موجة الحر تدفعهم للهروب.. أهالي أسوان يلجأون للنيل والترع (صور)
الأحد، 21 يوليو 2019 08:00 م
مسابقات وجوائز يتنافس خلالها الأطفال والشباب لتحديد أفضل قفزة فى النيل والترع والمصارف التى يمكن أن توصف بمصايف الغلابة داخل محافظة أسوان، ممن لا يستطيعون السفر إلى إحدى المحافظات الساحلية لقضاء «المصيف» على شواطئ البحر الأحمر والبحر المتوسط، ويظلون تحت وطأة الشمس المشتعلة حرارتها خاصة خلال تلك الموجة الحارة.
المشهد داخل محافظة أسوان، ويتجمع فيه الأطفال والشباب أمام بعض الأماكن المفضلة للسباحة فيها بنهر النيل بمدينة أسوان، وسط سماع صيحات وصراخ أطفال يطلقونها خلال منافسات القفز فى نهر النيل من أعلى نقطة وبأفضل الأوضاع، والتى تنال إعجاب وتصفيق من الحضور الذين يحددون أفضل هذه القفزات فى النيل ويضعون الجوائز لها أحياناً.
وفى مشهد مماثل، يصطحب رب الأسرة فى أسوان أسرته لقضاء وقت ممتع على ضفاف نهر النيل للاستمتاع بالطقس الملائم نسبياً وهرباً من حرارة الجو وتخفيفاً من حدة هذه الحرارة المرتفعة التى تشهدها محافظة أسوان حالياً، ويفترش الرجل وزوجته وأطفاله وأقاربه الأرضية الخضراء على ضفاف النيل ويصطحبون معهم الغداء والمشروبات لتناولها على ضفة النيل وتحت مظلة شمسية أو شجرة أو موقع مناسب على النيل، ثم يتجهون بعضهم للسباحة فى النيل، وسط بهجة وفرحة على الأسرة التى استطاعت أن تحقق لنفسها مصيفاً مجانياً دون الذهاب والسفر إلى إحدى المحافظات الساحلية.
وقال أحمد محمود، من أهالى أسوان، إن نهر النيل بمحافظة أسوان، يعد من أفضل المتنزهات لأهالى المحافظة خلال فصل الصيف وليس قاصراً على الرحلات النيلية الشتوية فقط، وذلك بسبب أن كثيرا من أهالى المحافظة يتهجون لنهر النيل للسباحة وقضاء يوم ممتع على ضفاف النيل هرباً من ارتفاع درجات الحرارة ولتخفيف حرارة الجو، موضحاً أن الشباب يفضلون إقامة بعض المسابقات التنافسية منها على سبيل المثال ما يحدث فى منطقة جبل تقوق التى تتميز بالصخور المرتفعة على ضفة النيل، وفيها يتنافس الصغار والكبار على القفز فى النيل من أعلى نقطة.
وأضاف محمود إبراهيم، من أهالى أسوان أيضاً، أن منافسات السباحة تمتد أيضاً لأطول مسافة حيث يحدد الحاضرون مسافة معينة يقطعها السباحون ذهاباً وإياباً، وهناك أيضاً منافسات على أفضل «قفزة جمالية» وفيها يستعرض الشخص نفسه خلال القفزة، وهناك أيضاً تنافس فى البقاء أطول مدة تحت الماء، علاوة على تنافس «الحجر» حيث يقوم أحد الأشخاص باختيار «حجر» ذو لون مميز ويلقيه تحت الماء بالنسبة للمصارف والترع ويسرع المتنافسون على القفز تحت الماء لالتقاط الحجر، بجانب منافسات السباحة «العكس» وفيها يتسابقون على أسرع سباح عكس الاتجاه، ثم يستحق الفائز فى هذه المنافسات والمسابقات لقب أفضل سباح فى القرية أو المنطقة، أو يحصل على جوائز عينية يحددها المتواجدون وتكون فى الغالب جوائز بسيطة ولكن يبذل المتنافسون قصارى جهدهم لنيل لقب الفائز فقط.
وأوضح محمد سعدى، من أبناء محافظة أسوان، أن أبناء أسوان يجيدون السباحة جيداً لأنهم تعلموها من السباحة فى نهر النيل العميق، كما أن السباحة فى المياه العذبة أصعب بكثير من السباحة فى المياه المالحة وذلك يرجع لأن المياه المالحة تساعد الإنسان على الطفو على سطح المياه وهذا عكس ما يحدث بالنسبة للمياه العذبة، بالإضافة إلى لجوء عدد كبير من المواطنين أيضاً إلى السباحة فى الترع والمصارف بالقرى، لافتاً إلى أن هناك بعض الأطفال من أبناء النوبة ممن يفضلون الركوب على «الجريدى» واستخدام أيديهم فى السباحة أو الإمساك بأحد المراكب المتحركة.
وأشار «سعدى» إلى أن الأماكن المفضلة للسباحة والتنزه بمدينة أسوان وعلى ضفاف النيل، منها مناطق: «كوبرى أسوان المعلق، وجبل تقوق، ومرسى الحديقة النباتية، ومرسى فريال، والقرى النوبية» وغيرهم. فى سياق آخر، أعلنت مديرية الصحة بأسوان، حالة الطوارئ بسبب موجة الطقس الحار التى تشهدها المحافظة خلال الفترة الحالية.
وقال الدكتور إيهاب حنفى وكيل وزارة الصحة بأسوان، إن هناك تنسيق كامل مع مديرى الإدارات الصحية والمستشفيات منذ بدء فصل الصيف لتنفيذ الخطة الشاملة لمكافحة الأمراض الصيفية والتى تدخل فى حيز رفع درجة الاستعداد لمواجهة موجات الحر التى تصاحبها ارتفاع درجات الحرارة بشكل كبير أو هبوب العواصف المحملة بالأتربة، مضيفاً أن كافة المواقع الصحية جاهزة لاستقبال أى حالات مصابة بضربات الشمس أو ارتفاع فى درجات الحرارة أو مشاكل صدرية أو رمدية حيث تم توفير كافة الأدوية والمستلزمات الطبية للتعامل الفورى مع الحالات المرضية على مدار الـ 24 ساعة من خلال توفير الكوادر البشرية المؤهلة لتقديم الخدمة الطبية على الوجه الأكمل.
وأكد وكيل وزارة الصحة بأسوان، أنه تم خلال الفترة الماضية تكثيف الندوات التثقيفية وجرعات التوعية بوسائل الإعلام المختلفة ومواقع التواصل الإجتماعى لتعريف المواطنين بالإجراءات الإحترازية الكافية لتجنب الإصابة بأمراض الصيف المتنوعة.