تشبها بالإمارات.. الدوحة تسعى لتقليد أبو ظبي بصفقة مشبوهة لشراء ليدز يونايتد

"من فساد لفساد"، هذه لعبة قطر التى اعتادت لعبها سواء فى البيت الحاكم أو فى تعاملاتها الدولية، الرشاوي شعارها والطرق الملتوية مسلكها، وفى أحدث مراوغات تميم بن حمد الرئيس القطرى، لمحاولة التغلغل الدولى سعى مؤخرا لشراء نادي ليدز يونايتد الإنجليزي، لتتمكن قطر من دخول  الدورى الإنجليزي، مكلفا  بذلك القطرى ناصر الخليفي رئيس نادي باريس سان جيرمان لكرة القدم.

إن قطر  تحاول مجاراة أبوظبي بعد نجاحها الساحق في تحويل فريق مانشستر سيتي من ناد مغمور إلى بطل للدوري الإنجليزي لمرتين على التوالي، بعدما اشترته عام 2008، كما تستخدم قطر الرياضة بشكل متزايد لإظهار قوتها الناعمة، فى محاولة كسب تأييد دولي إلا أن تحركاتها تشوبها الاتهامات بالفساد إذ لا يزال ملف مونديال كأس العالم في الدوحة عام 2022 مفتوحا على التحقيقات بشأن دفع رشى ليقع عليها الاختيار.

ورغم خضوع ناصر الخليفي لتحقيقات رسمية قبل عدة أيام فى فرنسا بشأن قضية فساد رياضيٍ كبيرة، إلا أنه ينخرط حالياً بالنيابة عن قطر،  في محاولات مضنية لشراء حصة من أسهم نادي "ليدز يونايتد" الإنجليزي، في صفقة فى حال إتمامها،  ستشكل الاختراق الأول من نوعه من جانب الأموال القطرية الفاسدة لبطولة الدوري الأغلى في العالم، وهو الدوري الإنجليزي.

ودعم صندوق الاستثمارات الرياضية القطري المملوك لتنظيم الحمدين، الخليفى، فى مفاوضاته  التى بدأها رسميا منذ شهور، مستغلين فى ذلك، رغبة أندريا راتريتساني مالك النادي الذي تأسس عام 1919 وينافس حالياً في دوري الدرجة الأولى الإنجليزي لكرة القدم، في بيع جانب من الأسهم لتقليص العبء المالي الذي يتحمله منذ شراءه نادى "ليدز يونايتد" قبل عامين، بحسب صحيفة "صنداي تايمز" التى نقلت عن مصادر قولهم، إن الصندوق القطري الذي يمتلك كذلك نادي باريس سان جيرمان، اختار أن يدخل عالم الكرة الإنجليزية الأعرق في العالم، وأن اختياره وقع على ليدز يونايتد لتحقيق هذا الهدف.

ورغبة قطر في اختراق البطولات الكروية في إنجلترا حلم يراودها منذ عامين تقريباً، وبحسب ما نقلت صحيفيتى "صنداي تايمز، وفاينانشيال تايمز، فيسعى المفاوضون القطريون إلى شراء حصة حاكمة من أسهم النادي الإنجليزي،الذي يحظى بشعبية كاسحة خاصة في مقاطعة يوركشير وسبق له الفوز بالدوري عام 1969- ولكن مالكه إيطالي الجنسية الذي أنفق عليه 100 مليون جنيه إسترليني خلال الـ 24 شهراً الماضية، يصر على ألا تزيد الحصة المُباعة على 49% للحيلولة من دون أن يكون للمالك الجديد الحق في اتخاذ قرارات حاسمة بشأن مصير النادي.

توجد عدة عقبات أمام قطر فى شراء النادي بحسب الصحيفتين، منها دخول عدد آخر من المشترين على الخط يبلغ عددهم 6 على الأقل، وهو ما دفع راتريتساني إلى التريث والمفاضلة بين العروض المُقدمة إليه قبل اتخاذ قرار نهائي، وأيضا اسم ناصر الخليفي نفسه يعتبر عقبة، فقد وجه القضاء الفرنسي تهم الفساد له كرئيس نادي باريس سان جرمان ومجموعة "بي.إن" الإعلامية، على خلفية ترشيح الدوحة لاستضافة بطولة العالم لألعاب القوى، ويتعلق الاتهام الموجه إلى الخليفي بشأن دفعات مشبوهة على هامش ترشيح الدوحة لاستضافة بطولة العالم لألعاب القوى 2017 التي آلت إلى لندن، قبل اختيار العاصمة القطرية لاستضافة دورة 2019.