صراع العروش على «هرمز».. ماذا تعرف عن أهمية المضيق عالميا؟
السبت، 15 يونيو 2019 12:00 م
يعتبر مضيق هرمز واحدا من أكبر المضايق العالمية من حيث الأهمية، خاصة القطاع النفطى، ويفصل ذلك الممر المائي بين إيران وسلطنة عمان، ويربط الخليج العربي بخليج عمان وبحر العرب، كما يبلغ عرض المضيق 33 كيلومترا عند أضيق جزء منه، لكن الممر الملاحي لا يتجاوز عرضه ثلاثة كيلومترات في كلا الاتجاهين.
وقد تسبب الهجوم على ناقلتي نقط يوم الخميس الماضى في إجلاء أكثر من 40 بحارا إلى الجنوب من مضيق هرمز وهو بوابة رئيسية لقطاع النفط العالمي، وله أهمية كبرى، حيث قالت شركة فورتيكسا للتحليلات النفطية إن نحو 5 إنتاج العالم من النفط يمر عبر المضيق أي نحو 17.4 مليون برميل يوميا في حين بلغ الاستهلاك نحو 100 مليون برميل يوميا عام 2018، كما يمر عبر المضيق معظم صادرات الخام من السعودية وإيران والإمارات العربية المتحدة والكويت والعراق، وجميعها دول أعضاء في منظمة البلدان المصدرة للبترول (أوبك)، كما يمر من المضيق أيضا كل إنتاج قطر تقريبا من الغاز الطبيعي المسال.
وللسياسة كلمتها أيضا على المضيق، فحين فرضت الولايات المتحدة عقوبات على إيران بهدف وقف صادراتها من النفط، هددت إيران بتعطيل شحنات النفط عبر مضيق هرمز إذا حاولت الولايات المتحدة خنق اقتصادها، فتوجه الأسطول الأمريكي الخامس المتمركز في البحرين مكلف بحماية السفن التجارية في المنطقة.
وهناك عدة وقائع هامة شهدها مضيق هرمز، تعكس أهميته السياسية والبحرية والاقتصادية عالميا، فحين سعى كل من العراق وإيران خلال حربهما بين عامي 1980 و1988 إلى عرقلة صادرات نفط البلد الآخر فيما عرف في ذلك الوقت بحرب الناقلات، وفي يوليو 1988، أسقطت البارجة الحربية الأمريكية فينسينس طائرة إيرانية مما أسفر عن مقتل 290 شخصا هم جميع من كانوا علىمتنها، فيما قالت طهران إنه هجوم متعمد فيما قالت واشنطن إنه حادث اعتقد فيه الطاقم أن الطائرة التجارية طائرة مقاتلة. وقالت الولايات المتحدة إن فينسينس كانت في المنطقة لحماية السفن المحايدة من هجمات البحرية الإيرانية.
ومن أهم الأحداث التى شهدها المضيق، في مطلع 2008، قالت الولايات المتحدة، إن الزوارق الإيرانية هددت سفنها الحربية بعدما اقتربت من 3 سفن تابعة للبحرية الأميركية في المضيق، وأيضا في يوليو 2010، تعرضت ناقلة النفط اليابانية إم ستار لهجوم في المضيق. وأعلنت جماعة متشددة تعرف باسم «كتائب عبد الله عزام»، التي لها صلة بالقاعدة، مسؤوليتها عن الهجوم، أما في يناير 2012، هددت إيران بإغلاق مضيق هرمز ردا على عقوبات أميركية وأوروبية استهدفت إيراداتها النفطية في محاولة لوقف برنامج طهران النووي.
وقد أطلقت سفن إيرانية طلقات صوب ناقلة ترفع علم سنغافورة في مايو 2015، وقالت طهران آنذاك إنها دمرت منصة نفطية إيرانية، مما دفع الناقلة للفرار، كما صادرت سفينة حاويات في المضيق، وفي يوليو 2018، لمح الرئيس الإيراني حسن روحاني إلى أن بلاده قد تعطل مرور النفط عبر مضيق هرمز ردا على دعوات أميركية لخفض صادرات إيران من الخام إلى الصفر، وفي مايو 2019 هوجمت 4 سفن بينها ناقلتا نفط سعوديتان قبالة ساحل الإمارات قرب الفجيرة خارج مضيق هرمز.