بعد تراجع قطر عن دعمها.. هل تعيد تركيا حساباتها في التعامل مع السعودية؟
الجمعة، 14 يونيو 2019 03:00 م
على طريقة «لف وارجع تاني»؛ يبدو أن تركيا بدأت في إعادة حساباتها تجاه علاقتها مع المملكة العربية السعودية وإساءات الرئيس التركي رجب طيب أردوغان ونظامه المستمرة في حق قادة المملكة ومحاولة استغلال حادث مقتل الإعلامي والمواطن السعودي، جمال خاشقجي لتشويه صورة السعودية أمام المجتمع الدولي أو لابتزازها، ذلك الأمر الذي فشلت فيه بشكل واضح.
وزير الخارجية التركي، مولود تشاووش أوغلو صرّح بأن العلاقات الثنائية بين بلاده والسعودية جيدة ولا يوجد بها أي مشاكل، مؤكدًا على أن تركيا تفصل بين حادث «خاشقجي» وعلاقاتها مع الرياض.
اقرأ أيضًا: بالاستثمار والسياحة.. السعوديون يؤدبون «أردوغان»
أيضًا لفت «أوغلو» خلال استضافته لمحرري الوكالة التركية الرسمية (الأناضول) اليوم الجمعة إلى أن «أردوغان» بادر بمهاتفة العاهل السعودي، الملك سلمان بن عبدالعزيز في عيد الفطر المبارك ما يعكس عدم وجود أي مشاكل من جانب بلاده في العلاقات التركية السعودية، على حد تعبيره.
وتأتي التصريحات التركية الرسمية اليوم لتعكس محاولة دبلوماسية هادئة لإعادة العلاقات مع المملكة العربية السعودية إلى سابق عهدها قبل أن تبدأ السعودية في أخذ الحيطة والحذر من السياسات والممارسات التركية في حقها وحق مواطنيها ممن يتوجهون إلى تركيا سواء للاستثمار أو السياحة.
اقرأ أيضًا: تركيا تعتقل الخليجيين.. سعوديون وإماراتيون يحذرون من السياحة لدى السلطان العثماني
ولعل الشهور الماضية شهدت الكثير من التراجع السعودي عن ضخّ الأموال بتركيا وأيضًا الحملات الشعبية التي نادت بعدم الذهاب إلى تركيا لقضاء الأجازات والعطلات بعد ما تعرض له عدد من السائحين الخليجيين من معاملة سيئة في تركيا، واستمرار «أردوغان» ونظامه في إطلاق التصريحات العدائية تجاه المملكة وقادتها.
اقرأ أيضًا: الانهيار الاقتصادي «المزودج».. هل يدفع بقطر إلى التخلي عن أردوغان ؟!
كما حملت الأيام الماضية مخاوف تركية عكستها بعض من الصحف عن تراجع تنظيم الحمدين (حكومة قطر) عن وعوده بدعم ومساندة الاقتصاد التركي الذي يشهد تراجعًا وانهيارًا منذ العام الماضي (2018) غير مسبوق. إضافة إلى تصاعد الأزمة مع إيران سواء من قبل الولايات المتحدة الأمريكية أو دول الجوار لها ولاسيما من دول الخليج، ما من شأنه التأثير على الاقتصاد الإيراني إلى حد كبير. بالتالي ربما قررت تركيا في إعادة حساباتها تجاه علاقاتها من السعودية وغيرها من الدول التي عملت على عدائها وتحديها خلال السنوات الأخيرة الماضية طامحة في تحقيق حلم الخلافة العثمانية بمساندة حلفاءها قطر وإيران وعناصر جماعة الإخوان الإرهابية التي تعمل على خدمة التوجهات ذاتها.