رحلة في حكايات «الماشطة» لتزيين العرائس قبل ظهور الـ «مايك آب أرتست»

الإثنين، 10 يونيو 2019 06:00 ص
رحلة في حكايات «الماشطة» لتزيين العرائس قبل ظهور الـ «مايك آب أرتست»
إسراء بدر

يوم السيدات والذى يبدأ مع خروج الرجال إلى عملهم وتتجمع سيدات المنطقة فى منزل أحدهن بعدما يخرجوا أطفالهن للعب فى الشارع ومن هنا تبدأ رائحة السكر والليمون تفوح أركان المنطقة الشعبية فهى ليست حلوى عادية مثل ما يتناولها الأطفال بل هى الحلوى التى تدخل الفرحة فى قلب السيدات وهى حلوى إزالة الشعر والتى تعد بدقة من قبل إحدى السيدات المحترفات وتخرج لهن بالصاج المملوء بالحلوى لتبدأ الحفل على أنغام الأغانى والضحكات والنكات الإباحية وهن يزيلن شعر جسدهن فى ساعات بهجة ينتظرها السيدات كل شهر تقريبا.

482590_459207897492810_1329186973_n

هكذا كان يوم السيدات وحفلتهن البسيطة فى المناطق الريفية والشعبية قديما ومن هنا ظهرت مهنة الماشطة والتى كانت تعد الحلوى للسيدات الميسورات الحال واللاتى لم يعلمن كيفية تحضيرها واستخدامها ربما عن عدم علم أو كسل منهن وطلبهن الراحة فى كل شئ فكانت السيدات الميسورات يأتين بالماشطة لتعد لهن الحلوى وتبدأ فى إزالة شعورهن وما أن تنتهى من تزيينهن إلا وتأخذ مقابل عملها وتخرج لتحث عن منزل آخر به سيدات يريدن التزيين.

وكان دور الماشطة يظهر بقوة فى الأفراح حيث كانت تتسلم العروسة وتبدأ فى تنظيفها وإزالة شعر جسدها بالحلوى واستحمامها وفى يوم العرس تأتى لتمشط شعرها وتزينها مستخدمة فى ذلك أدوات تجميل بدائية وتظل فى خدمة العروسة طوال ليلة الزفاف وتأخذ أجرها فى النهاية.

وتعتبر الماشطة من المهن المخصصة للسيدات التى انقرضت ولم يعلم عنها أحد من أبناء الجيل الحالى سوى بما يشاهدونه فى الأفلام العربية القديمة أو ما يقرأونه من روايات وقصص تحكى عن أيام الزمن الجميل ليحل محلها صالونات التجميل بمستحضرات متطورة عما كانت تستخدمها الماشطة ومع الوقت تحول الأمر إلى "ميكاب ارتيست" هى التى تزين العروسة ليلة زفافها رغم تكلفتها المبالغ فيها ليتحول الأمر إلى تقاليع من وجهة نظر الشباب الذين لم يكونوا على دراية كاملة بما تستخدمه السيدات.

d3c8228e947e787f3265f12376a55353

وذلك على الرغم من وجود صالونات التجميل العادية إلا أن المغالاة والتباهى فى التحضير للزفاف جعل العرائس تقف طابورا أمام الـ "ميكاب ارتيست" لتحجز دورها فى التزيين ليلة العرس لتتحول مهنة الـ "ميكاب ارتيست" مهنة من لا مهنة لها، فأغلب السيدات اللاتى عملن بصالونات التجميل حصلوا على حصص تدريب على وضع مستحضرات التجميل أو شاهدن مجموعة من الفيديوهات لتعليم وضع المكياج لتطلق كل منهن على نفسها "ميكاب ارتيست" وعلى الرغم من أنه لا فرق بين ما كانت السيدات تفعله مع العروسة فى صالونات التجميل وما يفعلاه مع الـ "ميكاب ارتيست" إلا أن مجرد حصولهن على هذا اللقب يأتى لهن الكثير من العرائس والسيدات الراغبات فى التزيين.

وهو ما يؤكد أن الأمر ليس له علاقة بمستحضرات التجميل المستخدمة بقدر علاقته بالتقاليع والتباهى لتقول العروس لأصدقاءها وتكتب على حساباتها الخاصة على مواقع التواصل الاجتماعى "ميكاب ارتيست فولانة" مرفقة بصورة زفافها لتخبر الجميع بتوجهها إلى مختصة فى التجميل لتزيينها ليلة زفافها، ولكن الأمر يقع على عاتق الزوج الذى يتحمل نفقات الزفاف والـ "ميكاب أرتيست" التى تتقاضى آلاف الجنيهات لتضع لمساتها فى وجه العروسة ليلة الزفاف وهو ما تحول إلى عبء إضافى على الزوج لا يستطيع الهروب منه لتمسك الزوجات به ولكن فى النهاية إذا نظرت الفتايات والسيدات إلى أصل الـ "ميكاب اتيست" فتجدها الماشطة التى اختفت من عصرنا مع محاولاتنا لتقليد الغرب.

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق