القمم.. وحتمية القرار
الخميس، 30 مايو 2019 04:22 م
تسعى المملكة العربية السعودية وعبر استضافتها لقمتين خليجية وعربية بالإضافة لقمة المؤتمر الإسلامي في دورته العادية؛ للخروج بقرار خليجي وعربي وقبل ذلك إسلامي يدين النظام الإيراني ويجرم تصرفاته خاصة تلك الغير معلن عنها والمتعلقة بتزويد الميليشيا الانقلابية الحوثية العميلة لها بالسلاح والمال والخبراء بهدف الإضرار بأمن المملكة ومصالح جيرانها من دول الخليج والعرب والحكومات الغربية الصديقة.
وقد يعتقد البعض بأن هذه التصرفات اللامسؤولة التي ينتهجها نظام طهران، تمثل رد فعل جراء الحصار الاقتصادي المعلن على هذا النظام من قبل حكومة الرئيس الأميركي دونالد ترامب. في حين إن الأمر هو أبعد من ذلك بكثير، إذ إن هذا النظام المتسم بالفاشية الدينية ومنذ وصوله للسلطة في انقلاب ١٩٧٩م، وهو يعمل جاهدا لقلب أنظمة الدول المجاورة له ومد أذرعه للتدخل في شؤونها على الدوام تحت شعارات جوفاء قد تجاوزها الزمن، كتصدير الثورة لدول الجوار الإسلامي وإقامة دولة خلافة إسلامية على أساسٍ ثيولوجي، يقوم على أطروحة ولاية الفقيه التي خطها المرشد الأول للنظام روح الله الخميني.
ومن هنا فتأتي عملية تسليحه للمليشيا الحوثية التي انقلبت على الشرعية باليمن الشقيق والعمل على مدها بالمال والخبراء العسكريين من عناصر حزب الله اللبناني الموالي له وكذلك بالسلاح النوعي الذي كان آخره تلك الطائرات المسيرة من غير طيار التي استخدمت لتنفيذ أكثر من هجوم سواء على أماكن تجمع المدنيين في الداخل السعودي وكذلك في استهداف مصافي النفط لتكتب سطر آخر في سجل نظام الملالي العدائي ذو النزعة الإجرامية الذي لايراعي حتى صالح العالم. إذ أنه باستهدافه لمصافي النفط السعودية إنما يمارس نهجا عدائيا أهوجا وأحمقا لانعكاسات ذلك بشكل سلبي وخطيرعلى استقرار سوق النفط العالمي وسيؤدي لإلحاق الأضرار الكبيرة باقتصاديات العديد من دول العالم.
ومن هنا تأتي هذه القمم الثلاث التي دعى إليها خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز حفظه الله للخروج بإدانة جماعية للتصرفات الإيرانية الخرقاء ولتبعث برسالة خليجية وعربية وإسلامية مفادها إن استهداف نظام طهران للمملكة العربية السعودية عبر العناصر والعصابات الموالية لها هو أمر مرفوضا بالكلية ومجرم على كافة المستويات.
الأمر الذي يعطي للمملكة حق الرد كيفما ووقتما شاءت كما يضفي في ذات الوقت التأييد لأي موقف قد تتخذه حكومة الولايات المتحدة ويسهم بالتالي في تقليم مخالب هذا النظام اللاهوتي المعادي للسلم العالمي ولجيرانه العرب.