مشاركة اليابان وقطر تثيران التساؤلات فى البطولة المُزعجة للمصريين.."كوبا أمريكا" تأتيكم فجرا

تشغل بطولة "كوبا أمريكا" لكرة القدم العالم، شرقه وغربه وشماله وجنوبه، على اعتبار أن هذه القارة هى منجم الذهب فى مولد وظهور المواهب وملوك المهارات الكروية، ومخزن الإبداعات الفطرية فى المهارات العقلية والحركية للساحرة المستديرة، ولِما لا.. وهى التى خرج من شوارعها وحواريها وأنديتها، أسطورة كرة القدم على مر العصور"بيليه"، ومعجزة العالم القصير المكير مارادونا، والساحر والبرغوث ميسّى وغيرهم.

ولكن هذه المرّة لن تشغل بطولة أمريكا الجنوبية لكرة القدم، العالم نتيجة لمتابعة فنون وسحر وقوة ومهارات وعُنف الساحرة المستديرة فقط، فى الفترة من 14 يونيو إلى 7 يوليو، على 6 ملاعب فى 5 مُدن برازيلية، بل سيُضاف إلى كل ذلك سبب جديد، وهو مشاركة منتخبين لا علاقة لهما بقارة أمريكا الجنوبية، وهما اليابان وقطر، اللذان تقع دولهما فى قارة آسيا، فما هى أسباب ذلك ولماذا لم يتم اختيار غيرهما للمشاركة فى هذه البطولة؟

منتخب البرازيل يفقد بريقه

أقدم البطولات القارية

تُعدّ بطولة "كوبا أميركا" لكرة القدم، صاحبة المرتبة الثالثة من حيث أهمية البطولات العالمية، بعد كأس العالم وكأس الأمم الأوروبية، ويتم تصنيفها ضمن قمة البطولات على مستوى العالم، نتيجة لِما تضمه من منتخبات كبيرة، وذات ثِقل في عالم وموازين كرة القدم، فيكفي فى هذا المجال، أنها تضم منتخب البرازيل، المتوج بكأس العالم 5 مرات، والأرجنتين صاحبة الـ5 ألقاب قارية، وأوروجواي الحائزة على أول كأس عالم في تاريخ كرة القدم، و"كوبا أميركا"، هي كأس أمريكا الجنوبية، التي تقام بين أعضاء الاتحاد الأمريكي الجنوبي، والتي تُعد أقدم بطولة قارية فى العالم، حيث بدأت نشاطها في عام 1916، في الأرجنتين، التي كانت تحتفل وقتها بالذكرى المئوية على استقلالها، وكانت البطولة، تقام في بدياتها كل عام، وأحيانا كل عامين، ثم أصبحت تقام كل 4 أعوام في آخر 14 عام، وكانت البطولة تسمى بكأس أمريكا الجنوبية، حتى عام 1967، وبعد ذلك تحول الإسم إلى "كوبا أميركا"، بداية من نسخة 1975 والتي فازت بها بيرو، وتجرى البطولة بين الدول الأعضاء في اتحاد أمريكا الجنوبية، وعددهم 10 وهم: الأرجنتين، والبرازيل، وبوليفيا، وتشيلي، وكولومبيا، والإكوادور، والباراجواي، وبيرو، والأورجواي، وفنزويلا، غير أنه يتم دعوة منتخبين آخرين، ليصل العدد إلى 12 فريقاً، وجرت العادة أن يتم توجيه الدعوات لمنتخبات من أمريكا الوسطى والشمالية، ولكن هذه الدورة، تم توجيه الدعوة لمشاركة اليابان وقطر فى البطولة التى ستُقام فى البرازيل.

منتخب البرازيل مازال يطمع فى البطولة 

لماذا مشاركة اليابان وقطر

المُتابع العادى، وكذلك الخبراء والمحللون الرياضيون لكرة القدم لايستسيغوا أن يشارك فريق لكرة القدم فى بطولة قارة أخرى لاتتبع دولته، غير أن الذى يحدث فى "كوبا أمريكا" هو أمر قد اعتاده من يتابعون الساحرة المستديرة، فى هذه القارة "مستودع" و"مخزون" المواهب الكروية، وقد جرى العُرف على أن يتم استضافة فريقين، من خارج القارة الجنوبية، حتى يكتمل العدد 12 فريقاً، وكان يتم توجيه الدعوة إلى فرق أمريكا الوسطى والشمالية، أو دول البحر الكاريبى وأمريكا الشمالية، وفى العادة، كانت تشارك المكسيك والولايات المتحدة الأمريكية، أمّا هذه الدورة، فقد تم توجيه الدعوة لدول عديدة، غير أنها رفضت المشاركة، لانشغالها بالبطولات القارية فى أوربا وأفريقيا، وقبلت بالمشاركة اليابان وقطر، لعدم ارتباطهما ببطولات ومشاركات قارية أو دولية، كما أن اتحاد أمريكا الجنوبية لكرة القدم"كونميبول"، قد ساق مبرراته للاستعانة بفرق ومنتخبات من خارج القارة، فقال: إن الدول التى تمثل اتحاد أمريكا الجنوبية هى 10 فِرق فقط، ولا تكفي لتكوين بطولة، إضافة إلى أن بطولة "الكأس الذهبية"، لفرق أمريكا الشمالية والوسطى.

منتخب أورجواى

ستقام في نفس توقيت بطولة "كوبا أمريكا"، وهو ما يعني عدم استطاعة دول مثل،  المكسيك وكوستاريكا والولايات المتحدة، المشاركة في بطولة البرازيل، ومع عدم قدرة المكسيك ودول أمريكا الوسطى الأخرى، على المشاركة، فى هذه البطولة، قرر"كونميبول" الاستعانة بالمنتخبين اليابانى والقطرى، وهما المنتخبان اللذين لن يخوضا أى بطولة الصيف المقبل، وتقام "كوبا أمريكا" فى الفترة من 14 يونيو إلى 7 يوليو 2019، وهى مواعيد تتواكب مع أو تقترب من انشغال المنتخبات الأوروبية بدوري الأمم، والمنتخبات الأفريقية بكأس الأمم، كما سبق لليابان المشاركة مرة واحدة في "كوبا أمريكا"نسخة 1999، وحققت وقتها نقطة واحدة فقط في المجموعة، وخرجت من الدور الأول،  فيما ستصبح قطر أول دولة عربية، تشارك في البطولة القارية، ولم يسبق لاتحاد أمريكا الجنوبية "كونميبول" توجيه الدعوة لأى دولة عربية، وتم تقسيم فرق البطولة الـ12 على 3 مجموعات، تضم كل منها 4 منتخبات، على أن تتأهل 8 منتخبات إلى الدور ربع النهائي، بالإضافة إلى منتخبين من أصحاب المركز الثالث، ووقع المنتخب القطرى فى المجموعة الثانية مع الأرجنتين، بجانب كولومبيا وباراجواى، وتسمى هذه المجموعة بمجموعة الموت، بينما حل منتخب اليابان في المجموعة الثالثة مع الإكوادور وتشيلي وأوروجواى، وضمت المجموعة الأولى، البرازيل و بوليفيا و فنزويلا و وبيرو، وعلى الرغم من أن التحليلات تقول أن اختيار منتخب قطر جاء نتيجة فوزه ببطولة آسيا لكرة القدم، إلى جانب تنظيم قطر لكأس العالم 2022، إلاّ أن هناك أسباب أخرى غير ذلك، وهى سيطرة قنوات بى إن سبورت، على بث جميع البطولات القارية والعالمية، من كأس العالم إلى بطولات آسيا وأفريقا وأوربا، وعدد من الدوريات الأوربية والإفريقية والآسيوية لكرة القدم.