دراسة أثرية ترصد معالم كنيسة المهد ومغارة ميلاد المسيح بفلسطين

الجمعة، 08 يناير 2016 02:02 م
دراسة أثرية ترصد معالم كنيسة المهد ومغارة ميلاد المسيح بفلسطين
معالم كنيسة المهد ومغارة ميلاد المسيح بفلسطين

رصدت دراسة للباحثة الأثرية سلفانا جورج عطا الله معالم كنيسة المهد أو الميلاد بفلسطين، والتي تعد الأولى بين الكنائس الثلاثة التي بناها الإمبراطور قسطنطين في القرن الرابع الميلادي عام 335م حين أصبحت الديانة المسيحية ديانة رسمية بالإمبراطورية الرومانية.

وأوضحت سلفانا - في تصريح لوكالة أنباء الشرق الأوسط اليوم الجمعة - أن كنيسة المهد تقع في جنوب الضفة الغربية ببيت لحم،وهي أقدم كنائس فلسطين وتقام فيها الطقوس الدينية منذ القرن السادس الميلادي حين شيد الإمبراطور جستنيان الكنيسة بشكلها الحالي حتى يومنا هذا بانتظام، ولأهميتها التاريخية والأثرية تم أدراجها على قائمة التراث العالمي عام 2012، لافتة إلى أن الكنيسة عندما بناها الإمبراطور قسطنطين كانت مثمنة الشكل في أساسها وتحتوى على فتحة تؤدى إلى مغارة الميلاد التي تحتوى على المزود المزين بالمرمر، ويعلو المزود النجمة الفضية المكتوب عليها باللاتينية " هنا ولد يسوع المسيح من العذراء مريم" بينما نجد غرب المغارة بازيلكا كبرى تتنتهى ببهو محاط بالأعمدة ويطل على بيت لحم.

وأشارت الدراسة إلى أن الكنيسة تعرضت للدمار عدة مرات أولها عام 529م عندما دمرها السامريون، ويعتقد أنهم جماعة من اليهود ينسبون إلى عاصمتهم القديمة السامرة، وبعد ذلك أعاد الإمبراطور جستنيان بناء كنيسة المهد على نفس موقعها القديم ولكن بمساحة أكبر وكان ذلك عام 535م، ولم تقف الاعتداءات على الكنيسة عند هذا الحد، ففى سنوات الحروب بين الفرس والرومان التى تمكن فيها الإمبراطور هرقل من طرد الفرس من ممتلكات الدولة الرومانية عام 629م هدم الفرس كنيسة المهد عام 614م، واستثنوا بعض مبانى الكنيسة عندما شاهدوا نماذج من الفن الفارسي الساساني على أعمدة وجدران الكنسية وفي القرن الثاني عشر قام الصليبيون بتزيين الكنيسة بالفسيفساء على الجدران وبالرسومات على الأعمدة وبالرخام على الأرضيات، واليوم ولم يبق منها إلى القليل بسبب تخريب الكنيسة من قبل الجنود الأتراك في الفترة العثمانية.

من جانبه،صرح خبير الآثار الدكتور عبد الرحيم ريحان المتخصص في الآثار المسيحية والإسلامية بأن المغارة هي التى ولد بها السيد المسيح عليه السلام بكنيسة المهد، وهي من أهم معالم الكنيسة وعبارة عن شكل قائم الزاوية تغطيه الأقمشة الأسبستية الحريرية الناعمة لحمايتها من الحرائق وأرضيتها من الرخام الأبيض وتزينها الكثير من أيقونات الميلاد والقديسين بالإضافة إلى 15 قنديلا فضيا، وهم رمز للطوائف المسيحية فى العالم، فيما يوجد على يمين الناظر إلى الهيكل الرئيسى المغارة التي تدعى «مغارة المجوس» حيث كان المذود الذي وضع فيه الطفل يسوع وفي آخر المغارة نجد بابا يؤدى بنا إلى مغارات عديدة تحت الأرض للمسيحيين الذين أرادوا دفنهم بالقرب من الأماكن المقدسة ويفتح هذا الباب خلال الاحتفالات الدينية اللاتينية فقط.

وأضاف ريحان أنه من خلال الوصف الأثري بالدراسة فإن واجهة الكنيسة تدعمها عدة عقود معمارية بنيت على مدار السنين كان فيها ثلاثة أبواب للدخول، أما اليوم فلم يتبق منها سوى باب واحد وقد أضحى بدوره بالغ الصغر عبارة عن مدخل ضيّق منخفض،وبالإمكان ملاحظة آثار الأبواب التي تعود إلى مختلف الحقب فوق المدخل، وهي بأسلوب الزخرفة البيزنطية، ويؤدي المدخل الضيق إلى دهليز مظلم بسبب إغلاق جميع نوافذ الواجهة، ثم نجد بابا خشبيا نحته فنانون أرمنيون عام 1227م يؤدّي إلى داخل الكنيسة.

وأوضح أن الكنيسة تنقسم إلى خمسة أروقة تفصل بينها أربع مجموعات من الأعمدة الحمراء وعددها 44 عمودا، وما زالت تظهر عليها آثار الرسومات القديمة من القديسين والسيدة العذراء والطفل يسوع، وترجع معظم الأعمدة إلى القرن الرابع الميلادي، أما عن سقف الكنيسة فهو عبارة عن ألواح من الخشب المكشوف يعود تاريخها إلى القرن السادس عشر وقد تم ترميمه في القرن الماضي، ولم يبق من الموزاييك الذي كان يغطى الجدران سوى آثار قليلة تعود إلى القرن الثانى عشر، أما الرسوم فتمثل شجرة عائلة يسوع بحسب رواية متى 1، 1-17 ولوقا 3، 23-38 (الجزء الجنوبي) وعلى الجزء الشمالي نجد المجامع الكنسية ومشهد حياة يسوع، كذلك توجد تحت مستوى الأرضية الحالية التي تعود إلى الحقبة الجوستنيانية فسيفساء قسطنطين وهي عبارة عن أشكال هندسية ملونة في غاية الدقة والجمال.

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق