رجل الغراب.. انخفاض السياحة السعودية إلى تركيا بنسبة 70% بعد نجاح حملات المقاطعة
الثلاثاء، 18 يونيو 2019 10:00 ص
سلطت وسائل الإعلام التركية، الضوء على الأزمة الجديدة التي تلوح في سماء أنقرة، بالتزامن مع الأزمة الاقتصادية التي تعيشها منذ عامين، فقد لاقت دعوات مقاطعة الساحة التركية، اقبالا كبيرا بين أبناء الخليج، خاصة التي دعت إليها المملكة العربية السعودية، في ظل سياسات القمع والتخريب التي ينتهجها الرئيس التركي رجب أردوغان، ضد الدول العربية عامة، والخليج خاصة.
وذكرت صحيفة «أحوال» التركية، في تقرير لها، أن التوترات الكبيرة التي لاحت في الأفق بين الرياض وأنقرة، ألقت بظلالها عل العلاقات بين البلدين، مما دعى المواطنين السعوديين لإطلاق دعوات لمقاطعة السياحة إلى تركيا، عبر مواقع التواصل الاجتماعي، والبحث عن وجهات أخرى بديلة، من بينها دول شرق أسيا والبوسنة والهرسك وعدد من الدول العربية.
ساهمت دعوات المقاطعة السعودية، في تراجع معدلات السياحة داخل تركيا، بسبب سياسات أردوغان، التحريضية والتخريبية ضد الدول العربية، وخاصة المملكة العربية السعودية، التي كانت على موعد خلالف مع تركيا، مؤخرا على خلفية حادث مقتل الكاتب الصحفي السعودي جمال خاشقجي، والتي تبنت فيها أنقرة موقف معادي للرياض وأطلقت ضدها اتهامات بالغة الخطورة.
وأكد تقرير جريدة «أحوال» التركية، أن الدعوات داخل السعودية، ودول الخليج العربي، تزايدت بشدة لمقاطعة السياحة التركية، بالإضافة إلى دعوات أخرى لعدم الاستثمار في قطاع العقارات التركية، وهو ما حذرت منه السفارة السعودية في أنقرة، مواطنيها بعدم شراء العقارات داخل تركيا أو الاستثمار في قطاع الطاقة، بعد تكرار المشكلات والعقبات التي واجهت كثيرا من السعوديين، للحد الذي وصل إلى درجة النصب عليهم.
وفي نفس السياق، غرّد عدد من نشطاء موقع التواصل الاجتماعي «تويتر»، حول «عنصرية الأتراك تجاه العرب»، بسبب ممارسات حزب العدالة والتنمية الحاكم، ورئيسه رجب أردوغان، وما يتبنياه من سياسات تحريضية، ووصل الأمر إلى استهداف السائحين الخليجيين في تركيا، وأنه بسبب عقدة قديمة ترسخت لدى العثمانيين ضد العرب.
ونشر الإعلامي السعودي، على الراشد، تغريدة له عبر حسابه الرسمي على موقع التواصل الاجتماعي تويتر، قال فيها: «من واجبنا الوطني عدم دعم بلد يعمل على الإساءة لرموز بلدنا بأىي شكل وصورة، وكذلك استغلاله للمواطن السعودي منذ أن تحط قدماه إلى تركيا، ونعلم قدر الوعي الكبير للسائح السعودي، وأنه لا يدعم السياحة في بلد وإن كانت جميلة تسىء لقادتنا في السعودية».
وأوضح تقرير صحيفة «أحوال» التركية، الأسباب الحقيقية التي تقف وراء دعوات مقاطعة السعودية، سفر مواطنيها إلى تركيا، وأكدت أنه تأتي في مقدمتها، الخلل الأمني الذي يضرب مفاصل السلطات التركية، وتقصيرها في الحدّ من السرقات التي يتعرض لها السائح الخليجي، وانتشار عصابات تجارة المخدرات، إلى جانب تواجد مجموعات إرهابية هناك، وتدهور الأوضاع الأمنية هناك، مما أدى إلى انخفاض كبير في الطلب على زيارة تركيا من قبل السائحين السعوديين بنسبة بلغت 70%.
انطلقت دعوات مقاطعة للسياحة التركية، التي أطلقها المواطنون الخليجيون، عام ٢٠١٨، ودشنوا هاشتاج «#تركيا بلد غير آمنة»، وعددوا من خلاله جرائم السرقات والاعتداءات التي تشهدها تركيا، وأكد وقتها، خالد الزعتر المحلل السياسي السعودي، أن تركيا بلد غير آمن، وأن هناك الكثير من حالات الإعتداء والسرقة التي يتعرض لها السياح في تركيا، مشيرا إلى التقرير الذي نشرته جريدة «زمان التركية»، نقلا عن وزارة العدل التركية، تحدث عن الارتفاع الملحوظ في معدلات الجرائم داخل تركيا، كما أشار إلى تصريحات جولسرين يوليري رئيسة مكتب جمعية حقوق الإنسان في إسطنبول، عام 2018، التي قالت: « بينما العالم بأسره يعمل على مكافحة التسلح الفردي، وتركيا تهدف لأن يصل عدد السياح إلى 50 مليون سائح بحلول 2023، وأن يصل الدخل من السياحة إلى 50 مليار دولار، ولذلك فإن الدعوة إلى مقاطعة السياحة التركية ليس هناك من شك أنها سوف تشكل ضربة قاصمة للاقتصاد التركي».