ألمانيا وفرنسا تصفعان «مفتي الدم».. منع تطبيق «يورو فتوى» الذي يترأسه «القرضاوي»
السبت، 13 يوليو 2019 08:00 مإبراهيم الديب
- التطبيق الصادر عن المجلس الأوروبى للإفتاء والبحوث يتبع جماعة الإخوان الإرهابية
- جوجل أغلقت التطبيق بعد تلقى شكاوى وبلاغات أنه يحرض على العنف
تُعد ظاهرة الإسلاموفوبيا، أو إرهاب الإسلام، واحدة من أبرز الأسلحة التى تواجه المسلمين فى بلاد الغرب نتيجة ممارسات خاطئة أُلصقت بالدين الإسلامى على يد متطرفين أو مدفوعين لتشويه حقيقته، جعلت معظم البلدان الأوروبية تنظر إليه باعتباره دينا يحض على العنف والكراهية، وينتابهم الخوف والقلق والهلع ممن ينتمون إليه، وظهر هذا المصطلح عام 1997 حينما استخدمته خلية تكفير بريطانية يسارية لإدانة مشاعر الكراهية والحكم المسبق ضد المسلمين، معتبرين تلك الظاهرة عنصرية واضحة تجاه أبناء تلك الديانة، وأنها سبب أساسى وراء تزايد عدد المهاجرين المسلمين فى الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي.
ومؤخرا بدأت بعض المؤسسات الدينية الرسمية فى البلدان العربية، ومنها الأزهر الشريف بمصر، فى العمل على توصيل حقيقة رسالة الدين الإسلامى لأبناء تلك الدول، وإيضاح المفاهيم المغلوطة لديهم، للقضاء على تلك النظرة العنصرية تجاه المسلمين فى شتى بقاع الأرض وما يترتب عليها من اختلال ميزان التعامل بين أبناء الديانات المختلفة، وما يحدث من ممارسات عنف يتعرض لها المسلمون فى تلك البلدان نتيجة النظرة السلبية والأفكار المغلوطة عنهم لدى الأوروبيين، بالإضافة إلى التأكيد على سماحة رسالة الإسلام، وبعده عن العنف والإرهاب الملصق بهم من خلال شخصيات وكيانات تدعى الإسلام، ممولة لتحقيق أهداف لتطبيق أجندات خارجية بالمنطقة العربية والإسلامية، تضر بالإسلام وتسعى إلى تدمير الأوطان التى تعتنقه.
ونتيجة لما أصبح عليه حال الأمة الإسلامية والعرب من موقف لا يُحسدون عليه، بدأت المؤسسات الدينية فى تنفيذ العديد من المبادرات، وتأسيس كيانات رسمية لمواجهة تلك الأفكار المغلوطة محليا وإقليميا وعالميا، لتحقيق السلام الشامل مع أبناء الشعوب الأخرى.
وفى هذه الأثناء التى يبذل خلالها أبناء العالم الإسلامى المخلصون جهدا مضنيا لإبعاد شبهات العنف والضلال عن رسالتهم السامية، يظهر العديد من المتطرفين، ومؤسسات الظلام، على الساحة العالمية، ليقفوا بمرصاد الجاهلية أمام سماحة الدين الحنيف، محاولين تشويهه عالميا، واستغلال حالة الكراهية والعنف التى ذرعوا بذرتها فى نفوس الغرب للإضرار به، واتخاذ الدين ستارا لجرائمهم القذرة.
واحد من تلك الأذرع الشيطانية الخبيثة كان «المجلس الأوروبى للإفتاء والبحوث»، والذى أنشأه «مفتى الدم»، يوسف القرضاوي، الأب الروحى للجماعات المتطرفة، فى عام 1997م، كهيئة إسلامية مستقلة تتكون من مجموعة من العلماء المسلمين من عدة أماكن من العالم ويقع مقرها فى دبلن بجمهورية أيرلندا، وظاهر تلك الهيئة وتطبيقها على مواقع التواصل الاجتماعى «يورو فتوى»، أنها تسعى لخدمة ما يزيد على 50 مليون مسلم فى أوروبا، سواء من أهلها الأصليين، أو ممن هاجروا إليها طلبا للرزق أو العلم أو الدراسة، وإفتاؤهم فى أمور دينهم، ومعرفة الرأى الشرعى من تلك المجموعة التى أسمت نفسها بـ«أصحاب الكفاءات الشرعية»، أو العلماء، فى أمور دنياهم، بالإضافة إلى ما تصدره من بحوث ودراسات تعالج قضايا أبناء الجالية المسلمة بمنظور دينى أو فقهي، إلا أن باطنها العذاب، لما تنشره من آراء متطرفة وأفكار إرهابية كالسم المدسوس فى العسل، لخلق عقليات تدين لها بالتطرف والعنف، ولزيادة الكراهية فى النفوس من الإسلام وأبنائه.
ويعمل على تنفيذ هذا المخطط الشيطانى الذى زاد من حدة ظاهرة «الإسلاموفوبيا»، مجموعة من تجار الدين، ومشايخ الفتن، مهاجرى الدنيا، معدومى الضمير، الذين باتوا يطلقون فتاواهم الشاذة عبر وسائل المجلس الإلكترونية، لتتسلل إلى العقول، وتحدث ما تسعى إليه من تشوهات فكرية تساعد على نشر الكراهية والإرهاب، تحت إشراف ورعاية «القرضاوى» الهارب إلى قطر، إمارة الإرهاب.
ونتيجة لما يضمره أبناء القارة الأوروبية من خوف وحذر لكل ماهو إسلامى، دفعهم إلى المتابعة بحذر واهتمام لأى محتوى دينى يستحوذ على عقول المسلمين ومراجعته والتأكد منه، ولوجود شخص مثل «مفتى الدم» على رأس هذا المجلس، والمعروف لدى الجميع بفتواه التى تحمل الكراهية والعداء والعنف، زادت ظاهرة الإسلاموفوبيا لدى الغرب والأوروبيين، وبات الإسلام محل هجوم أكثر من ذى قبل، لتصبح تحركات المؤسسات الدينية الإسلامية الرسمية بالبلدان العربية للقضاء على تلك الأفكار المغلوطة عن المسلمين، فى مهب الريح، ومهددة بزيادة حدة العنف الموجه لأبناء الدين الإسلامى بسبب الدور المشبوه الذى يلعبه القرضاوى ومجلسه وتطبيقه الإلكترونى وعلماء الضلال المشكلين للمجلس بصحبته.
وبدأ أبناء الدول الأوروبية وبعض مؤسساتها المناداة بالتصدى «لمجلس الخراب» التابع للإرهابى يوسف القرضاوي، وبالفعل نجحت تلك الجهود، وما أبرزه مؤشر الفتوى العالمي، التابع لدار الإفتاء المصرية، من فتاوى مضللة أطلقها المجلس والرد عليها وبيان حقيقتها، فى حذف جوجل للتطبيق فى أبريل الماضى من الهواتف المحمولة، كونه تطبيقا ينشر محتوى إفتائيا يحض على الكراهية والعداء والعنف ضد غير المسلمين ويعزِّز من ظاهرة الإسلاموفوبيا. كما تمثّلت أبرز الانتقادات الموجهة للتطبيق فى مقدمته التى كتبها «القرضاوي»، وحذفها المجلس مؤخرا، والتى تضمَّنت إشارات مهينة للفئات غير المسلمة وتحض على العداء والكراهية للآخرين، فضلاً عن تداول فتاوى تحذر المسلمين فى أوروبا من العمل فى بعض الأماكن، مثل المطاعم والبنوك الغربية، ما دفع رواد ومستخدمى التطبيق إلى إرسال بلاغات عن احتوائه على محتوى غير لائق.
وفى مايو وعقب قرار «جوجل»، نشر المؤشر العالمى للفتوى التابع لدار الإفتاء المصرية تقريرا فضح خلاله عوار تطبيق «يورو فتوى»، التابع للمجلس الأوروبى للإفتاء والبحوث، التابع لجماعة الإخوان الإرهابية، محذرا من خطورته وما يبثه من أفكار وفتاوى وآراء متطرفة تنمِّى ظاهرة الإسلاموفوبيا، ظهرت مؤخرا مطالبات رسمية فى كل من ألمانيا وفرنسا تدعو لحظره بين الشباب المسلم فى البلدين، وهو ما دفع هيئة حماية الدستور «الاستخبارات الداخلية الألمانية» إلى التحذير من هذا التطبيق، مؤكدة أنه يقدِّم محتوى دينيّا وفتاوى تحض على التطرف.
واستدل المؤشر ببعض فتاوى القرضاوى التى ساهمت فى ازدياد ظاهرة الإسلاموفوبيا فى الغرب واتهام الإسلام بمعاداة غير المسلمين، حيث قال: «إن نشر الإسلام فى الغرب واجب على كل المسلمين، وإن احتلال أوروبا وهزيمة المسيحية سيصبحان أمرا ممكنا مع انتشار الإسلام داخل أوروبا، حتى يصبح الإسلام قويّا بما يكفى للسيطرة على القارة بأكملها».
وبعد مهاجمة تنظيم القاعدة للولايات المتحدة، أوضح القرضاوى أن أسلمة أوروبا ستكون «بداية عودة الخلافة الراشدة»، كما أعلن أن «الإسلام سيعود مجددا لأوروبا كقوة فاتحة ومنتصرة بعد طرده من هذه القارة لمرتين»، كما أجاز فى كتابه «فقه الجهاد» عام 2001م، الأعمال التفجيرية للفلسطينيين ضد إسرائيل من أجل الدفاع عن أنفسهم، وبعد أن منعته أوروبا وأمريكا من الدخول إلى أراضيها على خلفية تلك الفتوى تراجع وقال: « نحن أجزنا ذلك للضرورة، والضرورة انتهت»، الأمر الذى جعل المواقع الإسرائيلية تحتفى بذلك بعدما قال «إن العمليات الإرهابية ضد إسرائيل حرام».
ثم عاد «القرضاوي» من جديد للدفاع عن مثل هذه الأعمال الانتحارية وضرورة استمرارها، لكن هذه المرة فى سوريا، مؤكدًا على وجود أدلة تجيز ذلك فقال: «الأصل فى الإنسان أن يقاتل ويقتل، أما التفجير فهذا يكون تدبير الجماعة، وأن ترى أنها فى حاجة لهذا الأمر ولا يترك ذلك لأفراد وحدهم »، وحول أهمية التطبيقات للتنظيمات الإرهابية أكد مؤشر الفتوى أن تنظيم داعش هو الأكثر استخداما لتطبيقات الهواتف المحمولة بنسبة 50%، تلاه حزب التحرير بنسبة 35%، ثم القاعدة بنسبة 15%، ولفت المؤشر إلى أن تلك التطبيقات تُعد إحدى الوسائل المهمة لدى التنظيمات الإرهابية والجماعات المتطرفة، كما أنها تمثل أداة قوية لنشر أفكارهم وتحقيق خططهم وأهدافهم، فقد استغلت تلك التنظيمات كل الوسائل التكنولوجية لزيادة الظهور والانتشار والزعم بأنها قائمة ومستقلة؛ ومن ثم التأثير على عقول الشباب والمراهقين.