أنت تسأل والإفتاء تجيب.. هل يجوز الصيام بنيتى القضاء والستة من شوال؟
الخميس، 06 يونيو 2019 11:00 م
أكدت دار الإفتاء المصرية، أنه يجوز شرعًا أن يصوم المسلم أيام القضاء بنيتين: نية القضاء ونية صيام الستة من شوال، مؤكدة أن الأكمل والأفضل صوم القضاء أولًا ثم الست من شوال، أو العكس.
وأوضحت دار الإفتاء المصرية تفصيل ذلك عبر صفحتها الرسمية على موقع التواصل الاجتماعى فيس بوك قائلة: «عن أَبِي أَيُّوبَ الأَنْصَارِيِّ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآله وسَلَّمَ قَالَ: (مَنْ صَامَ رَمَضَانَ ثُمَّ أَتْبَعَهُ سِتًّا مِنْ شَوَّالٍ كَانَ كَصِيَامِ الدَّهْرِ) أخرجه مسلم في «صحيحه»، فيسن للمسلم صيام ست أيام من شوال بعد رمضان تحصيلًا لهذا الأجر العظيم».
وتابعت دار الإفتاء: «أما عن الجمع بين نية صوم هذه الأيام الستة أو بعضها مع أيام القضاء في شهر شوال، فيجوز للمسلم أن ينوي نية صوم النافلة مع نية صوم الفرض، فيحصل المسلم بذلك على الأجرين، وقال الحافظ السيوطي رحمه الله تعالى في «الأشباه والنظائر» (ص: 22) عند حديثه عن التشريك في النية: [صَامَ فِي يَوْمِ عَرَفَة مَثَلًا قَضَاء أَوْ نَذْرًا، أَوْ كَفَّارَة، وَنَوَى مَعَهُ الصَّوْم عَنْ عَرَفَة؛ فَأَفْتَى الْبَارِزِيُّ بِالصِّحَّةِ، وَالْحُصُولِ عَنْهُمَا، قَالَ: وَكَذَا إنْ أَطْلَقَ، فَأَلْحَقَهُ بِمَسْأَلَةِ التَّحِيَّةِ] اهـ. والمقصود بمسألة التحية ركعتي تحية المسجد؛ حيث قال شيخ الإسلام زكريا الأنصاري رحمه الله تعالى في "فتح الوهاب بشرح منهج الطلاب" (1/ 67): [وتحصل بركعتين -فأكثر-] اهـ. أي: يحصل فضلها ولو كان ذلك فرضًا أو نفلًا آخر، سواء أنويت معه أم لا؛ لخبر الشيخين: «إذا دخل أحدُكم المسجدَ فلا يجلس حتى يصلي ركعتين»، ولأن المقصود وجود صلاة قبل الجلوس، وقد وُجِدَت.
وأكدت دار الإفتاء المصرية، أن العلماء استدلوا بذلك على جواز اندراج صوم النفل تحت صوم الفرض، وليس العكس، أي لا يجوز أن تندرج نية الفرض تحت نية النفل. وبناء عليه: فيجوز للمرأة المسلمة أن تقضي ما فاتها من صوم رمضان في شهر شوال، وتكتفي به عن صيام الست من شوال، ويحصل لها ثوابها؛ لكون هذا الصيام قد وقع في شهر شوال.
واختتمت دار الإفتاء المصرية بالتأكيد على أن الأكمل والأفضل أن يصوم المسلم أو المسلمة القضاء أولًا، ثم الست من شوال، أو الست من شوال أولًا، ثم القضاء؛ لأن حصول الثواب بالجمع لا يعني حصول كامل الثواب، وإنما يعني حصول أصل ثواب السنة بالإضافة إلى ثواب الفريضة، وهو ما عبَّر عنه الإمام الرملي في قوله كما في "نهاية المحتاج إلى شرح المنهاج" (3/ 209): [وَلَوْ صَامَ فِي شَوَّالٍ قَضَاءً أَوْ نَذْرًا أَوْ غَيْرَهُمَا أَوْ فِي نَحْوِ يَوْمِ عَاشُورَاءَ حَصَلَ لَهُ ثَوَابُ تَطَوُّعِهَا كَمَا أَفْتَى بِهِ الْوَالِدُ رَحِمَهُ اللهُ تَعَالَى تَبَعًا لِلْبَارِزِيِّ وَالْأَصْفُونِيِّ وَالنَّاشِرِيِّ وَالْفَقِيهِ عَلِيِّ بْنِ صَالِحٍ الْحَضْرَمِيِّ وَغَيْرِهِمْ، لَكِنْ لَا يَحْصُلُ لَهُ الثَّوَابُ الْكَامِلُ الْمُرَتَّبُ عَلَى الْمَطْلُوبِ] اهـ. أي: المطلوب في الأمر النبوي بإتباع رمضان بستة من شوال.
كانت مصادر قد كشفت تفاصيل مشروع دار الإفتاء لتفكيك الأفكار المتطرفة، الذي يتضمن أربعة مستويات، الأول: مشروع المطويات، المستوى الثاني:
مشروع الأبحاث العلمية المعمقة، المستوى الثالث: نقد كتابات وأدبيات ومرجعيات الجماعات المتطرفة المستوى الرابع: وحدة الرسوم المتحركة.
تفاصيل المستوى الأول من ذلك المشروع وهو «المطويات»، حيث أكد الدكتور إبراهيم نجم مستشار مفتي الجمهورية، في تصريحات صحفية، أن الرؤية العامة لهذا المستوى يهدف لمعالجة أمراض الشخصية التي انحرفت عن الدين والمجتمع والأمة واعتنقت الفكر الباطل وسلكت طريق الشر، حيث يتم من خلال التركيز ثلاث جوانب في كل مطوية: أولها جانب شرعي وفكري وعلمي، ثانيا جانب نفسي، ثالثا جانب اجتماعي.
وسيتم العمل على احتواء المطويات على هذه العناصر الثلاث بطرق مباشرة وطرق غير مباشرة ويتم من خلال هذه المحاور تحليل وتفكيك الفكر المتطرف المتشدد بكل محاوره وبيان البطلان الشرعي والواقعى لمقولاته وأفكاره وإثبات أنها ضد معاني ومقاصد الوحي الإلهي، وإحلال المفهوم الصحيح لهذه القضايا من الوجهة الشرعية الصحيحة، بما يمثل عملية إصلاح وإعادة تأهيل للشخصية المنحرفة ويمثل صيانة ووقاية للمسلم من الوقوع فى هذا الفكر.
المحور الأول: الجانب العلمى الشرعي: يتم من خلاله تصحيح المفاهيم التى تعتقدها الشخصية المنحرفة «كفكرة التكفير أو تحكيم الشريعة أو مفهوم الجهاد»، وبيان المفهوم الشرعى الصحيح من خلال بيان بطلان المفهوم الخاطئ وغرس المفهوم الشرعى الصحيح من خلال آيات القرآن الكريم، وسنة النبي (ص)، وإجماع علماء الأمة، وذلك بأسلوب علمى سهل وميسر مبسط يجمع بين التأصيل الشرعى وبين مس الجانب الإنسانى الأخلاقى الذى يدعو إلى النزوع إلى فعل الخير وإعمار الأرض فى الإنسان المسلم، وإحياء معانى الرحمة والسماحة والخير التى جاء بها ديننا الحنيف، ونفى كل معنى للشر والفساد، مع تجنب أسلوب الوعظ المباشر، والغرض من هذا المحور بيان النقد الشرعى للمعنى الفاسد المنحرف الذى تبنته هذا الجماعات، والتأكيد على المعنى الشرعى الصحيح بأسلوب علمى عقلانى ميسر.
المحور الثاني: الجانب النفسي: الشخصية ذات الأفكار المنحرفة تتسم بعدة سمات وملامح تجعلها تصر على تبنى المفاهيم الباطلة بطريقة أقرب إلى العناد منها إلى رؤية عقلية أو علمية، وهى تسلك سبل الشر والفساد وتحاول أن تجعل ذلك مصبوغًا بصبغة شرعية ليقنع نفسه أنه يعمل من أجل الله وفى سبيل الله، وبيان الفكرة الصحيحة بالدليل ليس كاف وحده فى انتزاع هذا الفكر من عقول الشباب الذين انحرفوا، فنحتاج بعد ذلك إلى خطوة أخرى وهى التمهيد النفسى لتقبل هذا الحكم الصحيح واعتقاده والعمل من خلاله، وذلك عن طريق بيان سمات العقل المسلم الواعى أو سمات الشخصية المسلمة التى تقبل الحق ولا تعاند وتستجيب لما يحقق مرضاة الله وإن خالف توجهات الجماعة أو القيادة.
وكذلك الاهتمام ببيان أنه لا يوجد خصومة بينه وبين أمته تمنعه من قبول الحق وأن رجوعه إلى الصواب وتخليه عن الباطل هو الذى يقربه إلى الله تعالى، وليس التعصب لرأى أو فكر وأن الدين أمره قائم على اليسر لا على التشدد، وبيان خطورة التمحور حول الأشخاص والأحزاب والجماعات والأفكار فى حين أن الحق هو أن الشخصية المسلمة السوية تتمحور وتدور مع مقاصد الدين وتبتغى رضا الله تعالى لا رضا القادة والأشخاص، حيث يتحول الفرد إلى ألعوبة فى أيدى القيادات المجرمة، مع الإشارة الضمنية الغير مباشرة إلى أنه لا فائدة ترجى على المستوى الشخصى والأسرى من ضياع العمر وبذل المجهود فيما هو باطل من الأفكار والأعمال وأنه بذلك لم يحقق فائدة دينية أو دنيوية وأن النافع له ولأمته هو الدعوة بالحسنى فهى التى تقربه من الله والمجال مفتوح له فى ذلك.
المحور الثالث: الجانب الاجتماعي: يتم من خلاله رصد الأمراض الاجتماعية التى انتشرت بين الناس جراء هذه الأفكار المتطرفة، والتى حادت بمعتنقيها عن معانى الرحمة والسلام والرفق والسماحة التى دعا إليها الإسلام الحنيف، مع معالجة الخلل الاجتماعى الذى أصاب البلاد والعباد من جراء هذه الأفكار المنحرفة، التى تعتقد أن الدين هو الجماعة وأن الجماعة هى الدين، مع إظهار مفهوم أن المفهوم الصحيح لجماعة المسلمين الحقة هو السواد الأعظم للأمة الإسلامية، وعلى هذا الأساس فإن الانتماء إلى الجماعات والفرق التى بينت هذا الفكر قد عمل على تفريق الأمة إلى شيع وأحزاب نهانا الله عنها وحذرنا منها، فيجب على المسلم أن ينتمى لأمته فقط لا إلى لجماعة ولا إلى تنظيم، مع بيان خيرية الأمة بعامة الثابتة بنص قرآنى قطعى وأن الذى يشذ عن مجموع الأمة إنما يشذ فى النار.
من خلال هذه المحاور الثلاثة تدور أفكار كل مطوية من المطويات، مع التأكيد المعنى الصحيح ونفى المعنى الباطل، وسوف يكون ذلك من خلال محاور رئيسية يندرج تحتها عدة عناوين فرعية تعالج قضية الفكر المنحرف وتعمل على تأكيد المفهوم الشرعى الصحيح وتنفى المفهوم الباطل وتخاطب القلب وتفتح طريق التوبة للجميع، والمحاور الرئيسية هي: 1- تفكيك فكر التكفير. 2- قضايا الجهاد. 3- قضايا الانتماء الوطنى. 4- قضايا الخلافة. 5- قضايا التمكين. 6- قضايا الحاكمية وتطبيق الشريعة. 7- قضايا فكر الخوارج وصفاتهم. 8- قضايا مقاصد الشريعة والعمل الإسلامى.