مجموع الثانوية مش نهاية الحلم.. مشاهير فشلوا فى التعليم وأصبحوا قامات إنسانية

السبت، 20 يوليو 2019 05:00 م
مجموع الثانوية مش نهاية الحلم.. مشاهير فشلوا فى التعليم وأصبحوا قامات إنسانية
محمد صلاح
محمد أبوليلة

عباس العقاد قامة أدبية بالشهادة الابتدائية.. ومحمد صلاح دبلوم صنايع بـ 53 %.. أصبح ثالث أفضل لاعب كرة فى العالم.. وشكسبير لم يكمل تعليمه ليكون رائد الأدب العالمى

الأسبوع الماضى، أعلنت وزارة التربية والتعليم، نتيجة الثانوية العامة، التى ينتظرها المصريون كل عام بفارغ الصبر لما تمثله من مرحلة مهمة فى حياة أبنائهم الذين سينتقلون لمرحلة تعليمية أخرى تساعدهم فى بناء مستقلبهم المهنى، وانتشرت على صفحات التواصل الاجتماعى فيسبوك وتويتر مباركات وتهنئة للناجحين، وحازوا على مجموع كبير يؤهلهم للالتحاق بكليات القمة.

وعلى الجانب الآخر كان هناك حزن شديد لدى من لم يستطيعوا إحراز درجات كبيرة فى الثانوية العامة، مُعتبرين أن أحلامهم ضاعت ومستقبلهم أصبح دون ملامح، لكن التاريخ الإنسانى والمصرى، كان شاهدًا على وجود قامات ومشاهير أثرت فى مجالات كالفن والأداب والسياسية والرياضة لم يحالفهم الحظ فى النجاح فى مرحلة الثانوية العامة.
 
«صوت الأمة» تستعرض خلال السطور القليلة القادمة نماذج لمشاهير أثروا الحياة بأفكارهم وعلمهم دون أن تقف نتيجة الثانوية العامة عائقًا لهم.

عباس محمود العقاد.. قامة أدبية بالشهادة الابتدائية

من بين هذه القامات المؤثرة فى التاريخ المصرى، كان الأديب عباس محمود العقاد، الذى لم يكمل تعليمه، فقد حصل على الشهادة الإبتدائية فقط، واستطاع منذ نعومة أظافره أن يتعلم لغة واثنتين وثلاث غير العربية، مستغلًا ما كانت تشهده مدينته أسوان من أفواج سياحية من شتى ربوع العالم، وعُرف منذ صغره بنهمه الشديد للقراءة، وقدرته الفائقة على الفهم والاستيعاب، وشملت قراءاته الأدب العربى والآداب العالمية.
 
العقاد تجاوزت كتبه مائة كتاب، بالإضافة إلى مقالاته العديدة التى تبلغ الآلاف فى بطون الصحف والدوريات، وحصل على جائزة الدولة التقديرية فى الآداب سنة 1959، واختير عضوًا فى مجمع اللغة العربية بمصر سنة 1941، وقف حياته كلها على خدمة الفكر الأدبى حتى لقى ربه فى 12مارس عام 1963، وترجمت بعض كتبه إلى اللغات الأخرى كالألمانية والفرنسية والروسية والفارسية والأردية، وانتخب عضوًا فى مجلس النواب.

أحمد حلمى «سقط» 3 مرات فى الثانوية العامة

من هؤلاء النجوم، أحد أشهر فنانى الكوميديا فى مصر والوطن العربى، الفنان أحمد حلمى، الذى لديه ذكريات مع الثانوية العامة، والتى كانت أهمها فشله فى النجاح 3 سنوات، وقال إنه حصل فى السنة الأولى على 3 %، وفى السنة الثانية حصل على 24 %، وفى السنة الثالثة حصل على درجة النجاح وهى 50 %، وسخر حلمى، من مجموعه، واصفًا إياه بأنه لا يُدخله حتى النار.
 
حلمى حاول أن يغير ألوان غرفته كى يستطيع المذاكرة فى الثانوية العامة، وقال «دهنت أوضتى 100 مرة عشان أغير شكلها، وتوصلى تأثير كويس، يساعدنى على المذاكرة وبرضو كنت بسقط، وأخيرًا فى تالت سنة نجحت بـ48 %،  اتحسبتلى إنها 50 % لأنى كنت معفى من الفرنساوى لما كنت عايش فى السعودية».
 
