رغم ارتفاع درحات الحرارة.. أثار الفراعنة تنعش السياحية الثقافية في الأقصر

الإثنين، 17 يونيو 2019 03:00 ص
رغم ارتفاع درحات الحرارة.. أثار الفراعنة تنعش السياحية الثقافية في الأقصر
السياحه

«الاقصر بلدنا بلد سواح فيها الأجانب تتفسيح».. هذا هو الوضع الأن داخل محافظة الأفصر، والتي تضم وحدها ثلث أثار العالم، فعلي الرغم من موجة الحر الشديدة التي تضرب المحافظة في هذا الوقت من كل عام، إلا أن سحر الأثار الفرعونية لم يمنع السياح الأجانب من السفر للوقوف أمام تمثال رمسيس الثاني والملكة حتشبسوت أول ملكة للبلاد لتعود السياحة الثقافية للتألق من جديد .

الإحصائيات تشير إلى أن السياحة الثقافية تشهد إنحسارا عالميا، إلا أن مصر اعتادت السير  خلف التيار لتعود السياحة الثقافية للإنتعاش بقوة منذ الموسم الشتوى الماضى، وهو ما أكده تقرير لجنة تسويق السياحة الثقافية والذى كشف عن التغيرات الإيجابية التى حلت بقطاع السياحة الثقافية مقارنة بالعام الماضى.

وسيطرت 5 أسواق سياحية على السياحة الثقافية فى مصر خلال الموسم الماضى، وهى السوق الإسبانى، يليه أمريكا اللاتينية ثم فرنسا، والسوق الألمانى،  والسوق الأمريكى، حتى أن بعض الأسواق التى كانت تعرضت للانحسار عقب يناير 2011 عادت للتدفق، منها السوق الاسكندنافى، والنمسا، وبلجيكا وهولندا.

معبد ابو سمبل

وكان السوق اليابانى الأول دعما لحركة السياحة الوافدة من آسيا، في حين حافظ  السوق الهندى على تدفقه بمستوى ثابت، وأكد التقرير أن متوسط الإنفاق اليومى شهد ارتفاعا يصل إلى 70 دولارا فى الموسم الماضى، بعد أن  كان 25 دولارا عقب 2011.

النتائج الإيجابية التي شهدها السوق السياحي في الأقصر تعود إلي خطة التنسيق التى تتم بين وزارتى السياحة والآثار لإحياء السياحة الثقافية والتى تتفرد مصر فيها بحضارة الفراعنة ذات السبعة ألاف سنة، التى لازالت تبهر العالم بنقوشها ومقابرها ومعابدها ومومياواتها.

وتكمن أهمية السياحة الثقافية لمصر فى أنها سياحة عالية الإنفاق، وبالتالى متوسط إنفاق الفرد خلال الزيارة مرتفع جدا مقارنة بالسياحة الشاطئية، كما أن متوسط عدد الليالى التى يقضيها فى المقصد السياحى أكثر من عدد الليالى فى أى من الأنواع السياحية الأخرى.

لذلك وضعت وزارة السياحة، السياحة الثقافية كأحد أهم محاور الترويج خلال مشاركتها فى المعارض الخارجية، حيث تحرص على تواجد ممثل لوزارة الآثار للحديث عن الاكتشافات الجديدة وافتتاح المتحف المصرى الكبير فى 2020.

ومن أهم محاور الخطة وضع جدول زمنى للإعلان عن الاكتشافات الأثرية الجديدة فى المحروسة، فى حضور إعلامى عالمى وحضور دبلوماسى كبير للسفراء الأجانب فى مصر للترويج عالميا لتلك الاكتشافات.

وتكمن أهمية تلك الاكتشافات كما أكدت وزارة السياحة فى أنها تفتح شهية السائح بشكل تدريجى حتى نصل إلى نقطة الصفر التى سيتم فيها افتتاح المتحف المصرى الكبير GEM فى 2020، وهو الحدث الذى ينتظره العالم وسيكون هدية مصر للسياحة الثقافية العالمية، وأكدت الوزارة أن السياحة الثقافية تشهد فى مصر انتعاشة كبيرة خلال العام الآخير، على الرغم من أن المؤشرات العالمية تؤكد انحسارها فى كافة الدول الأخرى.

الطفرة التى يشهدها قطاع السياحة الثقافية واضحة باعتراف الجميع، حيث أكد إيهاب عبد العال الخبير السياحى وعضو الجمعية العمومية لغرفة شركات السياحة أن الصيف القادم لن يكون فقط للسياحة العربية بل إن هناك جنسيات أجنبية كثيرة، لم يكون مألوف مجيئها إلى مصر فى فترة الصيف، مثل اليابان ودول أمريكا اللاتينية وأسبانيا.

وأوضح عبد العال أن تلك الجنسيات تأتى للسياحة الثقافية، وهذا غريب أن تأتى الوفود على الأقصر وأسوان خلال فترة الصيف، لافتا إلى أن الجميع سيرى وفود أجنبية بداية من شهر يونية المقبل، هذا فضلا عن أن الوفود لم تتوقف منذ الموسم الشتوى وحتى الآن، وتلك الجنسيات معروف أنها لا تحب أن تأتى فى الصيف.

هذا التغير أرجعه عبد العال إلى أكثر من سبب أولا لانخفاض السعر فى هذه الفترة، كذلك عدم وجود زحام مثل موسم الشتاء، وبالتالى تكون المتعة أكثر، بالإضافة إلى أن الدولة أصبحت تهتم بالسياحة الثقافية، وهذا هو الدرس الذى أخذناه خلال السنوات الماضية، متوقعا أن تشهد السياحة الثقافية انتعاشة قوية لمدة أربعة سنوات مقبلة بسبب توقفها خلال السنوات الماضية.

إلا أنه طرح عائق لازال يعرقل من تدفق السياحة الثقافية وهو الطيران، حيث أشار الخبير السياحى إلى أن الناس التى ترغب فى أن تأتى لمصر موجودة، ولكن لازال لدينا عائق وهو الطيران المباشر، والذى يعد أحد أهم التحديات التى تواجه السائح الراغب فى السياحة الثقافية.

وقال أنه مثلا ألمانيا أكثر دولة جلبت وفود سياحية خلال 2018، ولكن عندما تعرض على السائح أن يأتى إلى الأقصر يتردد كثيرا بسبب طول الرحلة، لأنه سيأخذ الطائرة من ألمانيا للقاهرة أربعة ساعات ونصف ثم يقضى ترانزيت فى المطار حوالى 4 ساعات ثم ساعة طيران إلى الأقصر، وبالتالى فإنه يستهلك 10 ساعات طيران حتى يصل إلى المقصد، هذا بخلاف الدول البعيدة مثل اليابان والصين وأمريكا والتى تعشق السياحة الثقافية،وهو ما يعني ضرورة تكاتف بين الوزارات المعنية لتوفير الطيران المباشر.

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق