ذكرى 3 يوليو يوم الخلاص.. عندما هز هتاف "يسقط يسقط حكم المرشد" أرجاء المحورسة
الأربعاء، 03 يوليو 2019 01:05 م
«الشعب يريد إسقاط الإخوان.. يسقط يسقط حكم المرشد»
المكان: ميادين مصر
الزمان: 3 يوليو 2013
شوراع مصر تتمتلأ عن آخرها، حالة من الترقب، الأنظار تتجه صوب بيان الخلاص من القوات المسلحة، كتب التاريخ تسجل مشهدا وطنيا باقتدار، جميع طوائف الشعب تنادي على أمل واحد إزاحة جماعة الإخوان من المشهد السياسى بإرادة شعبية، إدارة الدولة وقتها كانت تحركها التعليمات المباشرة إلى محمد مرسي في قصر الرئاسة.
كانت اللحظة الفارقة في تاريخ مصر بإعلان الجيش المصري الإنحياز للشعب ببيان الخلاص من حكم الإخوان إلى الأبد بتأييد مطالب الشارع، بعد مرور مهلة الـ 48 ساعة التى منحتها القوات المسلحة للاستجابة لمطالب القوى السياسية.
وفى تلك الأثناء - في مثل هذا اليوم وبالتحديد في التاسعة مساءً، خرج الفريق أول عبد الفتاح السيسي حين كان وزيرًا للدفاع وقتها، وحوله لفيف من القوى الوطنية والسياسية البارزة، بعد اجتماعه معهم، معلنًا عزل مرسي والإعلان عن خارطة الطريق.
بيان القوى الوطنية نص على التالى: تعطيل العمل بالدستور بشكل مؤقت وتشكيل حكومة وطنية مع إجراء انتخابات رئاسية مبكرة، على أن يتولى المستشار عدلي منصور، رئيس المحكمة الدستورية منصب رئيس الجمهورية لفترة انتقالية، مع منحه سلطة إصدار إعلانات دستورية خلال تلك الفترة.
ومع انتهاء بيان القوى الوطنية الذى أعلن بغير تأويل انتهاء مرحلة حكم المرشد ومحمد مرسي، سادت مظاهر الاحتفال على كافة ميادين مصر وتحديدًا في التحرير وأمام قصر الإتحادية، وأطلقوا الألعاب النارية وسط غناء وهتافات المصريين، تعبيرًا عن فرحتهم بالتخلص من الإخوان بغير رجعة ونجاح ثورة 30 يونيو.
وعلى النقيض كان المشهد في ميدانى رابعة العدوية والنهضة، مقر اعتصام جماعة الإخوان وأتباعها، اللذين وقع عليهم البيان كالصاعقة، ورفضوا الاعتراف بثورة 30 يونيو، ومنذ ذلك الحين وبدأ مسلسل الدم والإرهاب على يد جماعة الإخوان الإرهابية وأتباعها.
وفى هذا السياق، يقول محمود البدوي المحامي بالنقض والخبير الحقوقي أن 30 يونيو 2013 لم تكن مجرد ثورة شعبية كبرى وعظيمة على الفاشية الدينية الإخوانية ، ولا حتى رفض لنظام إرهابي أراد هدم أركان الدولة المصرية وفرض منطق القوة الغاشمة وهدم دعائم دولة سيادة الدستور والقانون، بل أنها كانت نقلة نوعية في مستوى الوعى الجمعي لدى المواطن المصري وتعاطيه الإيجابي مع ما يحيق بالدولة من مخاطر تهدد هويتها وتهدد الدعائم التي قامت عليها لأكثر من 7 ألاف عام من الحضارة والثقافة والفنون والتاريخ وسيادة القانون واحترامه من قبل مواطني هذه الدولة التي عرفت نظام التقاضي على درجتين منذ أكثر من 3500 عام قبل الميلاد، وهو ما يجعلها دولة تعي وتدرك قيمة القانون وحتمية سيادته، هذه الدولة التي طبقت مبادئ الحرية الشخصية وعملت على صونها وعبرت عنها في مدوناتها وسطرته على جدران معابدها.
ومن ثم – وفق "البدوى" فى تصريح لـ"اليوم السابع" - كانت 30 يونيو 2013 بمثابة ثورة مصرية خالصة تسترد فيها هويتها المتسامحة، وكانت صرخة في وجه أتباع وقيادات الجماعة الإرهابية الأخطر على مر التاريخ التي استهدفت قوات إنفاذ القانون بها من جيش وطني وشرطة مدنية وأرادت استبدالهم بكتائبهم المسلحة من الأهل والعشيرة، وكانت أيضاً انتصار لدولة سيادة القانون بعد أن ظهرت بشائر عدوانهم على الدستور الذي انتهكه مرسي وجماعته في أكثر من موقف، وبعد أن قامت ميليشيات الجماعة الإرهابية بمحاصرة المحكمة الدستورية العليا في مشهد يؤكد على أن نظام الإخوان لا يعترف بالدستور والقانون، ولا يحترم بمبادئي الفصل بين السلطات وهو واحد من أهم مبادئ الدستور التي ترسخ لدولة القانون .
والأن وبعد 6 سنوات – بحسب "البدوى" - من هذه الثورة التي ولدت من رحم الشعب لمصري واحتضنها جيشها الباسل وشرطتها الوطنية فزادوا عنها ودفعوا من دماء أبنائهم الكثير، فتلقت صدورهم طلقات ورصاصات الغدر بدلاً من الشعب الثائر في وجه جماعة الشر الإخوانية، بل وما زالوا يجودون بأنفاسهم وارواحهم في حربهم المقدسة ضد فلول الجماعات الإرهابية التي ما زالت تريد إعاقة مسيرة النهوض الوطني المصري، وإعاقة ما تقوم به من إصلاحات على كافة الملفات وبخاصة ملف الاقتصاد وملف الصحة والتعليم والتمثيل الدبلوماسي في محيطها العربي والأفريقي والدولي ايضاً ، وستظل 30 يونيو نقطة فاصلة في تاريخ دولة تحافظ على هويتها الوسطية، وشعب يحترم سيادة القانون ويرفض الإرهاب والعنف .