وفى يوم كان حلمى لا يزال يبحث عن كلية تقبل مجموعه الضئيل فى الثانوية العامة، توفى أحد أقاربهم، ونُشر نعى فى الجريدة، وحينما رأى والده النعى ظل يبكى، وفى يوم كانوا يأكلون سمك ووضع الجريدة التى كان بها النعى على المائدة وهم يأكلون، وعندما كان يقلب بالصدفة فى الصفحة الثانية، نظرت والدته إلى الجريدة، وبدأت تقرأ بصوت عالٍ «يُعلن معهد الفنون المسرحية بالهرم عن قبول دفعات جديدة بمجموع يبدأ من 50 % بأقسامه الثلاثة التمثيل والنقد والديكور»، ليقدم أحمد حلمى فى المعهد، ويصبح أحد أشهر فنانى الكوميديا فى تاريخ مصر.

صلاح حصل على 53 % دبلوم صنايع

أحد أشهر لاعبى كرة القدم المصرية عبر التاريخ والنجم الأول للمنتخب ونادى ليفربول الإنجليزى محمد صلاح، كان من ضمن هؤلاء الذين لم يكن مجموعهم فى الثانوية العامة كبير، فصلاح ابن الـ 27 عاماً، وُلد عام 1992، بقرية نجريج مركز بسيون محافظة الغربية، وبعد مرحلة الإعدادية لم يلتحق صلاح بالثانوية العامة، لكنه التحق بالثانوية الصناعية، نظرًا لحبه الشديد لكرة القدم. وقتها كان صلاح يلعب لنادى اتحاد بسيون، ثم نادى عثماثون طنطا، وهو لم يتجاوز الـ 14 عامًا من عمره، ثم انضم كناشئ فى نادى المقاولون العرب عام 2006، حيث كانت أولى محطاته الإبداعية، وقتها كان صلاح قد التحق بالمدرسة الثانوية الصناعية، مرحلة الثانوية لدى صلاح لم تكن تهمه كثيرًا، فهو كان شغله الشاغل لعب كرة القدم والتألق فى صفوف الناشئين.
 
واستمر صلاح فى التألق مع ناشئى المقاولون، وحصل على مجموع 52.5 % فى الثانوية الصناعية، بعدها خاض أول مباراة له فى الدورى المصرى الممتاز فى 3 مايو 2010، وكان فى الثامنة عشرة من عمره أمام نادى المنصورة فى لقاء انتهى بالتعادل 1–1، وشارك صلاح كبديل فى هذا اللقاء، بعدها بدأ تألقه فى الدورى المصرى الممتاز مع منتخب مصر الأوليمبى ليحرز جائزة أفضل لاعب أفريقى شاب عام 2012، وبدأ احترافه فيما بعد لنادى بازل السويسرى، ثم تشيلسى وفيورنتينا وروما إلى محطته الحالية ليفربول، والذى حقق من خلاله نجاحا باهرا لم يصل له لاعب عربى أو مصرى من قبل، حيث أصبح ثالث أفضل لاعب فى العالم لعام 2018، إضافة للقب هداف الدورى الإنجليزى مرتين على التوالى، ولقب أفضل لاعب أفريقى مرتين على التوالى عام 2017و2018.

شكسبير لم يكمل تعليمه وأصبح رائد الأداب والمسرح فى العالم

بعيدًا عن كرة القدم هناك واحد من المؤثرين فى التاريخ الإنسانى، ولا تزال أعماله تُدرس فى كليات الأداب حول العالم، لم يلتحق بالثانوية العامة من الأساس، هو الإنجليزى ويليم شكسبير، الذى يعتبر رائد الأدب الإنجليزى والمسرح فى العالم، فبعد أن التحق شكسبير بالمدرسة فى سن السابعة، لم يستمر كثيرًا فى التعليم، نظرًا لأنه كان من أسرة فقيرة مرت بأزمة مالية جعلت نجلهم لا يستطيع إكمال تعليمه، لكنه استطاع أن ينمى مواهبه فى الأدب، وأصبحت أعماله ورواياته تُدرس فى كليات الأداب حول العالم، رغم مرور خمسة قرون على وفاته.

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق