الجبال البيضاء.. هنا ينتظر الموت شباب المنيا (صور)

الأربعاء، 17 يوليو 2019 03:00 ص
الجبال البيضاء.. هنا ينتظر الموت شباب المنيا (صور)

الجبال البيضاء.. واحدة من مناطق العمل التي، يتوافد عليها أهالي المنيا- وبتحديد أكبر الشباب- لكسب لقمة العيش، المغموسة بالدماء، والموت، ربما لم يكن يعلم المقبلون على العمل في «محاجر الموت»، أن الظلام ينتظرهم، متخفيا خلف أموال العمل والشقاء.
 
32558-اصابة-عماد-صموئيل
 
الباحثون عن العمل، حقا لا ينتبهون إلى شيء سو الوصول للغاية الأسمى، إلا أن الوضع قد يختلف كليا في منطقة «الجبال البيضاء»، تلك المنطقة التي تقبع في مدينة المنيا- إحدى محافظات الصعيد- ولا نبالغ إن وصفناها بأنها موطن المقابر الجماعية لشباب المنيا، خاصة وأنها شهدت العديد من الحوادث والتي انتهت بالموت، والإصابات الخطيرة.
 
38134-العمل-بمحاجر-المنيا
 
فما بين الموت بأبشع الصور، وفقدان الأعضاء، عاش شباب مدينة المنيا، رحلة كفاحهم في منطقة «الجبال البيضاء»- محاجر الموت- ينتظرون مصيرهم في رحلة العمل على ماكينات القتل المعدنية «الحشاشة، والقطاعة»- كما يلقبها العاملون في محاجر الموت.
 
40473-جوزيف-مصاب-بقطع-ساق-واجزاء-من-قدمه
 
«كنت بجمع الحجارة والمكنة جريت ورايا قطعت رجلي».. تلك الكلمات أصبحت دارجة يستخدمها العاملون المصابون في محاجر الموت- الجبال البيضاء- واصفينا المكينتين بأنهم باحثتان عن الدماء، وكأنها الوقود الذي، يدفعهما للاستمرار في العمل، وتحقيق المكاسب.
 
41647-المصاب-عماد-عياد
 
«الحشاشة جريت ورايا وكلتني».. بتلك الكلمات يبدأ جوزيف عياد مسعد، صاحب الأربعون عامًا حديثه معنا، إذ عمل في المحاجر لمدة (10) سنوات، راويا أن في (2016) توجه رفقة زملائه للمحجر لبدء العمل وبعدها بقليل طالته أسنان الماكينة أثناء جمع قوالب الحجارة، وقطعت له الساق اليسرى، ونصف القدم اليمنى والأصابع، ورغم إجراءه عدة عمليات إلا أنها باءت بالفشل ويعيش حاليًا بساق صناعية.
 
42436-المصاب-عماد
 
يضيف عياد: «الإصابة عبر الماكينات ليست وحدها هي الكارثة، بل أن العديد من العاملين يصابون كذلك عبر كابلات الكهرباء، وغالبًا ما يؤدى صعق الكهرباء للموت سريعًا، لافتًا إلى أنه لا يوجد أية إجراءات وقائية من قبل أصحاب المحاجر سواء بالتأمين على العمال أو حمايتهم أثناء العمل، مضيفًا: صاحب المصنع يؤمن على نفسه فقط وأقاربه، أما العمال البسطاء فلا أحد يؤمن عليهم، ولا يسأل إلا عن حصيلة اليومية وفى نهاية اليوم لا يعرفك».
 
46236-جوزيف-عياد-مصاب-بقطع-ساقه-وقدمه
 
وعن تفادى تلك الحوادث قال عامل المحاجر إنها تحدث بشكل مفاجئ أثناء قيام أي عامل بتقليب البلوك وجمعه، خاصة لتناثر التراب الأبيض بكميات كبيرة، حتى لا نكاد نرى بعضنا في بعض الأحيان، بالإضافة لعدم ارتداءنا أية كمامات والعمل سريعًا لانجاز المطلوب مننا والعودة لمنازلنا بعدا عن حرارة الجو ولهيب الجبل.
 
47875-عماد-صموئيل-مع-زوجته-وابنه
 
«جوزيف» صاحب الراتب الذي لا يتجاوز الـ800 جنيه، ليس الوحيد الذي طالتها، أسنان الماكينات القاتلة، وجعلتها أسيرا لـ«الجبال البيضاء»- محاجر الموت- بسبب إصابته التي تمنعه من أداء أعمال أخرى، والابتعاد عن جبال الموت، فهناك الكثير مما تشابهوا معه في ذات الأزمة، وأصبحوا أسرى لـ«محاجر الموت».
 
51113-تقارير-طبية-للمصاب-عماد
 
53095-جوزيف-عياد-احد-المصابين
 
57530-التقارير-الطبية-للمصاب-عماد
 

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق