«الشعراوي».. «تريند» من قبره!
السبت، 15 يونيو 2019 09:00 صعنتر عبد اللطيف
حالة من العشق والوله وقع فيها البسطاء أسرى لحب الإمام الراحل الشيخ "محمد متولى الشعراوى"، والذى لقب بـ"إمام الدعاة"، إلا أنه خلال الأيام الماضية، جرى تداول العديد من آراء وتفسير الإمام الراحل وإعادة نشر مئات مقاطع الفيديو له ،وذلك بالتزامن مع ذكرى نكسة 5 يونيو 1967،ما جعل اسم "الشعراوى" يتصدر محرك البحث "جوجل" ويصبح " تريند" على الرغم من وفاته في 17 يونيو 1998، فى ظل حملة هجوم استهدفته عليه عبر مواقع التواصل الإجتماعي ، وإن كان الآلاف على السوشيال قد انتفضوا للدفاع عنه وعن مواقفه فهو الذى كان قد قدم قراءة متأنية للقرآن الكريم في خواطره الإيمانية، ليتعلق به مئات الآلاف من طبقات اجتماعية مختلفة، إلا أن البعض عاد للهجوم على بعض آرائه ومواقفه متخذين من تصريح الشيخ الرحل بإنه سجد شكرا لله عقب نكسة يونيو 67، دليلا على تواصل انتقادهم للشيخ الذى ما زال الناس يختلفوا حوله وحتى لحظة كتابة هذه السطور.
ربما استمرار إثارة "الشعراوي" للجدل رغم وفاته مرجعها عدم الاتفاق على بعض أرائه، وهو شىء حميد فمن الطبيعى ألا يتفق الجميع على آراء ومواقف شخصا ما ويختلفون معه، إلا أن البعض مازال يصيد فى الماء العكر لمجرد الهجوم على الإمام الراحل من قبيل بعض السلفيين الذين يختلفون مع الشيخ نظرا لميله إلى الصوفية، ورأيه فى الصلاة بالمساجد التى به أضرحة فالإمام الراحل لم يكن يرى حرجًا فى ذلك، فمن وجهة نظره أن من يصلى فى مسجد به ضريح، لا يصلى لصاحب الضريح، ولكنه يصلى من أجل الله وحده، إلا أن السلفيين يتمسكون بأن الصلاة فى ضريح نوع من الشرك.
أما عن الفيديو الذى يفسر فيه الشيخ "الشعراوي" لماذا سجد بعد هزيمة حرب 1967؟ فقد قال فيه الإمام الراحل «يوم نصر 6 أكتوبر كنت في السعودية وفي مكة المكرمة، وأنا في الجزائر حدثت نكسة 67.. لكن من العجيب أني استقبلتهما معا استقبالا واحدا.. هذا الاستقبال أنني انفعلت فسجدت حينما علمت بالنكسة، وحينما علمت بانتصارنا سجدت أيضا، ولكن هناك فارق بين دوافع السجدتين أما دوافع السجدة الأولي فقد نُقدت ممن حضرها وأولهم ولدي.. كيف تسجد لله وهذا علامة الشكر من نكسة أصابتنا؟".
وتابع«الشعراوي»:«قلت يا بني لن يتسع ظنك إلى ما بيني وبين ربي، لأنني فرحت أننا لم ننتصر، ونحن في أحضان الشيوعية، لأننا لو نصرنا ونحن في أحضان الشيوعية لأُصبنا بفتنة في ديننا فربنا نزهنا".
وتابع «الشعراوي»: «أما الثانية سجدت لأننا انتصرنا ونحن بعيد عن الشيوعية، وشيء آخر هو أنها استهلت بالله أكبر.. وكنت أعلم من يخطط لهذه الشعارات.. فلما بلغني أن الانتصار في شعار الله أكبر سجدت لله شكرًا أن جاء الانتصار ورد الاعتبار في طي هذه الكلمة، وكنا في شهر رمضان فذكرتني بأشياء كثيرة الله أكبر ونصرنا يوم بدر.. ويومئذ يفرح المؤمنون بنصر الله.. ولكن الذي ساءني ثالث يوم لأنني قرأت في "الأهرام" الناس اللي ما يرضيهاش إننا دخلنا بشعار الله أكبر قالوا إن هذا النصر حضاري وسيبوكم من الخرافات اللي بتقولوها دي".
وأشار «الشعراوي» إلى أن لديه صديق اسمه إسحق سيد عزوز قال له أنا أخشى من آثار هذه الكلمة "نصر حضاري" ونرد فضل الله علينا بالله أكبر فجاء فتح الانتصار.. ووالله لو أنهم ثبتوا عليها ولم يردوا فضل الله في شعاره الله أكبر لما انتهينا إلا إلى تل أبيب".
«محمد عبدالرحيم الشعراوي»، حفيد الشيخ محمد متولى الشعراوي، كان قد علق على هجوم البعض وانتقادهم للشيخ "الشعراوي"على تصريح سجوده لله شكرًا عقب هزيمة نكسة 67، قائلًا:«جدي كان بيسجد في السراء والضراء»، مضيفا فى تصريحات له :«الفنانة شادية جات بعد اعتزالها الفن الناس كلها قالولها كل فلوسك حرام، راحت لجدي قالها مش حرام، اصرفي من الأموال ما يوفر حياة كريمة وبعد كده تصدقي بالباقي»، ولافتا إلى أن جده كان طيب اللسان، وكان لا يسعى للمناصب أبدًا.
من ضمن الهجوم الذى طال الشيخ "الشعراى"، ما نسبه بعض رواد مواقع التواصل الاجتماعي، إليه من مهاجمته للمسحيين، إلا أن مواقف الإمام الراحل وتأكيده فى لقاء شهير جمعة بالأنبا شنودة الراحل والذى قال فيه الشيخ الشعراوي أنه يعتبر مقابلته للبابا شنودة "منحة من الله له في محنته"، يأتى بمثابة أكبر رد على تقدير وحب الشيخ للأقباط شركاء الوطن.
دائما ما كان بعض السلفيين يرون فى بعض آراء الشيخ " الشعراوي" شطحات من قبيل ما روى عن الشيخ "الشعراوى" وهى القصة التى دائما ما تتداولها منصات التواصل وتقول :"في يوم من اﻷيام كان هناك مؤتمر قمة إسلامي برئاسة أحد المشايخ وعلماء الدين وتم دعوة الشيخ الشعراوي لحضور المؤتمر وكانت مدته أسبوع تقريبا فوافق الشيخ الشعراوى وأعد نفسه وتهيأ لحضور المؤتمر.
وإذا بأول جلسات المؤتمر ورأي الشيخ "الشعراوي" أن رئيس المؤتمر رأى في نفسه مالا قد يكون موصوفا به فعلا ،فقد رآه يتمتع بنوع من الغرور بالعلم وزيادة المعرفة فصعد اﻹمام "الشعراوي" إلى المنصة وقال سوف أطرح عليكم سؤالا وأريد منكم أجابتة ؟السؤال: أين ذهب ماء غسل رسول الله؟، بمعنى الماء الذي غسل به الرسول صلى الله عليه وسلم عند وفاته ولكن حين طرح السؤال فلم يجب أحد الكل صامت، الكل لا يتحدث ،فقال رئيس المؤتمر للشيخ "الشعراوى":" أعطنا فرصة لنجاوبك في جلسة الغد إن شاء الله"، وذهب رئيس المؤتمر إلى بيته لم يفعل شيئا سوى أن دخل على مكتبته الخاصة يبحث ويقرأ ويفتش عن إجابه ذلك السؤال الذي صمت أمامه الجميع إستغرق رئيس المؤتمر وقتا طويلا في البحث حتى تم إنهاكه من التعب والمجهود ولم يلقى شيئا حتى إستغرقه النوم على كتاب كان يقرأه وبينما هو نائم وإذا برسول الله صلى الله عليه وسلم يأتيه فى رؤيه وكان بجانبه رجل يحمل قنديلا ،فذهب رئيس المؤتمر مسرعا إلى رسول الله وقال له يا رسول الله أين ذهب ماء غسلك؟
فأشار رسول الله إلى حامل القنديل بجانبه ،فرد حامل القنديل وقال : ماء غسل الرسول تبخر وصعد إلى السماء وسقط على هيئة أمطار وكل قطرة بني مكانها مسجد،بمعنى أن كل قطرة من ماء غسل الرسول بني بها مسجد بإعتبار ما كان وإعتبار ما سوف يكون، إستيقظ الرجل من نومه في غاية السعادة لأنه عرف الإجابة التي سوف تبيض وجهه في مؤتمر الغد وفي اليوم التالي ذهب إلى المؤتمر وانتظر إلى أن يسأل الشيخ "الشعراوي" عن إجابة السؤال ولكنه لم يسأل؟
وفي نهاية المؤتمر لليوم الثاني قام رئيس المؤتمر وقال للإمام لقد سألت سؤالا بالأمس فهل تود أن تعرف الإجابة فرد "الشعراوى" : وهل عرفت إجابته قال: نعم ،قال "الشعراوى": فأين ذهب ماء غسل الرسول إذا ؟
قال رئيس المؤتمر: ماء غسل الرسول تبخر وصعد إلى السماء ونزل على هيئة أمطار وكل قطرة بني مكانها مسجد، قال له الشيخ الشعراوي : وكيف عرفت الإجابة؟؟ قال رئيس المؤتمر: جاءني رسول الله صلى الله عليه وسلم فى رؤية ، فقال "الشعراوى": بل أجابك حامل القنديل فذهل الرجل واندهش ورد قائلا للإمام : كيف عرفت ذلك؟ فقال الشعراوى :" فأنا حامل القنديل"!