ما هو مصير الحرب التجارية الجديدة بين الهند والولايات المتحدة الأمريكية؟
الجمعة، 21 يونيو 2019 02:00 ص
يبدو أن الولايات المتحدة الأمريكية، لم تكتف بالصين فقط فى حربها التجارية الضروس التى اشتعلت العام الماضي، والذى جاء أثره على الاقتصاد العالمى أكمله، فدخلت الهند على خط المواجهة مع واشنطن بعد أن قرر الرئيس الأمريكي دونالد ترامب منع الامتيازات الممنوحة لنيوديلهي.
وقد فرضت الهند رسوما إضافية على 28 منتجا أمريكيا، ردا على إلغاء واشنطن امتيازات تجارية تفضيلية كانت نيودلهي تستفيد منها، ومن بين السلع المشمولة بالرسوم الجديدة، التفاح والجوز واللوز، مشيرة إلى أن قرار نيودلهي ورد في إخطار نشر على موقع حكومي، كما سترتفع الرسوم المفروضة على بعض السلع الأمريكية بنسب تصل إلى 70%، وذلك بعد أن كان من المتوقع أن تقدم الهند على خطوة فرض رسوم جمركية أعلى على الواردات الأمريكية، بعد قرار الرئيس، دونالد ترامب، إنهاء الامتيازات الممنوحة لنيودلهي مطلع يونيو الجاري.
الإدارة الأمريكية بدورها ترى أن الهند وهى من أكبر الدول المستفيدة من برنامج الأفضليات، أنها فشلت في تقديم ضمانات بأنها ستسمح بالوصول المطلوب إلى أسواقها، وعملت أيضا على نصب عوائق تجارية تخلق تأثيرات سلبية كبيرة على تجارة الولايات المتحدة، ومن بين الصادرات السنوية الهندية إلى الولايات المتحدة، البالغ قيمتها 80 مليار دولار، 5.6 مليار منها فقط مشمولة بالبرنامج، بحسب السطات الهندية، وقد أصدرت الهند في يونيو 2018، أمرا بزيادة الرسوم الجمركية بنسبة تصل إلى 120 % على سلع أمريكية، ردا على قرار واشنطن رفض منحها استثناءً من التعريفات المفروضة على الواردات إلى الولايات المتحدة من الصلب والألمنيوم، ولكنها أجلت تنفيذ هذه الرسو مع انخراط الدولتين في محادثات تجارية.
والسبب الرئيسي فى الحرب التجارية بين الهند والولايات المحتدة الأمريكية، هو تعارض سياسة "اشترى المنتج الأمريكي، و "وظف العامل الأمريكي" التي يتبناها الرئيس دونالد ترامب، مع مبادرة رئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي "صنع في الهند"، كما أشارت شبكة "سي إن إن" الأمريكية فى تقرير لها إلى أن ترامب انتقد أكثر من مرة الرسوم الجمركية المفروضة على الصادرات الأمريكية للهند، بالإضافة إلى ذلك أعرب الرئيس الأمريكي عن ضيقه من فرض الهند 150% رسوما جمركية على المشروبات الكحولية الأمريكية، قائلا إن "الهند تفرض رسوما جمركية مبالغا فيها على منتجاتنا".
واستغلت الولايات المتحدة برنامج "النظام الشامل للأفضليات التجارية"، الذى يمنح 121 دولة نامية الحق في تصدير منتجاتها إلى السوق الأمريكية بقيود أقل، وكانت الهند هي أكبر مستفيد من البرنامج في 2017، ولكن واشنطن العام الماضي، إنها ستراجع مدى أحقية الهند في الاستفادة من البرنامج، بعد أن قدم منتجو الألبان ومصنعو الأدوات الطبية الأمريكية، شكاوى من تأثير الرسوم الجمركية الهندية المرتفعة على منتجاتهم، كما أن قضية العجز التجاري بين البلدين كبيرة حيث صدّرت الهند بضائع بقيمة 50 مليار دولار للولايات المتحدة خلال العام الماضي، فيما بلغت قيمة الصادرات الأمريكية للهند 30 مليارا فقط.
المخاوف الأمريكية تأتى بحسب ما يراها جاسون ييك المحلل في شركة "فيتش سولوشيونس" للأبحاث من أن تجريد الهند من المميزات التي تحظى بها في الدخول للأسواق الأمريكية، قد يضعف من جاذبية الهند للاستثمارات الأجنبية خلال السنوات المقبلة، أما راجات كاثوريا مدير المجلس الهندي لأبحاث العلاقات الاقتصادية الدولية، يقول أعتقد أنها قد تكون استراتيجية في التفاوض، حيث تقوم أمريكا برفع الرهان للحصول على ما تريد من المفاوضات ولكن الإدارة الأمريكية قد يكون لها وجهة نظر في هذا الأمر، وذلك بالنظر إلى أن الهند أصبحت الآن الاقتصاد الأكثر نموًا في العالم.
لقد خرجت الهند من قائمة الدول النامية، التي تمنحنا مميزات استثنائية للدخول إلى السوق الأمريكية، وقد تستفيد بهذه المميزات لسنة أو أثنتين، إلا أن الأمر سينتهي قريبًا، بحسب راجات كاثوريا مدير المجلس الهندي لأبحاث العلاقات الاقتصادية الدولية، ولكن برنامج "النظام الشامل للأفضليات التجارية" ليس هو السبب الوحيد للخلاف بين البلدين، حيث كانت الهند واحدة من الدول التي تضررت من الرسوم الجمركية التي فرضتها الولايات المتحدة على واردات الصلب والألومنيوم، لذا أعلنت نيوديلهى فرض رسوم جمركية من جانبها على بضائع أمريكية بقيمة 240 مليون دولار، إلا أنها لم تدخل حيز التنفيذ بعد.