إيمانويلا
فراغ المقبرة كان صادما لبيترو، حيث كانت الأمل الأخير للوصول إلى حل اللغز الذى بدأ منذ ما يقرب من 4 عقود من الزمان، وهو كيف اختفت أخته إيمانويلا، والتى كانت تبلغ من العمر 15 عام، عندما خرجت من منزلها للمرة الأخيرة للذهاب إلى درس الموسيقى بأمسية صيفية عام 1983.
كان 10 عمال من الفاتيكان قد شاركوا فى فتح المقبرة، وذلك بعد معلومات مجهولة المصدر بالبحث فى المقابر التى يتواجد بها تمثال للملاك، والمخصصة للكاثوليك الناطقين باللغة الألمانية.
المتحدث الرسمى باسم الفاتيكان أليساندرو جيسوتى قال إنه تم فتح المقبرتين المتواجدتين فى تلك المنطقة، إلا أنه لم يتم العثور على شىء، حيث أن المقبرة الأولى مملوكة للأميرة صوفي فون هوهنلوه، بينما كانت الثانية للأميرة كارلوتا فيديريكا دي ميكيملبورو، موضحا أنه تم إبلاغ أقارب الأميرات بنتيجة البحث.
إيمانويلا وسط عائلتها
وساهم فراغ المقبرتين بصورة كبيرة فى تعميق جراح بيترو، ليزداد عمق اللغز الذى ولد قبل عقود من الزمن، حول اختفاء إيمانويلا، تلك الفتاة التى كانت ابنة أحد الموظفين بالفاتيكان، وكانت العائلة تعيش داخل أسوار المدينة المقدسة.
يقول بيترو، فى تصريح لشبكة سى إن إن الأمريكية: «ربما كنت أتوقع أى شىء سوى أننا سنجد المقابر فارغة فى نهاية المطاف»، موضحًا أنه شعر بقدر من الارتياح ولكنه ممزوج بالحيرة.
وأضاف أنها ليست النهاية بعد، فإيمانويلا تستحق أن نعرف حقيقة مصيرها، من أجل أن تتحقق العدالة، موضحا أنه كان يتمنى أن يكون قرار فتح المقابر بمثابة خطوة إلى الأمام، حتى وإن كان هذا مؤلما، إلا أن الواقع ليس كذلك، فقد عدنا مجددا إلى نقطة الصفر، وإلى بداية الطريق.
الفاتيكان
وتحت إحدى المقبرتين، وجد العمال غرفة مساحتها 4 * 3.7 متر، إلا أن الخبراء أكدوا أن جدرانها مبنية بالأسمنت، وهو الأمر الذى لم يكن معتادا فى حقبة الأميرتين صاحبتى المقبرتين، والتى ترجع إلى القرن التاسع عشر.
نتائج الكشف عما بداخل المقبرتين، دفعت الفاتيكان إلى الإعلان عن إجراء تحقيقات فى الوثائق، لمعرفة الأعمال الهيكلية التى تمت بها منذ القرن التاسع عشر، وخلال فترة الستينات والسبعينات من القرن الماضى.
بيترو أعرب عن اندهاشه الشديد من فراغ المقبرتين، موضحا أن هذا الأمر لم توضحه الوثائق، مما يثير العديد من علامات الاستفهام.
اختفاء إيمانويلا ربما فتح الباب على مصراعيه للحديث عن نظريات المؤامرة، وتورط شبكات إجرامية وإرهابية فى الحادث، لم تستطيع السلطات الدينية فى الفاتيكان من السيطرة عليها.
من جانبه، قال الفاتيكان فى بيان رسمى إنه يشعر بمعاناة العائلة، وبالأخص والدة الفتاة، التى تعيش على بعد أمتار قليلة من المقبرتين، موضحا أنه طالما أعرب عن اهتمامه بالأسرة.
كانت إيمانويلا قد اختفت فى يوليو 1983، حيث كانت قد خرجت من المنزل لحضور درسا فى الموسيقى بكنيسة سانت أبوليناري في وسط روما.