتمدت على 23 ألفا و245 مشاركا، تأثيرا سلبيا لتناول السكر على الصحة النفسية للإنسان على المدى الطويل، متضمنا الاكتئاب.

مرض السكر

تحسين الأداء في التمارين الرياضية

أوضحت الدكتورة كوجان، أن السكر يجعل الشخص يشعر بالخمول والإرهاق، مما يؤثر سلبا على الجسم، كما يمكن أن يشعر البعض بالآثار الجانبية لنظام غذائي خال من السكر على الفور، بينما الأخرين قد يستغرقون وقتا أطول.

وتستهلك التمارين الرياضية الكثير من الطاقة الجسدية المستمدة من مخازن «الجليكوجين»، لذا فإنه من الضروري تناول طعام مغذ لتعزيز التمارين الرياضية، حيث أن سوء التغذية يثر بالسلب، كاستهلاك الأطعمة والمشروبات التي تشمل نسبة عالية من السكر، على الهدف النهائي من التمارين الرياضية، إذ أنه يساعد على تخزين الدهون في الجسم، وعندما يتم التخلص من السكريات أثناء عملية هضم الأكل لاستخدامها كوقود، يُخزن جزء منه في الكبد والعضلات للاستخدام في وقت لاحق، أما إذا احتوى الجسم على سكر فائض عن الحاجة، فإنه لا يُستخدم لتعزيز النشاط، بل يُخزّن في مكان ما، لذا يستخدم الجسم خلايا دهنية.

ولفتت كوجان، إلى أن الأشخاص يمكنهم ملاحظة تحسن شعرهم وجلدهم وأظافرهم بوقف تناول السكر، فقد أظهرت الأبحاث أن نسبة الكولاجين في الجسم تتأثر بالضرر عند تناول الوجبات الغذائية الغنية بالسكر، إذ أن الجسم يُطلق عملية تسمى  glycationوهي المادة المسببة في الإسراع بالشيخوخة مثل التجاعيد وترهل الجلد، فور دخول السكر إلى الجسم.

ويتعامل جسم الإنسان مع زيادة السكر، عبر إنتاج الأنسولين في البنكرياس، إذ أن ارتفاعه يؤدي إلى الالتهاب، ما يجعله مرتبطا بأمراض الجلد الالتهابية مثل الصدفية والأكزيما، وحب الشباب، إذ أن الأنسولين يؤدي إلى إنتاج الهرمونات التي تعزز نمو خلايا الزهم المتسببة في البقع الجلدية.