على خطى كوريا الشمالية.. هل تتفاوض واشنطن مع إيران؟
الجمعة، 05 يوليو 2019 07:00 ص
تمكنت الولايات المتحدة الأمريكية، من احتواء كوريا الشمالية عقب تطويرها أسلحتها النووية، وسعيها الدؤوب لصنع قنبلة نووية، أعقاب تهديدات استمرت لشهور بحرب كبري بين البلدين.
وعقب كوريا الشمالية، انسحبت الولايات المتحدة الأمريكية من الاتفاق النووي المبرم مع إيران منذ 2015، الأمر الذى ردت عليه إيران بتخصيب اليورانيوم، لتستمر موجة من الاستفزازات بين البلدين، وتهديدات متبادلة باندلاع حرب أيضا، ولكن عقب المناوشات أبدى دونالد ترامب الرئيس الأمريكي نيه تجاه المفاوضات مع طهران، ومؤخرا وضع وزير الأمن الداخلي الإيراني محمود علوي، شرطين لإجراء محادثات بين طهران وواشنطن هما رفع العقوبات الأمريكية وموافقة المرشد الإيراني علي خامنئي، حيث قال فى تصريحات صحفية: «يمكن أن تعيد إيران النظر في إجراء محادثات مع أميركا، لكن ذلك في حالة رفع ترامب للعقوبات وموافقة زعيمنا الأعلى على إجراء مثل هذه المحادثات».
ويرى وزير الأمن الداخلي الإيراني محمود علوي، أن الأمريكيين كانوا مرعوبين من قوة إيران العسكرية، وذلك ما دفعهم إلى إلغاء مهاجمة إيران، بينما قال الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الشهر الماضي، إنه تراجع عن توجيه ضربة عسكرية ردا على إسقاط إيران طائرة أمريكية مسيرة فوق مضيق هرمز يوم 20 يونيو لأن الضربة قد تقتل 150 شخصا، وأشار إلى أن الباب مفتوح أمام إجراء محادثات مع طهران.
التوترات والتهديدات بين طهران وواشنطن تصاعدت منذ انسحب الرئيس الأمريكي دونالد ترامب العام الماضي من الاتفاق النووي المبرم في 2015 بين إيران و6 قوى عالمية، وعاود فرض عقوبات كانت قد رفعت بموجب الاتفاق مقابل كبح طهران أنشطتها النووية الحساسة، وبموجب الاتفاق، يمكن لإيران تخصيب اليورانيوم إلى مستوى نقاء 3.67 في المئة، أي أقل بكثير من نسبة العشرين في المئة التي كانت تصل إليها قبل الاتفاق، ونسبة التسعين في المئة تقريبا التي تتيح صنع سلاح نووي.
وأعلنت طهران في مايو الماضي إنها ستقلص التزامها بالاتفاق النووي، وذلك ردا على العقوبات الأمريكي التي تستهدف على وجه خاص المصدر الرئيسي للعائدات بالعملة الأجنبية متمثلا في صادرات النفط الخام، حيث أمرت واشنطن جميع الدول بالتوقف عن شراء النفط الإيراني وإلا واجهت عقوبات، كما أرسلت قوات إضافية إلى المنطقة لمواجهة التهديدات الإيرانية.
وفي أول انتهاك رئيسي للاتفاق قالت طهران الاثنين الماضي، إن مخزونها من اليورانيوم منخفض التخصيب تجاوز الحد المسموح به، مضيفة أنها ستزيد تخصيب اليورانيوم بعد 7 من يوليو إلى أي مستويات تحتاجها فوق الحد الأقصى المنصوص عليه في الاتفاق، فيما رد ترامب على ذلك قائلا: «حذار من التهديدات يا إيران.. فهي قد ترتد إليك لتلدعك كما لم يلدعك أحد من قبل».
ولم تكترث إيران لتهديدات ترامب، بل في تحد لهذا التحذير، قالت طهران إنها متشبثة بخطة تقليص التزاماتها النووية، وقال كيوان خسروي المتحدث باسم المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني: «أحدث ترامب بانسحابه من الاتفاق النووي جرحا في طريق الدبلوماسية.. وأفضل ترياق لكل التهديدات هو المقاومة النشطة»، كما حث الاتحاد الأوروبي إيران على الالتزام ببنود الاتفاق، لكن طهران تقول إن التزامها به سيتراجع تدريجيا إلى أن تضمن بريطانيا وفرنسا وألمانيا أن يعود عليها بنفع مادي وهو ما كان الحافز الرئيسي الذي دفعها للتوقيع عليه.