فقط في تركيا.. الأطفال يقضون العيد خلف الأسوار

الخميس، 06 يونيو 2019 02:00 ص
فقط في تركيا.. الأطفال يقضون العيد خلف الأسوار

يقضي أحفاد رجب إردوغان وأبناء قيادات الجيش والشرطة ونواب حزب العدالة التنمية احتفالات عيد الفطر فى بيوتهم وبين ذويهم، أو على شواطئ البسفور، بينما يقبع في السجون 743 طفلا مع أمهاتهم، خلف القضبان، لا يعرفون شيئا عن لهو الأطفال والحلوى وملابس العيد الجديدة.
 
نائب حزب الشعوب الديمقراطي، عمر فاروق أوغلو، تطرق إلى معاناة هؤلاء الأطفال، وبعث بمعلومات عن الأمهات السجينات وأطفالهن إلى الصحافية جولجان ديريلي، التي تعمل في صحيفة "يني ياشام". 
 
وصل عدد الأطفال والرضع الذين يستقبلون العيد في السجون، وفقًا للأرقام الرسمية التي أعلنت في نوفمبر 2018، إلى 743 طفلًا، إلا أن هذا العدد ارتفع في الأشهر الستة الأخيرة، في ظل استمرار عمليات الاعتقال والقبض العشوائى، ضد كل من يشتبه في انتمائه للمعارضة، لاسيما حركة الخدمة، التى يرأسها الداعية فتح الله جولن. 
 
الأطفال السجناء مع أمهاتهم مضطرون إلى استقبال العيد فى الزنازين، علاوة على ذلك، يتم حرمانهم من حقوق الطفل الطبيعية، والرعاية الصحية والغذائية المناسبة. السجينة إسرا إيشيك لم تتمكن من الحصول على حفاضات لطفلتها البالغة من العمر عام ونصف العام، والتي بقيت معها في سجن باليق أسير، لمدة أسبوع. 
 
النائب أوغلو كشف عن تفاصيل حرمان السجينة من الحصول على الحفاضات لابنتها، في حديث مع جريدة "يني ياشام"، وقال: "لم يتم إعطاء إسرا إيشيك المحبوسة في سجن باليق أسير والتي تبقى معها طفلتها البالغة من العمر عام ونصف حفاضات لمدة أسبوع".
 
وأضاف: "في نهاية الأسبوع تم إعطاء السجينة 14 حفاضة فقط لطفلتها، لكنها لم تكن مناسبة لمقاسها، ولم تشعر الطفلة بالراحة، وعَبرت عن هذا الوضع للمسؤولين".
 
السجينة أكدت أن الحصول على الحفاضات ليس هبة من أحد "ثمن هذه الحفاضات تدفعه الدولة"، غير أن المسؤولين طالبوها بتقديم عريضة لنيل طلباتها، وبالرغم من تقديمها العريضة لم تتمكن من الحصول على ما تريد، مضيفة "لم يتم إعطائنا مناديل مبللة لتنظيف الطفلة، ولم يتم توفير الأطعمة مثل النشا والسميد لإعداد طعام لها".
 
أطفال المعتقلات يجبرون على تناول الطعام كبار السن، الذي يحتوي على زيوت وبهارات، ما يهدد حياتهم صحيًا، وفق النائب عمر أوغلو، الذي بعث برسالة تحذير وتنبيه إلى المجتمع التركي جاء فيها: "انظروا... فكروا في أطفالكم، ستجدون صعوبة في العثور على أطعمة مناسبة لهم، إنهم يأكلون زيوت وبهارات مثل كبار السن، ليس هناك شئ يقال، إذا لم تحكموا ضميركم في هذا…  ليس أنا فقط من يجب أن يعترض على ذلك، ولكن أيضا الرأي العام كله، هؤلاء الأطفال ليس لهم ذنب، تتم معاقبة هؤلاء الأطفال بتهم تتعلق بأبائهم وأمهاتهم".
 
