تدشين التشغيل التجريبي لمنظومة التأمين الصحي الشامل لمدة شهرين

تركز الدولة المصرية، كامل جهودها، خلال الأربع سنوات الماضية، على إعادة بناء وتأهيل المواطن أو الإنسان المصري، فأطلقت حملة «100 مليون مواطن» للكشف المبكر عن فيروس سي والأمراض المزمنة والسمنة، لاسيما وقد سبقتها طلح الدولة مبادرة علاج مرضى فيروس سي بـ«المجان» على نفقة الدولة، واستكمالا لخطة الدولة للنهوض بمنظومة الصحة والحفاظ على حياة المواطنين، فقد ‎دشنت الحكومة«منظومة التأمين الصحي الشامل»، وأطلقت أولى خطوات التشغيل التجريبي من محافظة بورسعيد.

وأكد رئيس الوزراء ووزير الإسكان،  الدكتور مصطفى مدبولي، أن ثورة 30 يونيو، صححت المسار لمصر، مشددا على أن ما يتم حصاده من مشروعات في مصر، جاء نتيجة طبيعية لتلك الثورة العظيمة ، مشيرا إلى أن أي إصلاح اقتصادي لابد وأن يكون له تداعيات، وبالتالي فإن برنامج الاصلاح الاقتصادي المصري، رافقه برامج للرعاية الإجتماعية لمحدودي الدخل والفئات الأكثر احتاجا.

 وأوضح رئيس الوزراء، أنه سيتم إعلان مصر خالية من المناطق غير الآمنة نهاية 2019، لافتا أن برنامج الإصلاح الاقتصادي، استطاع المساهمة بشكل كبير في خفض معدلات الفقر  بالصعيد.

كما أوضح الدكتور مصطفى مدبولي، أن كل عائلة وفرد من المواطنين، سيسجل تاريخه الطبي ويصبح له تاريخ طبي مسجل في المستشفيات، وفقا لمنظومة التأمين الصحي الشامل، مشيرا أن هذه المنظومة غير مرتبطة بوزارة الصحة فقط، بينما هناك وزارات عديدة تشارك الوزارة في هذا المشروع، مضيفا أن التشغيل التجريبي للمنظومة  ببورسعيد، سيكون على مدار شهرين، على أن تكون المنظومة متكاملة بالمحافظة خلال شهر سبتمبر القادم.

وتابع: أن استمرار عمل منظومة التأمين الصحي الشامل وضمان الإستدامة، اعتمد على عدة محاور، منها موارد سيادية تقوم بها الدولة من خلال فرض ضرائب على السجائر، واشتراكات المواطنين، مشددا على أن المواطن سيجد مستوى خدمة طبية عالية تضاهي دول العالم، وأنه سيكون هناك تحول رقمي على مستوى مصر، مشيرا إلى أن ما تشهده محافظات مصر من ميكنة، ستساعد المواطنين في إنهاء خدماتهم من المنزل.

بدورها، أعلنت وزارة الصحة أنها عملت على أن يكون عام 2019 عام الوفاء بالألتزام وانطلاق منظومة التأمين الصحي الشامل، موضحة أن المرحلة التجريبية للمنظومة في كل محافظة، ستكون تسجيل الأسر، مشددة على أن الأسر غير القادرة ستتحمل الدولة تكاليف اشتراكها في منظومة التأمين الصحي الشامل، كما سعت الوزارة إلى إفاد دفعة من الأطباء للتدريب في إنجلترا خلال الفترة القادمة، وسيتم إرسال 35 طبيب كل فترة.

ودعت الوزارة أهالي بورسعيد، لبدء التسجيل بمنظومة التأمين الصحي الشامل، وكذلك فتح الأسر، ملفات عائلية مميكنة وورقية ببعض الوحدات في المحافظة، موضحة أن العام القادم سيشهد تطبيق المنظومة فى الأقصر والسويس، مشيرة إلى أن  من سيتخلف عن التسجيل حتى 1 سبتمبر القادم، ولم يثبت اسمه يى كشوف، فسيتم محاسبته بالتسعيرة الحقيقة من تكلفة الخدمة الحقيقية التى ستقدم له، مشددة على أنه سيتم بدء التشغيل التجريبي في كل محافظة، طوال شهرين للمواطنين للتسجيل بالمنظومة.

من ناحيتها، أعلنت وزارة المالية، أن منظومة التأمين الصحى الشامل ستوفر الحماية المالية والطبية للأسرة المصرية بالكامل، مشيرة إلى أن الخزانة العامة للدولة، ستتحمل الأعباء المالية نيابة عن الأسر غير القادرة، كما سيتم اعتماد أسعار الخدمات التي ستقدم للمواطنين، بجانب اعتماد المعايير التي تحدد غير القادرين وإجراءات ونظام سفر المواطنين للعلاج في الخارج  .

ومن جانبها، كشفت وزارة الاتصالات، أن مشروع التأمين الصحي الشامل، واحد من أصعب المشروعات التي أقدمت عليها الدولة، وأن هناك إصرار على نجاح هذه المنظومة التي  تتناغم في تنفيذها كافة وزارات الدولة، مشيرة أن ميكنة المشروع تضمنت  أكثر من 7 محاور:«البنية المعلوماتية، شبكات فائقة السرعة»، وأنه جاري بناء المنظومة التأمينة للمعلومات الخاصة بالمواطنين، وتسكين المنتفعين بالمنظومة في الوحدات السكنية الأقرب لسكنهم ومقار عملهم، بجانب محور التدريب والتوعية للعامليم بالمنظومة، ومحور ميكنة المستشفيات، وميكنة التسويات والمعاملات المالية ومحور ميكنة الاعتماد والرقابة وانشاء مراكز اتصال للتعامل مع المواطنين، مشيرة أن مليار ونصف الميار جنيها، هي تكلفة ميكنة مشروع التأمين الصحي الشامل على مستوى 4 محافظات.