زواج سري بين أردوغان وتل أبيب على خطى «صديقي العزيز بيريز»
السبت، 22 يونيو 2019 11:00 ص
لطالما سعى الرئيس التركي رجب أردوغان إلى إظهار نفسه حامل لواء الأمتين العربية والإسلامية، وبالطبع سيعلي من نبرة الصوت في خطاباته عن القدس، ولن يفوت فرصة إلا بالحديث عن حق الفلسطينين في أرضهم، لكن بعيدا عن الخطابات التي يبدو أنها تكون لخدمة هدف سياسي مؤخرا ارتبط بالانتخابات المحلية، فحجم التطبيع القائم بين تركيا وإسرائيل أكبر من أي دولة عربية وإسلامية بجانب تطويعه للإعلام التركى من أجل خدمته وهو عناصر جماعة الإخوان في هذا الجانب.
تورجوت أوغلو المحلل السياسى التركى قال إن حجم التجارة بين تركيا وإسرائيل الذى كان بحدود 1.5 مليار دولار قبل حادثة "مافى مرمرة"، قفز إلى حوالى 6 مليار دولار، مما جعل كثيرين من المراقبين يَعتبرون اهتمام أردوغان بالقضية الفلسطينية، وبالأخص الوضع فى غزة، وما يتعلق بذلك من حادثة "مافى مرمرة"، على أنه عبارة عن استثمار انتخابى، يهدف إلى جلب المزيد من الأصوات فى الانتخابات
وأشار أوغلو فى مقال نشره على موقع "اندبندنت عربية"، إلى أن أردوغان ، الذى كان رئيساً للوزراء آنذاك ، شن وفريق عمله حرباً كلامية عنيفة ضد إدارة تل أبيب، مما دفع بالجماهير المتعاطفة مع القضية الفلسطينية فى داخل تركيا وخارجها إلى التفكير أن أردوغان هو المدافع الرئيس عن القضية الفلسطينية.
وأضاف: "كان لهذه الخطابات العنيفة ضد إسرائيل مردود سياسى كبير، حصده حزب العدالة والتنمية فى كل الانتخابات التى خاضها إلى عام 2015، وبفضل هذه التصور الذى فرضه على الرأى العام المتعاطف مع القضية الفلسطينية، استطاع أن يحصل على أصواتهم وتأييدهم فى صناديق الاقتراع".
وأشار إلى إن هناك تشابهاً كبيراً بين حادثة "مافى مرمرة"، التى أدت إلى حدوث أزمة شكلية مع إسرائيل، وبين حادثة إسقاط الطائرة الروسية فى سوريا.
وفى إطار متصل قالت دراسة حديثة للمركز المصرى للفكر والدراسات الاستراتجية، أن الرافد العربى لوكالة أنباء الأناضول التركية تحول إلى صوت "أردوغان" وذراعه التى ينال بها من العديد من الدول العربية، وفى مقدمتها مصر التى أفشلت مشروعه لقيادة المنطقة وإحياء مشروعه العثمانى فى ثوبه الجديد
وأشارت الدراسة التى أعدها الدكتور صبحى عسيلة إلى أن القسم العربى بوكالة أنباء الاناضول أُنشئ بغرض معلن هو أن يُمثّل مع قناة TRT العربية -التى انطلقت فى عام 2010- صوت تركيا العربى، أو الوسيط والجسر بين تركيا والعرب فى إطار الطموحات التركية الأردوغانية للتوغل فى المنطقة والقفز على مقعد قيادتها.
وأكدت الدراسة أن “أردوغان” سخر طاقة القسم العربى بوكالة أنباء الاناضول ليكون منصة تمارس من خلاله جماعة الإخوان التى تستضيف تركيا الكثير من أعضائها وقياداتها الهاربين من مصر، حربًا إعلامية مكتملة على الدولة المصرية، بينما كان حلم الوكالة -ممثلًا فى قسمه العربي- أن يصبح الوكالة الرسمية لمصر بديلًا عن وكالة أنباء الشرق الأوسط، أو على الأقل أن يصبح القسم العربى للوكالة الركيزة الأساسية لمشروع الوكالة فى المنطقة العربية. وهو الأمر الذى أدى -فى النهاية- إلى تحول وكالة أنباء الأناضول من وكالة صحفية نشأت قبل نحو مائة عام إلى آلة سياسية يصفها البعض بأنها أصبحت استخباراتية تخدم مشروع “أرودغان” على المستويين الداخلى والخارجى.
من جانبه أكد الدكتور طه على، الباحث السياسى، أن الرئيس التركى رجب طيب أردوغان يعيش فى أزمة داخلية، تفقده صوابه، وبخاصة بعد ان انتفض ضده الشعب التركى خلال انتخابات المحليات التى جريت فى 31 مارس الماضى، والتى اعترض عليها أردوغان وحارب من أجل إعادة التصويت فى بلدية اسطنبول بعد الهزيمة التى تعرض لها أمام مرشح المعارضة أكرم إمام أغلو.
وأضاف الباحث السياسى، أن تدهور شعبية أردوغان، واستحكام الأزمة التى يواجهها خلال السنوات الأخيرة، وبخاصة بعد محاولة الانقلاب المزعومة فى 15 يوليو 2016 دفع أردوغان للإطاحة بكل معارضيه حتى أصبحت تركيا واحدة من أعتى الديكتاتوريات فى العالم منذ أن وصل أردوغان للحكم عام 2002؛ فبعد أن كان عدد السجناء والمعتقلين فى تركيا 50 ألف أصبح فى الوقت الراهن يتجاوز 260 ألف سجين وفقا للأرقام الرسمية، وكان العام الماضى وحده شهد زيادة المسجونين بنحو 60 ألف سجين. كما تم تشريد 130 ألف موظف منذ محاولة الانقلاب المزعومة.
وتابع طه على: أصبحت تركيا فى عهد أردوغان أكبر سجنا للصحفيين فى العالم بشهادة كبرى المؤسسات العالمية مثل "مراسلون بلا حدود" ففى تركيا عدد المعتقلين من الصحفيين حول العالم، كما شهد العام الأخير إغلاق 100 منصة اعلامية تخالف اردوغان الرأى.
وفى إطار متصل أكد هشام النجار، الباحث الإسلامى، أن مصر استطاعت أن تضع رجب طيب أردوغان فى حجمه الحقوقى، موضحا أن رد وزارة الخارجية المصرية على تداولات الرئيس التركى اتسم بالترفع والاحاطة بأهداف أردوغان الحقيقية من وراء تصريحاته وكشفها باختصار ودون تفاصيل والدخول فى مهاترات.
وأضاف الباحث الإسلامى، أنه ليس لدى مصر ومسؤوليها وقتًا ليضيعوه مع رجل مأزوم يسعى لايجاد مخارج لأزماته عبر تكرار تدخله فى الشأن المصرى مناصرا جماعة الإخوان الارهابية، لافتا إلى أن أردوغان يغض الطرف عن إرهاب جماعة الإخوان وما ارتكبته من كوارث وسفك دماء وتفجيرات واغتيالات لأن نظام أردوغان شريك فى هذه الجرائم الارهابية لتحقيق أهداف تركيا التى باتت معروفة من وراء دعمها لجماعة الاخوان.
ولفت هشام النجار، إلى أن أردوغان يكرر التطاول على مصر لأن قيادتها وشعبها هم من قضوا على أحلامه الامبراطورية وأوقفت مشروعه التوسعى عبر احتلال مناطق بالداخل العربى أو حكم مدن عربية عبر وكلاء من جماعة الإخوان.