زيارة تميم إلى واشنطن.. استقبال فاتر وفاتورة ملتهبة
الأربعاء، 10 يوليو 2019 11:14 ص
وتيرة تصريحات متسارعة استبقت زيارة أمير قطر تميم بن حمد إلى واشنطن للقاء الرئيس الأمريكي دونالد ترامب. تقارير أجنبية وعربية أشارت إلى الفاتورة التي ستتحملها الدوحة لكسب رضا دب البيت الأبيض، في محاولة لحل أزماتها مع الجيران في الشرق الأوسط.
قبل اللقاء بساعات، شهدت الأوساط الأمريكية غضبا عارما، ظهر في استطلاعات وجمع توقيعات من دوائر سياسية كبرى متصلة بالإدارة الأمريكية بشأن رفض زيارة دولة راعية وداعمة ومتورطة في تمويل الإرهاب بشكل مباشر وغير مباشر، عنونت صحف أمريكية افتتاحيتها بتساؤل (كيف ستتوسط دولة راعية للإرهاب مثل قطر في أزمة حساسة بين طهران وواشنطن).
في أجواء باردة واستقبال فاتر، التقى ترامب الأمير القطري في البيت الأبيض، بدت صورة الوفد القطري مشوشة كالصورة التي التقطتها وسائل الإعلام الأمريكية لتميم وفي الخلفية عدد من سيارات البيت الأبيض وأحد الجنود جالس عليها في لقطة ترسم الإطار العام كاملا.
ترامب الذي عرف من أين تؤكل الكتف فيما يخص سياسة بلاده تجاه قطر، لم يخف أهداف واشنطن التي رمى إليها في حديثه إلى أمير الدوحة والوفد المرافق له قائلا “إن استثماراتكم في الولايات المتحدة هي واحدة من أكبر الاستثمارات في العالم، والاستثمارات التي تقومون بها هي موضع تقدير كبير، وأعلم الطائرات التي ستشترونها وكل الأشياء التي ستستثمرون فيها. إنني أرى الاستثمارات القطرية من منظور مختلف، فهي بمثابة توفير وظائف في الداخل الأمريكي، لقد حققنا ما يقرب من 160 مليون فرصة عمل، وهو رقم قياسي لم يسبق أن حقق في السابق”.
تصريحات ترامب التي ألقى بها على مسامع وفد الدوحة كانت مقدمة حتمية لإعلانه توقيع صفقات بقيمة 85 مليار دولار مع أمير قطر تتضمن طائرات بوينج وأسلحة.
حتى إن الأذرع الإعلامية للدوحة، وعلى رأسها الجديدة غضت الطرف عن ترجمة كلمة ترامب الساخرة من الأموال القطرية، يبدو أن الموجة كانت أكبر مما توقع قصر الدوحة، وأن الإنفاق على دوائر صنع القرار في الكونجرس الأمريكي لم تؤت ثمارها مع ترامب الذي اتبع سياسة «ادفع.. وسيكون كل شيء على ما يرام».
وكانت الولايات المتحدة وقطر قد اتفقتا في وقت سابق، على توسيع قاعدة “العديد” العسكرية، التي تحتضن آلاف العسكريين الأمريكيين، وتعتبر من أكبر القواعد العسكرية الأمريكية في الشرق الأوسط، وتمثل مركزا أساسيا لانطلاق عمليات قواتها الجوية في المنطقة.
الإعلام الأمريكي.. حملة غضب
فيما اشتعلت الأوضاع في الإعلام الأمريكي، ظهر الغليان على الشاشات، والعناوين الرئيسية للصحف، قالت محطة فوكس نيوز الأمريكية، إن تميم بن حمد أمير قطر جاء إلى واشنطن ليتسول رضا الرئيس دونالد ترامب، ووصف نيوت جينجريتش، رئيس مجلس النواب الأمريكي الأسبق، في تصريحات للمحطة زيارة تميم بأنها "جاءت من منطلق ضعف".
وفتحت محطة "إم بي سي نيوز" النار على أمير الدوحة في تقرير أشار إلى مساعدات قطر لإيران، وأن الرئيس الأمريكي لديه القدرة على فرض التغيير على نظام قطر.
وبحسب مراقبين فإن تغطية الإعلام الأمريكي للزيارة تعكس بوضوح السخط على دور قطر في تمويل الإرهاب ودعم إيران، في حين يقف الإعلام القطري وحيدا مدافعا مهللا لتميم.
وكانت وزارة التعليم الأمريكية استبقت زيارة أمير قطر تميم بن حمد إلى واشنطن وحركت تحقيقات بشأن علاقة بلاده بتمويل مشبوه لجامعتين وللوقوف على الإجراءات التي اتخذها المديرون لضمان عدم تلقي أموال مرتبطة بالإرهاب.
وطبقاً لخبراء تحدثوا لفوكس نيوز، فإن قطر هي بنك خاص للإرهاب، حيث تمد التنظيمات الإرهابية بالسلاح والمال، إضافة إلى دفعها أكثر من مليار دولار في صورة فدية لإطلاق سراح أعضاء في العائلة القطرية الحاكمة كانوا يمارسون الصيد عندما قام مسلحون بخطفهم في جنوب العراق.