كيف آثار أردوغان غضب روسيا؟.. إدلب كلمة السر
الثلاثاء، 04 يونيو 2019 06:00 م
لم يعد يخفى على أحد الدور التركي المشبوه في سورية، خصوصًا رعاية الإرهاب في إدلب، ومن ثم يبدو أن الصبر الروسي على هذه التصرفات الغاشمة، قد نفد، إذ حملت موسكو، نظام رجب إردوغان، مسؤولية الهجمات ضد المدنيين في المدينة المحاصرة.
السكرتير الصحافي للرئيس الروسي، دميتري بيسكوف، قال: إن هجمات الإرهابيين في إدلب السورية غير مقبولة، مبينا أن مسؤولية وقفها يقع على حكومة أنقرة.
وأضاف: "في إدلب، لا يزال هناك تركيز كبير للإرهابيين في مهاجمة الأهداف المدنية وتنفيذ هجمات عدوانية مختلفة على الأهداف العسكرية الروسية ومثل هذا الوضع غير مقبول”.
وأشار بيسكوف إلى أن بلاده تتعاون الآن مع تركيا باعتبارها الطرف "المسؤول عن ضمان عدم حدوث مثل هذه الهجمات في إدلب"، بناء على اتفاق توصلت إليه روسيا وتركيا في سبتمبر الماضي.
وسمح الاتفاق بإقامة منطقة منزوعة السلاح في إدلب ودعا إلى إخلائها من كل الأسلحة الثقيلة والمقاتلين المتشددين.
في وقت سابق قال المتحدث الرسمي باسم الرئاسة الروسية، إن موسكو تعتبر من الضروري منع الإرهابيين في إدلب من إطلاق النار، وتواصل قوات النظام السوري المدعومة بالطيران الروسي قصفها العنيف على جنوب محافظة إدلب ومحيطها موقعة المزيد من الإرهابيين.
ومنذ نهاية أبريل، تستهدف الطائرات الحربية السورية والروسية ريف إدلب الجنوبي بالتزامن مع تقدم قوات النظام واشتباكها مع الفصائل المسلحة .
وتسيطر هيئة تحرير الشام (جبهة النصرة سابقاً) على الجزء الأكبر من إدلب، وهي منظمة تتبع تركيا علناً وتؤيد إردوغان وتمدها تركيا بالدعم والتدريب والسلاح، حيث يعمل النظام التركي منذ تدخله في الحرب السورية، على ترسيخ وجود الميليشيات الإرهابية، ومنها هيئة تحرير الشام، وهذه السياسة قد تؤدي إلى ظهور ميليشيات تشبه حركة "حزب الله" في شمال سورية، وهي فرع من حزب الله الذي يسيطر على الضاحية الجنوبية في العاصمة اللبنانية بيروت، حسب "الإندبندنت".
صحيفة "الإندبندنت" البريطانية أكدت فبراير الماضي أن رئيس تركيا أول من سمح لهيئة تحرير الشام، وأخواتها من الجماعات المتطرفة بأن تضع لها موطئ قدم في الجارة العربية، وتحالف معها للقضاء على الأكراد، لكن اضطر لأخذ وعد على نفسه بالقضاء عليها، في قمة سوتشي التي شاركت فيها روسيا وإيران وتركيا.
وفي الوقت الذي يعيش فيه تنظيم "داعش" أيامه الأخيرة في شرق سورية، بعد الهزائم التي مني بها على يد "قوات سورية الديمقراطية" التي يشكل غالبيتها الأكراد، و تدعمها الولايات المتحدة، لا يرى إردوغان عدوا له سوى القوات الكردية، كما أن وعده بمواجهة حلفائه الإرهابيين لا يعدو كونه خدعة جديدة لضمان البقاء في سورية.
حسب "الإندبندنت" تعتبر مدينة إدلب آخر موقع متقدم للإرهابيين في سورية، مشيرة إلى أن توقعات شن قوات الجيش العربي السوري تلاشت، بعد توقيع اتفاق لوقف إطلاق النار في سوتشي سبتمبر الماضي.
وتسيطر هيئة تحرير الشام على إدلب، التي يسكنها 3 ملايين شخص، وتتحكم في التعليم ومصادر الطاقة في المنطقة، وتنتشر في شوارع المدينة لافتات تحرض على ممارسة الإرهاب، وتجبر النساء على ارتداء الحجاب، والرجال على الصلاة في المساجد، واستولت الهيئة على المدينة منذ بداية العام الماضي، وكونت ميليشيات صغيرة تحارب بها تنظيم "داعش".
ونبهت الصحيفة إلى أن تركيا تحافظ على علاقاتها مع هيئة تحرير الشام لمواجهة الأكراد، الذين يراهم خطرا على أنقرة، متسائلة: " هل يمكن أن يرى إردوغان أية ميزة في الحفاظ على علاقات طويلة الأجل مع تنظيم سيشكل - رغم خطورته - عازلاً بين تركيا وسورية؟".
وتتابع: بسطت هيئة تحرير الشام سيطرتها على معظم أنحاء إدلب، كما أنشأت الجماعة ما يسمى بـ(الذراع السياسية)، منوهة إلى أن بروز الهيئة جاء نتيجة معارك شرسة مع خصومها السنة في ميليشيات "داعش" وغيرها.