وشدد النائب على أن "السجون ليست أماكن مناسبة للأطفال والرضع، فليس هناك مساحات للعب لهم أو الترفيه، فهم بحاجة إلى مساحات لضمان سلامة النمو البدني والعقلي لهم، لكن ظروف السجن تؤثر عليهم سلبًا". 
 
معتقلة أخرى تدعى لبت أينور جازي أوغلو، في سجن تكير داغ، حرمت من الحصول على طعام لطفلها، وقدم المسؤولون كميات من الطعام لا تناسب عمر الطفل، وأجابها الموظف: "لا تزعجيني"، ما أدى إلى حدوث مناوشات بينهما.
 
نتيجة لهذه المناوشات عاقب مسؤولو السجن الأم وطفلها بالحبس الانفرادي لمدة 10 أيام، ولم يقتصر الأمر على ذلك، فقد أصيب بعض الأطفال حتى عمر 3 سنوات ببعض الأمراض المعدية، نتيجة نقص الغذاء والأدوية ومستحضرات النظافة.
 
ودعا السياسي في حزب الشعوب الديمقراطى إلى ضرورة إطلاق سراح السجينات، قائلا "فإما أن يكون حبسهن منزليًا أو إطلاق سراح تحت المراقبة"، مشيرًا إلى أن هناك مقترح بإطلاق سراح السجينات اللاتي يتراوح عمر أطفالهن بين يوم و3 سنوات، لكنه لا يشمل السجينات السياسيات، مشددًا على أن هذا خطأ كبير".
 
وتابع: "الأطفال لا يمكن معاقبتهم سياسيًا، لأنهم لا يملكون أي ايديولوجية، ويجب أن تغطي اقتراحات إطلاق السراح جميع المعتقلات الذين لديهم أطفال، ما يحدث بناء على مزاعم الإصلاحات الأخيرة غير مقبول". 
 
دأب النظام التركي على إصدار قوانين تقيد حريات المواطنين وتزج بهم في السجون، فى أعقاب مسرحية الإنقلاب التى تؤكد الشواهد أنها من تدبيره هو وحكومته، ومنها قوانين بزعم مكافحة الإرهاب، وضعت الجميع في دائرة الاشتباه، ويخضع لإجراءات قمعية عنيفة.
 
مركز ستوكهولم للحريات أصدر تقريرًا في عام 2017 بعنوان "النساء المسجونات في تركيا.. حملة ممنهجة للاضطهاد والتخويف" أكد فيه أن الهدف وراء اعتقال النساء هو التخويف والإرهاب، لخلق جيل يخشى التعبير عن رأيه أو معارضة النظام.
 
التقرير شدد على أن النساء والأطفال لا يلقون معاملة تتفق مع حالتهم، بل يصل الإهمال في تقديم الرعاية للنساء وأطفالهن إلى حد التعذيب، لا طعام جيد ولا أماكن مؤهلة لاستيعابهن، ولا حياة تضمن بقاء الأطفال في حالة صحية سليمة.
 
تخصص السجون التركية دولارين يوميا لطعام كل سجين، ولا تنص اللوائح داخل السجون على منح ميزات للأطفال أو الرضع، ما يجبر الأمهات السجينات على التخلي عن وجباتهن، وهي ضئيلة بطبيعة الحال، لإبقاء أطفالهن على قيد الحياة.
 
قناة "فوكس نيوز" الأمريكية سلطت في وقت سابق الضوء على معاناة الأطفال المعتقلين، وقالت إن أكثر من 600 طفل تحت سن السادسة يقبعون الآن في سجون إردوغان، فرادى أو مع أمهاتهم، بينما لا يتوفر لهم الطعام اللازم، ويعيشون في زنازين خانقة مكتظة بالسجينات، تضم كل منها أكثر من  23 سجينة.
 

 

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق


الأكثر قراءة