حلفائك باعوك يا ديكتاتور .. 80 نائب من حزب أردوغان يعتزمون الإنشقاق

«نفذ صبر المعارضين داخل العدالة والتنمية» .. بهذا العنوان قدم  أحمد طاقان الكاتب التركي الشهير مقالات في صحيفة «يني جاغ» التركية، تضمنت مقالاته معلومات أوضح حصوله عليها من كواليس الأروقة السياسية بالعاصمة أنقرة.

يبدو أن هناك تكهنات بدأ يكشفها ويؤكدها كُتاب أتراك حول اعتزام 80 نائب برلماني من أعضاء حزب العدالة والتنمية على الإنشقاق من الحزب، وانضمامهم إلى حزبين جديدين. وتوقّع سياسيون أتراك أن هذين الحزبين الجديدين يؤسسهما رئيس الوزراء الأسبق، أحمد داود أوغلو، ووزير الاقتصاد الأسبق، علي باباجان.

وسلّط أحمد طاقان الضوء على وجود صراع ناشب داخل الحزب الحاكم التركي، يحاول أردوغان إخفاؤه حتى لا يُضعف موقفه خاصةً بعد هزيمة إسطنبول للمرة الثانية في الانتخابات البلدية، في جولة الإعادة التي جرت بداية الأسبوع الجاري والتي حسمها لصالحه وبفارق كبير مرشح المعارضة أكرم إمام أوغلو.

إمام أوغلو.. رجل المرحلة
 

علينا أن نتطلع جيدا للمشهد لنرى أن جولة إعادة الإنتخابات على رئاسة بلدية إسطنبول الكُبرى، لم تكن مُجرد انتخابات محلية. بل أنها مرحلة جديدة تشهدها تركيا ويقودها إمام أوغلو، رجل المعارضة الذي انتصر على الديكتاتور التركي رغم محاولات إفشاله.

نوّه الكاتب التركي "طاقان" إلى ضرورة تدقيق النظر إلى نتائج الانتخابات المحلية الأخيرة التي بدأت في نهاية مارس الماضي، وانتهت بجولة الإعادة الأحد الماضي، 23 يونيو، إذ استطاعت المعارضة الفوز بعدد من بلديات المدن الكبرى، ما يعني أنها حظيت بإمكانية إدارة 70% من الاقتصاد التركي.

 

النتائج تتحدث

انتشرت أنباء اكتساح أكرم إمام أوغلو مرشح «تحالف الأمة» والمكون من حزبي الشعب الجمهوري «زعيم المعارضة»، والخير منافسه بن علي يلدريم مرشح "تحالف الجمهور"  وهو مكون من حزبي العدالة والتنمية الحاكم ويرأسه أردوغان. وكشفت النتائج الرسمية غير النهائية الأتي:

فوز إمام أوغلو بالانتخابات بعد حصوله على 54.22% من أصوات الناخبين، مقابل 44.99% حصل عليها يلدريم رئيس الوزراء الأسبق. وقال "طاقان" بعد إعلان النتائج : « هذه النتائج ستشغل الأجندة السياسية التركية لفترة ..انتهت الانتخابات، لكن نتائجها ما زالت تخيم على الأروقة السياسية بأنقرة، وهناك الكثير من الأسئلة التي تدور في عقول المهتمين بالوضع السياسي للبلاد، ومنها ما يتعلق بالأحزاب الجديدة التي يعتزم قياديون سابقون بالعدالة والتنمية تأسيسها، كأحمد داود أوغلو، وعلي باباجان».

نتيجة انتخابات إسطنبول ستؤدي إلى انهيار العدالة والتنمية في العديد من المدن التركية الأخرى .. هكذا ذكر طاقان في مقالاته بالصحف التركية المُعارضة، وأشار إلى اعتراف علي باباجان في حفل زفاف في أنقرة، السبت الماضي، الذي قال فيه انهم سيبدأون مشاورات مكثفة الأسبوع المقبل .. هذا الأمر أثار تعليقات جديدة على حزب العدالة والتنمية وراء الكواليس. فالمزاعم تقول إن داود أوغلو إذا أسس حزبا فإن 30 أو 35 نائبا برلمانيا بالعدالة والتنمية سينضمون إليه، أما إذا جاء تأسيس الحزب من قبل باباجان فإن 40 أو 45 نائبًا على الأقل سينضمون إليه.

وتشهد الأروقة السياسية التركية منذ عدة أشهر الحديث حول اتجاه الرئيس التركي السابق عبد الله جول وعدد من قياديات حزب العدالة والتنمية، ومن بينهم داوود أوغلو وعلي باباجان، لتأسيس حزب سياسي جديد؛ احتجاجاً على السياسات التي يتبعها أردوغان وحزبه العدالة والتنمية.

داوود أوغلو أصدر بيان 24 ابريل الماضي

البيان الذي هو عبارة عن توصيات واستنتاجات فيما يقرب من 20 صفحة حول الأوضاع بتركيا، شدد خلاله على أن تدخل أردوغان في سجالات سياسية حادة أغلب الوقت، وظهوره كأحد الأطراف، على الرغم من أنه يتعين عليه الوقوف على مسافة واحدة من الجميع، تسبب في قطيعة نفسية بين الرئاسة ونصف المجتمع على الأقل.