حقيبة زوجة أردوغان تدفع أتراك إلى الانتحار: السعر: 50 ألف دولار.. القيمة: لا شيء
السبت، 29 يونيو 2019 10:07 م
50 ألف دولار، المبلغ كبير إذا كان لاكسسوارات نسائية يمكن الاستعاضة عنها بماركات أخرى، لكن ولما لا، فزوجة خليفة المسلمين- كما يسميه الإخوان ودراويشه- ترتدي كل ما تريد، حتى لو تطلب الأمر أن يجوع الملسمون أنفسهم.
أمينة أردوغان، قرينة الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، كانت برفقة زوجها «الزاهد ساكن القصور» في اليابان لحضور قمة العشرين، شوهدت تحمل حقيبة يد ثمنها- ماركة هرمس- نحو 50 ألف دولار، أي ما يعادل 288 ألف ليرة تركية، الحد الأدنى لرواتب 11 شخص تركي في السنة.
الحقيبة أثارت موجة غاضبة على مواقع التواصل الاجتماعي، درجة أن رواد مواقع فيسبك وتويتر، صبوا جلّ غضبهم على أردوغان وزوجتهم بتعليقات لاذعة، يقول أحد المغردين: الاستايل أهم من العيش، خاصة طالما يخص زوجة خليفة الإخوان الفاسد».
ويأتي ظهور أمينة أردوغان بتلك الحقيبة باهظت الثمن، في وقت واصل فيه مؤشر التضخم السنوي في تركيا، تسجيل مستويات مرتفعة منذ الربع الثالث 2018، مدفوعًا بانهيار أسعار صرف العملة المحلية- الليرة، مقابل سلة العملات الأجنبية الرئيسية.
وقال معهد الإحصاء التركي، أول الشهر الجاري، إن نسبة التضخم على أساس سنوي المسجلة في مايو الماضي، بلغت 18.71%، مقارنة مع 19.5% في أبريل السابق عليه، كما ارتفع على أساس شهري بنسبة 0.95%، بينما صعد بنسبة 4.99% مقارنة مع ديسمبر 2018.
ودفع الغلاء والبطالة سكان المدن التركية إلى الهجرة إلى المناطق الريفية، بسبب تصاعد معدلات البطالة، وانهيار العملة المحلية، وارتفاع تكاليف المعيشة، وموجة الهجمات الإرهابية بين عامي 2014 و2017، ولكل هذه الأسباب أصبحت إسطنبول أقل جاذبية.
كما دفع الغلاء الأتراك إلى الانتحار، في أوائل الشهر الجاري، انتحر شاب بسبب عجزه عن سداد ديونه، تقول تقارير إعلامية إن اتساع ظاهرة الانتحار فى تركيا، خصوصا بين الشباب، يأتي بسبب سياسات أردوغان الفاشلة.
وفي تويتة على شنطة أمينة، يقول مغرد: «لقد شنق هذا الرجل نفسه لعجزه عن دفع إيجار منزله، بينما تحمل أمينة أردوغان على كتفها حقيبة هرمس بقيمة 50 ألف دولار».
وتشير التقارير التركية أن عدد محاولات الانتحار فى الخمس سنوات الأخيرة بلغ 60 ألف و850 حالة، فيما أكد التقرير الصادر عن حزب الشعب الجمهورى، أن عدد العمال المنتحرين فى أماكن عملهم بلغ 278 شخص خلال الخمس سنوات الأخيرة. أما عدد المعلمين المنتحرين فى عام 2017 بلغ 42 شخصا.
تقول صحيفة زمان التركية، إن 233 مواطنًا تركيًا انتحروا منذ بداية العام الجارى، كان آخرهم المواطن إسماعيل دفريم الذى انتحر الأسبوع الماضى، لعجزه عن شراء الزى المدرسى لأبنائه، إذ قال قبل انتحاره: «إذا كنت لا أستطيع شراء الزى المدرسى لأطفالى، إذا لا معنى لحياتى»، فى رسالة لخصت فى كلماتها القليلة الأوضاع الاقتصادية للمواطنين المتدهورة يوما بعد يوم.
ويشير تقرير الحالة التركية «تيرك استات» على وجه الخصوص إلى تراجع صناعات السياحة والإنشاءات، ما خلق هجرة عكسية من المدن الكبيرة إلى مدن وبلدات أصغر في جميع أنحاء شرق البلاد. فإضافة إلى العمال الذين عادوا إلى ديارهم في الريف من أماكن أخرى في تركيا، يبدو أن بعض من يغادرون إسطنبول هم من النخب الليبرالية والثقافية المحلية، الذين ذهب بعضهم إلى الخارج، لكن العشرات منهم ينتقل أيضاً إلى الريف لإنشاء مزارع الكروم، وبناء الفنادق، والمحال التجارية. الكثير من هؤلاء المهاجرين داخلياً يعملون على حواسيبهم لحسابهم أو لحساب جهات أخرى في مقاطعات مثل تشاناكالي، أو بحر إيجة، أو جبال كاس المجاورة، التي أصبحت محوراً جديداً لصناعة السينما التركية.