انقلاب في بيت «أردوغان»
الخميس، 11 يوليو 2019 12:13 ممحمود علي
ظهرت انشقافات عديدة في حزب العدالة والتنمية الحاكم، بعد الهزيمة الكبرى التي تعرض لها في أكبر مدينة في تركيا (إسطنبول) بالانتخابات البلدية الأخيرة، التي انتصر فيها رجل المعارضة أكرم إمام أوغلو على مرشح أردوغان رئيس الوزراء التركي السابق بن على يلدريم.
ولكن هذه الانشقاقات أثارت هلع أردوغان، وبدا في أكثر من خطاب أنه متوتر وقلق منها لاسيما وأنها مثلت ضربة موجعة للحزب من الداخل، بعدما تحدث تقارير عن أن مؤسسين كبار في الحزب يرفضوا الاستمرار فيه نتيجة الكثير من سياساته المتضاربة.
وخرج أردوغان غاضيًا ليشن هجومًا ضاريًا ضد هذه الانشقاقات بكلمات تبتعد عن الدبلوماسية، ضد نائب رئيس الوزراء السابق على باباجان الذي يعد أحد مؤسسي الحزب الحاكم، متهمًا إياه بأنه «تخلى عن القضايا العامة»، ليظهر الرئيس التركي وكأنه الوحيد الذي له الحق أن يعطي صكوك الوطنية.
وبحسب ما أوردته صحيفة «حرييت» التركية الأربعاء اتهم أردوغان لدى عودته من زيارة خارجية بابا داجان، داعيًا نائب رئيس الوزراء السابق، بعدم التخلي عن القضايا العامة، دون أو يوضحها.
وعن استقالته من الحزب وكواليس اللقاء الذي دار بينهما، قال الرئيس التركي إن باباجان طلب لقاءه من أجل إبلاغه بقرار الاستقالة «بسبب فقدانه روح الانتماء» إلى الحزب، مشيرا إلى أن جوابه كان "من حق باباجان الاستقالة (..) لكن ليس من حقه تحطيم الأمة، في إشارة إلى استقالته من الحزب تعني أنه من الممكن أن ينضم مع المعارضة ضد سياسات الرئيس التركي وهذا يعتبره أردوغان ضد الأمة، حسب زعمه.
ورغم محاولة أردوغان إغراء النائب المستقيل بالحزب بالاستمرار فيه عبر منحه منصب مستشار في الحزب، لكن الأخير رفض، وهو ما يوضح القلق والتوتر الذي ينتاب أردوغان من هذا التحرك الانشقاقي.
وانتشرت تقارير كثيرة عن انشقاق مؤسسي الحزب الحاكم في الفترة الماضية، دون مزيد من التأكيد، فبعيدًا عن بابا جان أشارت معلومات بأن الرئيس السابق عبد الله جول وعضو حزب العدالة والتنمية سيشكل حزب جديد،
وقال أندي بيرش، كبير الخبراء الاقتصاديين في مؤشر آي.إتش.إس ماركت: «إن عودة باباجان إلى المشهد السياسي الوطني ستكون موضع ترحيب من قبل المستثمرين والأسواق الدولية بشكل عام. ويُنظر إليه على أنه تكنوقراط راسخ، وموثوق به، وعلى دراية جيدة بالسياسات الاقتصادية التقليدية».
وذكر موقع أحوال تركية أن باباجان «يُعرف على نطاق واسع بشعبيته لدى مؤسسات التمويل الغربية».
ولم يبق أي من مؤسسي حزب العدالة والتنمية في صف أردوغان مع رحيل باباجان، وسط تقارير تتحدث عن «خطف الحزب» من جانب الرئيس، وبهذا لا يستبعد خبراء في الشأن التركي أن تتجه البلاد نحو انتخابات مبكرة خلال عام أو عامين.