مسئول كويتي يكشف دلالات زيارة أمير الكويت التاريخية إلى العراق
الأربعاء، 19 يونيو 2019 01:00 م
يزور أمير الكويت الشيخ صباح الأحمد والوفد الرسمي المرافق له العراق في زيارة رسمية، اليوم الأربعاء، يبحث خلالها العلاقات الثنائية بين البلدين وأبرز القضايا والمستجدات على الساحة الإقليمية.
وتعد الزيارة الثانية لأمير الكويت خلال توليه مقاليد الحكم؛ إذ قام في مارس 2012 بترؤس وفد الكويت إلى اجتماع القمة العربية التي عقدت في بغداد آنذاك.
أمير الكويت
وتأتي الزيارة في ظل التوترات والتطورات المتسارعة وغير المسبوقة التي تشهدها المنطقة لاسيما الأعمال التى استهدفت سلامة الامدادات النفطية عبر تخريب وضرب السفن النفطية والتجارية المدنية في المياه الإقليمية للامارات وبحر عمان.
من جهته، قال نائب وزير الخارجية الكويتى خالد الجارالله إن زيارة أمير الكويت تأتى في إطار العلاقات الأخوية المتميزة بين البلدين، مضيفا أن الزيارة تنطوي على أبعاد مهمة ودلالات حيوية، مؤكدا حرص أمير الكويت على الاهتمام والرعاية للعلاقات الأخوية وسعيه لتطويرها وتعزيزها في المجالات كافة.
وأشار إلى حرص سموه على دعم وتمكين العراق من تجاوز تداعيات ما تعرض له من أعمال ارهابية وجهوده الهادفة لاعادة الاعمار، معتبرا ان الزيارة ستمثل فرصة لبحث الوزراء الكويتيين مع نظرائهم فى الجانب العراقي سبل تعزيز وتطوير التعاون بين البلدين وحسم الملفات العالقة بينهما.
وأضاف "مما يضاعف أهمية الزيارة أنها تأتى فى ظروف دقيقة وحرجة تمر بها المنطقة والتى تتمثل باستمرار التصعيد فيها الأمر الذى يؤكد أهمية التنسيق والتشاور مع المسئولين العراقيين لتجاوز هذه الظروف وتمكين المنطقة من النأي بعيدا عن التوتر والصدام"، لافتا إلى أن أمير الكويت سيرأس وفدا يضم نائب رئيس مجلس الوزراء الكويتى وزير الخارجية الشيخ صباح الخالد ووزير الداخلية الشيخ خالد الجراح ووزير المالية الدكتور نايف الحجرف ووزير النفط والكهرباء والماء الدكتور خالد الفاضل ووزير التجارة خالد الروضان وكبار المسؤولين فى الكويت.
نائب وزير الخارجية الكويتى خالد الجارالله
بدوره، قال سفير العراق لدى الكويت علاء الهاشمى ان زيارة أمير الكويت تأتى فى إطار تعزيز العلاقات الثنائية بين البلدين، مؤكدا أنها تأتى استجابة للدعوة الموجهة لأمير الكويت من الرئيس العراقي برهم صالح ورئيس الوزراء عادل عبدالمهدى.
وأشار الهاشمى فى تصريح صحفى إلى أنها تعد استكمالا للزيارات عالية المستوى بين البلدين وتأكيدا لروح التعاون والتفاهم عالي المستوى بين القيادتين، مشيدا بمستوى تطور العلاقات الثنائية.
بدوره، قال السفير الكويتى لدى العراق سالم الزمانان ان الزيارة المرتقبة تاريخية وتأتى تتويجا للعلاقات الوطيدة، واستكمالا لدور الكويت الداعم لاعادة اعمار العراق لاسيما وان البلدين سبق وان ترأسا معا المؤتمر الدولي لاعادة اعمار العراق الذي اقيم في الكويت في فبراير من العام الماضي بمبادرة من أمير الكويت مؤكدا أن بلاده تؤمن بشكل راسخ باهمية أن ينعم العراق بالامن والاستقرار.
ومن المقرر أن يلتقى أمير الكويت الذى سيرافقه وفد حكومي رفيع ــ بكل من الرئيس العراقي برهم صالح ورئيس الوزراء عادل عبدالمهدي ورئيس البرلمان محمد الحلبوسي حيث سيبحثون العديد من الملفات الثنائية المشتركة.
ودشن أمير الكويت عهدا جديدا أساسه طي الملفات العالقة بين البلدين وترجمة التطمينات إلى أفعال، وعلى الرغم من سنوات القطيعة التي سببها نظام صدام حسين بغزوه الكويت فى أغسطس 1990 وما ترتب عليه من آثار وتبعات إلا أن العلاقات الكويتية العراقية عادت بقوة دفع متزايدة في الآونة الأخيرة.
وفى 12 يونيو 2013 قام رئيس مجلس الوزراء الكويتى الشيخ جابر المبارك بزيارة رسمية إلى بغداد تم خلالها التوقيع على ست مذكرات تفاهم تخص عمل المعهدين الدبلوماسيين في البلدين وبرنامجا تنفيذيا في الشأن الاقتصادي والثقافي والبيئة والتعليم والنقل البحري.
وزار وزير الخارجية العراقي هوشيار زيباري الكويت فى 28 مايو 2013 حيث وقع مذكرتي تفاهم مع نائب رئيس مجلس الوزراء ووزير الخارجية الكويتى الشيخ صباح الخالد تتعلق الأولى بترتيبات عملية صيانة التعيين المادي للحدود والثانية بتمويل مشروع إنشاء مجمع سكني في أم قصر.
وفي 4 يوليو 2013 صادق البرلمان العراقي على اتفاق إنشاء لجنة مشتركة للتعاون بين حكومتي البلدين لتعزيز علاقات الصداقة والتعاون الثنائي ورغبة من الجانبين في حل القضايا العالقة بينهما التزاما بالمواثيق والقرارات الدولية ذات الصلة بغية الوصول لتسوية شاملة لكل المتعلقات بينهما بما يساعد على نشوء أرضية صلبة للعلاقات الأخوية.
وشهدت العلاقات الديبلوماسية تطورات مهمة خلال السنوات الأخيرة تمثلت في الزيارات المتبادلة لكبار مسؤولي البلدين الشقيقين والانعقاد الدوري للجنة الوزارية العليا المشتركة الكويتية ـ العراقية.
وفي 21 ديسمبر 2014 زار رئيس وزراء العراق السابق د.حيدر العبادي الكويت بدعوة من رئيس مجلس الوزراء الكويتى الشيخ جابر المبارك بحث خلالها آفاق التعاون الثنائي وتكثيف الجهود لتطويق الإرهاب ومكافحته.
وفي 11 نوفمبر 2018 قام رئيس العراق د.برهم صالح بزيارة رسمية للبلاد في أولى زياراته الخارجية عقب تسلمه منصبه أجرى خلالها مباحثات رسمية مع أمير الكويت تناولت العلاقات الأخوية بين البلدين الشقيقين.
وكان لزيارتي رئيس مجلس الوزراء الكويتى السابق سمو الشيخ ناصر المحمد في 22 سبتمبر 2010 وفي 12 يناير 2011 إلى بغداد أثر إيجابي في إنهاء مرحلة التوتر وفتح صفحة جديدة للعلاقات لاسيما أن الزيارة التي تمت في 2010 تعد الأولى لمسؤول كويتي رفيع المستوى يزور العراق منذ الغزو العراقي عام 1990.