«الهلال والصليب».. واعظة وراهبة تبحثان عن الإنسانية في الإسلام والمسيحية
الجمعة، 12 يوليو 2019 09:00 ص
تميزت مصر، منذ قديم الأزل بالترابط والمحبة بين شعبها، فهنا في البلد التي ذكرت في الديانات السماوية، كان يعيش المسلم والمسيحي واليهودي، في بناية واحدة يبتاعون ملابسهم من نفس المحلات التجارية، يأكلون من نفس الطعام، يستمعون لنفس الأغاني، يخرجون إلى نفس المتنزهات والمقاهي، ويتشاركون بتبادل التهاني في الأعياد الرسمية والمناسبات الاجتماعية وحفلات الزواج وحتى في المأتم، لم يمكن لأي شخص غير مصري أن يفرق بين راشيل أو نفيسة أو مريم، ولا حتى بين مزراحي ووديع وعبد الله، فالأرض التي جمعت المصريين بختلاف دياناتهم، لم يستطع أحد أن يغيير عقيدة المحبة التي تجمعهم، إلا بعد انقلاب اليهود على مصر، وتعاونهم مع الكيان الصهيوني الوليد وقتها، والذي أوهمهم أن فلسطين هي أرض الميعاد، فهاجروا إليها أفواجا، وبقي في مصر، فقط من تشبعت قلوبهم بحبها وافتدوها بروحهم، وتوحدوا تحت شعار «الهلال مع الصليب».
جاءت فكرة الملحمة الإنسانية «ترنيمة وتسبيحة لا فرق بين مسجد وكنيسة»، من أجل البحث في الإسلام والمسيحية عن توافق الآيات والأحكام والتشريعات حول قضية واحدة، يجب أن ننفذها لخدمة الإنسانية بكاملها والتقرب من الله، حتى أنهما اختارا السير في نفس مسار العائلة المقدسة، متقفيتان أثر هذه الرحلة المباركة، لعقد لقاءات تبحث في الآيات والتسابيح، وتطلقا أدعية المحبة لله والوطن من نفس الأديرة التي سارت عليها العائلة المقدسة «دير المحرق، دير قلب يسوع، دير الكاثوليك، دير قلب يسوع المصريات بأسيوط».
لاقت فكرة لقاءات الواعظة والراهبة، وبحثهما في ذات الله ومحبته، من خلال الإنجيل والقرآن عن الأخلاقيات والأمور المشتركة، استحسانا كبيرا لدى عدد من رجال الدين المسيحي، ومنهم الأنبا كيرلس وليم، مطران الأقباط الكاثوليك في محافظة أسيوط، وسهل لهم تكرار اللقاءات داخل الأديرة، والتوسع مع وبسبب ذلك كان التوسع فى عقد لقاءات بالأديرة.
ومن جانبها قالت الداعية أماني الليثي، صاحبة فكرة «ترنيمة وتسبيحة لا فرق بين مسجد وكنيسة»: إن الجمع بين حالة الزهد والتصوف والجلوس في خلوات للتفكر والتدبر في الخالق عز وجل، وصفاته ورحمته، هي نفس الحالة التي تعيشها الراهبات والخادمات في الأديرة في حالة التحاقهن بالرهبنة».
وأكدت الداعية، أن مجالستها للراهبات، كشفت عدم وجود تضاد بين الديانات، وأن الراهبات داخل الكنائس يدركن أن روح المسيحية هي روح الإسلام، بينما الفرق فقط في المسميات وطبيعة مباشرة بعض العبادات في الديانتين، مشيرة إلى أن الراهبات لا يكرهن الإسلام ولا يضمرن العنصرية، بل ويدركن قيمة وعظمة الإسلام، ويدللن على صدق رسالته بما ورد في المسيحية، ومن هنا جاءت فكرة البحث في الكتابين حول المشتركات الإيمانية والإنسانية، لترسيخ القيم الروحية والأخلاقية بين الناس، وتدارس مسار العائلة المقدسة والسنة النبوية.
وأوضحت أماني الليثي، أنها تقف مع الراهبات يدخلون خلوات يناجون الله بالدعاء معا في جلسات خاصة، أن يوفق مصر وأهلها، ويحميهم من كل سوء، وينعم على أهلها بالمحبة والود، قائلة: «ندعو إلى حب الله، والأنبياء بكلمة سواء، واليوم بعد أن أصبح الانشقاق بديلاً للوفاق، قررت أبحث في كل عقيدة واقرأ كل أسفار وآيات الوصول إلى الجنة بالأخلاق، فمعاً نقتدي بانبيائنا محمد وعيسى، في شكل «ترنيمه وتسبيحه»، لنقول للعالم أن السلام عليكم هي تحية الإسلام ورمز السلام الذي دعى له محمد وعيسى عليهما السلام، وأنه لا فرق بين مسجداً وكنيسة، فبالحب والسلام تتعانق الأديان وتحيا الأوطان.