بيروت تطلب دعم السعودية.. سياسي لبناني: اغتيال اتفاق الطائف يهدد استقرارنا
الجمعة، 19 يوليو 2019 05:00 م
زيارة اهتمت بها الأوساط اللبنانية ولاسيما اللعربية لما حملته من دلالة تؤكد على عروبة لبنان قلبًا وقالبًا، والتأكيد على التمسك اللبناني باتفاق الطائف ورفض الاساءات المتكررة للقيادة السعودية من قبل حزب الله.
الاثنين الماضي توجه رؤساء الحكومات اللبنانية السابقون تمام سلام وفؤاد السنيورة ونجيب ميقاتي إلى المملكة العربية السعودية للقاء العاهل السعودي، الملك سلمان بن عبدالعزيز وعدد من المسؤولين السعوديين للتباحث حول المستقبل السياسي اللبناني وتعزيز العلاقات الثنائية بين الجانبين. وجاء هذا اللقاء بعد اجتماع الرؤساء الثلاثة السابقون مع رئيس الوزراء اللبناني سعد الحريري للتنسيق قبيل توجههم إلى السعودية.
وذكرت صحيفة «الحياة» اليوم الجمعة أن زيارة الرؤساء السابقين الثلاثة إلى السعودية جاءت لشعورهم بأهمية التشاور والحاجة إلى الدعم في ظل الأوضاع التي تشهدها لبنان حاليًا. وأكدت الصحيفة أن القيادة السعودية أبدت اهتمامًا كبيرًا بما جاء به الرؤساء الثلاثة من عرض للمخاطر التي تتعرض لها لبنان لافتين إلى أهمية تدخل السعودية بالمساعدة من مُنطلق وعي القيادة السعودية بما يهدد لبنان من مخاطر.
في هذا الخصوص أوضح المحلل السياسي الإعلامي اللبناني، طارق أبو زينب أن تلك الزيارة جاءت من منطلق شعور القيادة اللبنانية السياسية بالمسؤولية تجاه حماية اتفاق الطائف الذي يراه اللبنانيون يتعرض إلى الاغتيال، على حد تعبير «أبو زينب».
وقال في تصريحاته لـ«صوت الأمة»: «بالطبع مواقف الرؤساء الثلاثة كانت منسقة مع الرئيس سعد الحريري؛ فإتفاق الطائف يتعرض لاغتيال جديد؛ عندما صرحت إحدى الأحزاب اللبنانية بتهديده، ذلك الاتفاق الذي أوقف الحرب في لبنان، ومن المعروف أنه أصبح دستورًا لبنانيًا بإنجاز سعودي، فهو دستور وحاجة ملحة لجميع اللبنانيين».
وأضاف: «عندما شعر المسؤولون بالخطر على هذا الاتفاق توجهوا إلى السعودية وطلبوا منها الدعم السياسي للبنان للحفاظ والتمسك بالاتفاق كي لا يُستهدف أيضًا موقع منصب رئاسة الوزراء، كما أكد اللقاء على العلاقة القوية بين السعودية ولبنان تداركًا لما تتعرض له المملكة من استهداف سياسي من قبل حزب الله وإساءته لها».
وأكد على أن هذا التحرك الكبير من رؤساء الحكومات السابقين الذين يمثلوا حساسية سياسية كبيرة في لبنان، يُمثل دعمًا كبيرًا للرئيس سعد الحريري، مع التأكيد على رفض الزجّ بلبنان إلى الصراعات الخارجية بسبب حزب الله.
وتابع «أبو زينب» بأن «اللقاء يعبر عن رفض لبنان التدخل في شؤون الدول العربية، والسعودية أعطت رسالة قوية وأعتقد أنها لن تسمح لأحد الاستفراد بلبنان، خاصة في ظل ما نراه اليوم من العقوبات الاقتصادية الكبيرة على إيران ومليشياتها في المنطقة، والتي من بينها حزب الله، والتي بالطبع تؤثر اقتصاديًا وسياسيًا سلبيًا على الداخل اللبناني، ولذلك جاء اللقاء تأكيدًا على أن لبنان لن يكون تحت أي مظلة إلا العربية».