يُعتبر التبريد والتجميد، أحد أهم مقومات حفظ ونقل وتسويق، وبيع وشراء الأسماك داخلياً وخارجياً، وقد أصبح مقياس تقدم وحداثة وكفاءة وفاعلية، مراكز تجميع الأسماك فى العالم، أن تكون مزودة بالثلاجات والمبردات الكبيرة والعملاقة، بل أصبحت مراكب وسفن وأساطيل الصيد الحديثة، هى الأخرى تحتوى على الثلاجات والمبردات، لحفظ الأسماك خلال رحلات الصيد، وحتى تعود للموانى مرة أخرى، من رحلات قد تصل لأكثر من يومين.
وقد تمتد لأسابيع فى عرض البحار والمحيطات، وقد أخذت مصر بهذه التكنولوجيا الحديثة، فى مراكز تجميع الأسماك، وفى البورصات المتخصصة فى هذا النشاط، كما تم افتتاح أول وأكبر مصنع متنقل، لإنتاج ألواح الثلج في العالم، بالمنطقة الصناعية بالمنصورة حفاظاً على كميات الأسماك المُنتجة، من التلف والخسارة خلال عمليات النقل والبيع والشراء والتوزيع.
مصنع متنقل للثلج
كان الدكتور كمال جاد، محافظ الدقهلية، والدكتورة مني محرز، نائب وزير الزراعة واستصلاح الأراضى، قد افتتحا اليوم أول وأكبر مصنع متنقل، لإنتاج ألواح الثلج في العالم، بالمنطقة الصناعية بالمنصورة، بحضور محمد المهندس، رئيس غرفة الصناعات الهندسية، ومحمود محرز، رئيس فروع جهاز تنمية المشروعات بالمحافظات، والدكتور هشام صفوت، مدير الاستشارات الميكانيكية بالجامعة البريطانية بالقاهرة.
وقال محافظ الدقهلية- خلال الافتتاح- إنه من اللافت للنظر أن هذا المشروع تتجاوز فيه نسبة المكون المحلي أكثر من 80%، وهو الأمر الذى يساهم في دعم وتنمية الصناعة المحلية، وأضاف الدكتور كمال جاد، أن المصنع يتميز أيضا بالقدرة علي الوصول للأماكن النائية، لأنه مصنع متنقل، بما يدعم كافة مزارع الثروة السمكية والداجنة ومزارع الألبان.
وأشار المحافظ، إلى أن المشروع يتغلب على أى مشاكل تتعلق بالكهرباء، سواء انعدامها أو انقطاعها ، كما أنه دليل على قدرة الشباب المصري الواعد، على تنمية الصناعة، وتوفير منتجات متوافقة بيئياً، وأكد على أن الحكومة، تدعم كافة المشروعات ذات الفكر الابتكاري، على مستوي محافظات الجمهورية.
ارتفاع نسبة الهدر في الثروة السمكية
ومن جانبها، قالت الدكتورة، منى محرز، أن نسبة الهدر في الثروة السمكية، تصل إلى 50%، نتيجة ارتفاع درجة الحرارة، مشيرة إلى أن مشروع إنتاج الثلج المتنقل، سيساعد فى التغلب على هذه المشكلة، ووقف الهدر، وهو ما سيدعم تنمية الثروة السمكية وزيادة إنتاجها.
وأوضحت منى محرز، أن وجود مصانع متنقلة للثلج، سيساعد في الوصول إلى درجة حرارة منخفضة، تساهم في عملية التبريد والإنتاج للثروة السمكية، بما يقلل من التلف والهادر المتحقق.
وكشف المهندس مصطفى العشري، عضو غرفة الصناعات الهندسية، أن المصنع الجديد، تم قبول تسجيله، بموسوعة جينيس العالمية للأرقام القياسية، وجاري اعتماده كأول وأكبر مصنع ألوح ثلج متنقل في العالم، ولفت إلي أنه تم تصميمه، بالتعاون مع الدكتور هشام صفوت، مدير الاستشارات الميكانيكية بالجامعة البريطانية بالقاهرة.
ويعمل مصنع الثلج المتنقل، داخل حاوية، تصل مساحتها إلي 33 متر مربع فقط، مقارنة بفدان من الأراضى للمصنع التقليدي، وينتج المصنع المتنقل 20 طن يومياً، ويتولي عامل واحد عملية التشغل والإنتاج، فضلاً عن أنه يوفر أكثر من 75% من الكهرباء، وتستهدف الشركة، إنتاج حوالى 100 مصنع متنقل لألواح الثلج سنوياً، بتكلفة استثمارية 300 مليون جنيه.
نسبة المكون المحلى 90%
وأوضح العشري، أن نسبة المكون المحلي في مصنع الثلج المتنقل، تصل إلى 90 %، وتعد تكلفته زهيدة، بالنسبة لمصانع الثلج التقليدية، ويصل عمره الافتراضي أكثر من20 عاماً، مضيفا أنه ينتج أول لوح ثلج مطابق بيئياً في مصر، ويصلح استخدام الثلج في مياه الشرب، لأن الأحواض الخاصة به مصنوعة من مادة الـ«ستانلس ستيل».
وحول الجدوي الاقتصادية، لهذا المشروع الحيوي، قال عضو غرفة الصناعات الهندسية، إن المصنع المتنقل، يلبي احتياجات المزارع السمكية، ومحطات تعبئة وحفظ الخضار والفاكهة والمواد الغذائية، لافتا إلي أن هذا المصنع، يساعد علي خفض أسعار الثلج بنسبة 70%، فضلا عن أنه يقلل نسبة الفاقد في الوزن، ويحافظ علي كمية الثلج كما هي، والتي كان يتم إهدارها أثناء النقل بالطرق التقليدية، في المسافات الطويلة.
وأشار العشري، إلى أنه يستهدف تصدير مصانع إنتاج ألواح الثلج، للدول الأفريقية، التي تعد في حاجة ماسة لهذا المشروع، مؤكداً في الوقت ذاته أن هذا الاختراع، يعد قاطرة للصناعات الهندسية، لتحويلها من الأشكال التقليدية، إلى الاعتماد على التكنولوجيا الجديدة.