ما هو مصير آلاف اللاجئين السوريين في لبنان؟
الأربعاء، 05 يونيو 2019 10:00 ص
تحول ملايين السوريين للاجئين فى دول عده بسبب الحروب الدائرة منذ عام 2011 بين الجيش السوري من جهة والمعارضة المسلحة والجماعات الإرهابية من جهة أخرى، ومن ضمن الدول التى لجأت إليها الأسر السورية، لبنان، فيعيش فيه نحو مليون ونصف مليون سوري، غالبيتهم في مخيمات ، وخصوصا في سهل البقاع المجاور لسوريا شرق البلاد، إلا أن منظمات حقوقية حذرت من خطة لدى السلطات اللبنانية لهدم مساكن مؤقتة يقطنها لاجئون سوريون، مما يهدد نحو 25 ألف شخص، أكثر من نصفهم أطفال، بالبقاء دون مأوى.
وقد أصدر المجلس الأعلى للدفاع، الذي يبقي قراراته سرية، في أبريل، قرارا بهدم مساكن بناها لاجئون سوريون في المخيمات العشوائية، باستثناء تلك المصنوعة من الأخشاب والشوادر البلاستيكية، وفق المنظمات، وفي بلدة عرسال الحدودية مع سوريا، يوجد أكثر من 5680 مسكنا من الأسمنت، فيما يقطن في تلك المساكن أكثر من 25 ألف شخص، من بينهم نحو 15 ألف طفل.
إن لبنان قد منح اللاجئين السوريين مهلة حتى 9 يونيو الجاري لتنفيذ قرار الهدم، فيما دعت ثلاث المنظمات ، وبينها "سايف ذي شيلدرن" و"وورلد فيجن"، الحكومة اللبنانية إلى وقف تنفيذ قرار الهدم، وقد ذكروا في بيان مشترك: "بالنسبة لطفل لا يأكل سوى القليل، ولا يذهب غالبا إلى المدرسة، فإن فقدانه مسكنه سيكون صادما جدا"، مشيرة إلى أنه من شأن الهدم أن ينعكس على حياة نحو 15 ألف طفل".
من جهتها قالت أليسون زيلكوفيتش المديرة الإقليمية لمنظمة "سايف ذي شيلدرن": "تلتقي فرقنا مع أطفال لا يزالون يعانون الاضطراب نتيجة فقدانهم منازلهم في سوريا. لا يجدر بهم أن يشاهدوا منازلهم تدمر مجددا ليعيشوا الصدمة ذاتها مرة أخرى"، وبالإضافة إلى عرسال، من المتوقع، وفق المنظمات أن تشهد مناطق أخرى تستضيف سوريين في شرق البلاد إجراءات مشابهة.
ويعيش نحو 36 ألف لاجئ في أوضاع مأساوية، في بلدة عرسال الجبلية التي تشرف على سهل البقاع، وقد نقلت المنظمات عن إحدى اللاجئات السوريات في عرسال منذ عام 2013 قولها: "حين سمعت قرار الهدم، فكرت بيني وبين نفسي أني سأنام فوق أطفالي وأجعلهم يهدمون المنزل فوق رؤوسنا"، إلا أن الأوضاع تزداد سوءا بالنسبة للاجئين اللبنانين، فقد علقت ألمانيا معالجة بعض طلبات اللجوء التي قدمها سوريون بانتظار مراجعة جديدة للوضع الأمني في بلادهم، وفق ما أفادت مجموعة "فونكي" الصحافية المحلية، وقد أوضحت فونكي نقلا عن وزارة الداخلية الألمانية، السبت، أن بعض طلبات اللجوء التي قدمها سوريون "أرجئت" بانتظار تعديلات سيتم إدخالها على توجيهات الوزارة.
وهناك طالبو لجوء حصلوا على وضع "حماية ثانوية"، وهو وضع يمنح للذين واجهوا في بلادهم مخاطر جدية أو أعمال حرب أو عقوبة إعدام أو أعمال تعذيب، وفق ما نقلت "فرانس برس"، وبحسب الأرقام الحكومية، فإن 17400 سوريا حصلوا على هذه الحماية عام 2018، وقد ذكرت المجموعة الإعلامية أن المنظمات المدافعة عن حقوق اللاجئين تخشى أن توقف حكومة المستشارة أنغيلا ميركل تلقي طلبات اللجوء من مواطنين سوريين، في حال توقفت أعمال العنف في بلادهم.