«تعذيب جِمال برقاش».. يفضح سياسة الجزر المنعزلة في الجيزة (صور)
الأربعاء، 26 يونيو 2019 06:00 م
يبدو أن اللواء أحمد راشد، محافظ الجيزة، غير متابع لتفاصيل الوقائع التي تشهدها المحافظة بكافة جوانبها، أو أنه أراد أن ينأى بنفسه عن ذنب قد يهوي به إذا ماتجاهل أنين تلك الأرواح التي يتم تعذيبها بسلخانة برقاش «السوق سابقا»، فأصدر تصريحا يحوي اعترافا ضمنيا بما يُرتكب من حلقات التعذيب التي يشهدها السوق، على الرغم من نفي رئيس المكتب الفني لهيئة الخدمات البيطرية.
الدكتورة ماجدة شكري، رئيس المكتب الفني لهيئة الخدمات البيطرية، اعتمدت في ردها على تلك المخالفات، على معلومات «المعلم حموكشة»، والذي برهن بكلامه على أنه لاوجود فعلي لمكاتب الطب البيطري بالأسواق والمجازر، وأن هناك إدارة أخرى تحكم عمل الأسواق ممثلة في قدامى التجار والمعلمين، الذين تُرك لهم الحبل على غاربة لإدارة شئون ووظائف ومهام الحكومة.
خلال الأيام القليلة الماضية، انتشرت صورا وفيدوهات عبر صفحات السوشيال ميديا، توثق الاعتداء الصارخ على مخلوقات بكماء لاتعرف سوى الأنين للتعبير عن مابها من ألم سببه لها ذلك المخلوق التعيس الذي طالما فسد وأضر بما حوله من مخلوقات الله، فظهرت الجمال بسوق برقاش وهي تذرف الدموع دما، وتتعرض للضرب المبرح والغير مبرر من «القائمين على رعايتها»، مستخدمين الشوم والعصا والكرباج، فأدخلوها في حالة إعياء شديدة، بعدما خلت قلوبهم من الرحمة، متباهين بما يفعلون.
وخلال ساعات جابت تلك الصور والفيديوهات مئات صفحات الـ«فيس بوك»، لتؤكد على عدم وجود رقابة فعلية من الجهات الحكومية بالجيزة على الأسواق، وسط مطالبات رواد السوشيال ميديا بتدخل تلك الجهات لتنفيذ عملها في الرقابة وضبط الأسواق، وإنقاذ الجمال من براثن البشر، وإيقاف مذبحة ومهزلة «سوق برقاش»، ولاقت تلك المنشورات ردود أفعال واسعة بين متابعيها.
وبسبب حالة الجدل والغضب العارم الذي اعترى متابعي السوشيال ميديا، بدأت أجهزة وزارة الزراعة محاولات معرفة مايدور على أرض «سلخانة برقاش»، لتخرج الدكتورة ماجدة شكري بتصريحات تتضارب والبيان الرسمي لمحافظ الجيزة، وتتنافي وحقيقة الأمر الذي يؤكده الصور والفيديوهات الموثقة للاعتداء الصارخ على النوق بسوق برقاش، قائلة: «صو قديمة، وتم التواصل مع مديرية الطب البيطري بالجيزة، وتوجهوا إلى سوق برقاش ولم يجدوا أي تعذيب للجمال به»، لتغلق تلك الصفحة مرضية ضميرها بأن أجهزة وزارتها نفذت مايجب عليها من عمل.
الغريب في الأمر أن «شكري» نقلت النفي عن مديرية الطب البيطري في الجيزة، دون تأني في استكشاف الحقيقة، أو حتى تكليف الإدارات المعنية بالمتابعة بوزارة الزراعة للنزول والتأكد من حقيقة نفي «بيطري الجيزة» من عدمه، وكشف طبيعة سير العمل بها من وراء المكاتب المكيفة، مكتفية بما يأتيها من تقارير ميدانية لايتم التأكد منها.
والأغرب أن رئيس المكتب الفني لهيئة الخدمات البيطرية، أكدت أن مديرية الجيزة، اكتفت في فحص الشكوى بأقاويل المعلم حموكشة، قائلة: «مسئول الطب البيطري تواصل مع أكبر معلم للجمال بسوق برقاش، المعلم حموكشة والذي أكد أنه لا يوجد تعذيب للجمال بالسوق، وأن الصور لحادثة قديمة وكانت خارج السوق، وليس داخله»، موضحة أن هناك وحدة بيطرية بالسوق للتعامل مع الجمال في حالة الإصابة، وهناك دورات إرشادية لكيفية التعامل مع الحيوانات في الأسواق، وقد يكون الأمر للسيطرة على هياج الجمال خارج السوق.
وبحسب تصريحات «شكري» فإن عمل الوحدة البيطرية فقط هو التعامل مع حالات الإصابة، ومداواة الجروح، وبالتالي فإن إدارة السوق والرقابة عليه وحمايه بما به من ثروة حيوانية يكون مسئولية «المعلم حموكشة»!!.