اتحاد الكرة.. رحيل المتنطعين
الأحد، 07 يوليو 2019 10:00 ص
كل المؤشرات كانت تقول إن بالمستقبل فضيحة مدوية تنتظر بعثة منتخب مصر في بطولة أمم إفريقيا 2019، ولضيق الوقت والحرص على تحقيق الهدوء والطمأنينة للاعبين وأفراد الجهاز الفني وعدم تشتيتهم بأمور لا شأن لهم بها، سكت الجميع وطالب أشد المعترضين على أداء اتحاد الكرة بتأجيل الوقفة والمحاسبة الحقيقية لما بعد الانتهاء من البطولة التي تستضيفها مصر في الفترة من 21 يونيو حتى 19 يوليو.
ولأنه اتحاد سيطر عليه الفساد، وباتت الأولوية لتحقيق السبوبة، لم ينتبه المهندس هاني أبو ريدة رئيس الاتحاد المصري لكرة القدم، وأعضاء مجلسه لغضبة الشعب والعاملين بالوسط الرياضي من فسادهم الذي أصبح ملء السمع والبصر، وأن رصيدهم لم يبق فيه حتى «زلطة»، وأن فضيحة صفر كأس العالم 2018 لازالت أمام الأعين، ولم يبتلعها الأرشيف، وأن الحساب سيكون في مجمله عسيراً.
قبل بدء البطولة بشهور وقبل أن يصلنا نبأ إمكانية استضافتها على أرضنا، استيقظ الشعب المصري على فضيحة اختيار اتحاد الكرة المصري لمدرب مداناً في قضايا مخلة بالشرف، الأمر الذي كان كفيلاً بإحالتهم جميعاً للنيابة العامة، أيام وخرج علينا اتحاد الكرة بعلة «المتهم بريء حتى تثبت إدانته».
ومع بداية البطولة، وبعد مباريتين فقط، كشفت إحدى العارضات عن ارتكاب أحد اللاعبين لفعل فاضح ليلة ملاقاة منتخب الكونغو، لينال كل منهم ما يستحقه من عضبة الجماهير التي نادت بالتحقيق في الأمر، ولكن الاتحاد كان في واد آخر، واد ترتيب أوراق «الغنيمة» التي اقتنصوها بغير وجه حق، وعندما وجدوا الأمور تتصاعد والثورة لا تهدأ خرجوا ببيان ركيك من نوعية «الهم اللي يضحك»، قالوا فيه إن اللاعب لم يقصد تحرشاً، وأن الواقعة ليست كما صورتها الفتاة.
يومان فقط وخرجت فتاة أخرى تفضح نفس اللاعب، ولكن هذه المرة بمستندات وفيديوهات وصور، وفجأة وجد اتحاد الكرة نفسه أمام مأزق كبير، فسارع بتبرئة ذمته، وأصدر بياناً حنجورياً يوضح طرد اللاعب من معسكر منتخب مصر، قبل أن يتدخل زملاؤه في المنتخب ويتوسطوا لإعادته، ويهددوا بعدم اللعب، فيأخذ الاتحاد خطوة إلى الوراء ويعيد اللاعب وكأن جرمه لم يتخط حاجز دفع زميل له بالتدريب.
لك أن تتخيل أن مواطناً مصرياً يشاهد مباراة جنوب إفريقيا في دقائقها الأخيرة، ويدعو الله حثيثاً أن ينال منتخبه هدف ثاني في هذا التوقيت، حتى تكتمل الفضيحة وتصبح الوقفة ضرورية مع هذا الاتحاد الفاسد.
صحفيون مصريون، أكدوا أن اللاعبين كان تركيزهم في معسكر المنتخب، في عدد «اللايكات» التي يحصل لعيها كل منهم حال نشره صوراً على صفحته بأحد مواقع التواصل الاجتماعي، ويحدث ذلك على مرأى ومسمع من إداريي المنتخب وفنييه.
متنطعون محسوبون على شلة «السبوبة» في اتحاد الكرة، سربوا أخباراً مفادها أن لا أحد يقدر على حساب رجال الاتحاد الفاسدين مهما فعلوا، ليأتيهم خبر استقالة الاتحاد ليلاً، كأفضل رد على تنطعهم، وظنهم أن أحداً في هذا الوطن فوق الحساب، طالما طالت يداه فساداً أو تشويهاً لسمعة مصر.
إحالة أعضاء هذا الاتحاد للنيابة العامة الآن قبل غداً، أقل ما يمكن تقديمه لرد الجميلا لجمهور مصر، الذي ظهر بصورة حضارية خطفت العالم كله.