القمة الخليجية العربية الطارئة.. سياسي سعودي: الحرب خيارنا إن لم ترضخ إيران
الأربعاء، 29 مايو 2019 09:00 ص
بدأت المملكة العربية السعودية في استقبال الوفود المشاركة في القمة الخليجية العربية الطارئة والمقررة فعالياتها الخميس المقبل بمكة المكرمة.
العاهل السعودي، الملك سلمان بن عبدالعزيز دعا قادة دول مجلس التعاون الخليجي وقادة الدول العربية إلى عقد قمتين طارئتين إثر الاعتداءات الإيرانية على 4 سفن بالمياه الاقتصادية لدولة الإمارات العربية المتحدة وعلى محطتي ضخّ للنفط بالسعودية، ولاقت تلك الدعوة ترحيبًا كبيرًا من قبل القادة العرب والخليجيين. وأشاد الخبراء والمتابعون بهذه الخطو السعودية التي يروا أنها تصُب في صالح أمن واستقرار المنطقة.
المحلل السياسي السعودي والباحث في العلاقات الدولية، سامي بشير المرشد يرى أن دعوة الملك سلمان لقمة خليجية طارئة وعربية استثنائية قبيل انعقاد القمة الإسلامية العادية في مكة المكرمة ستكون علامة فارقة في تاريخ هذه المنظمات الـ3 مجلس التعاون الخليجي والجامعة العربية ومنظمة التعاون الإسلامي، مشيرًا إلى أنها مميزة من حيث التوقيت والظروف المحيطة، قائلًا: «الدعوة جاءت من السعودية وبتأييد واضح من كافة الدول العربية والصديقة بأنه حان الوقت لاتخاذ موقف عربي خليجي إسلامي واضح وإرسال رسالة واضحة بأن هذه الدول والمنظمات تتضامن جميعها وترفض سياسات إيران، وأنه يجب أن ترضخ للقانون الدولي وعلاقات حسن الجوار والتعامل مع الدول ذات السيادة باحترام سيادتها والكف عن محاولة الوصول إلى السلاح النووي إلى الأبد والتوقف عن صناعة الصواريخ الباليستية».
وأضاف في تصريحاته لـ«صوت الأمة» أن «الدول العربية والخليجية والإسلامية عاشت الـ 4 عقود الماضية في ظل تمرد نظام الملالي الإيراني على الشرعية الدولية والقانون الدولي وعلاقات حسن الجوار، حيث حاول هذا النظام منذ قيامه تنفيذ ما ذكره في دستوره العبثي حول تصدير الثورة المشئومة إلى كافة الدول الإسلامية ابتداء من الدول المجاورة له والتي تعايشت للأسف الشديد بشكل في الواقع فاجأ العالم بالحكمة والصبر والتأني ومحاولة إقناع هذا النظام بأن يكُف عن هذه السياسة العدوانية التوسعية التي لا يُقرها لا قانون ولا علاقات إنسانية».
وأشار «المرشد» إلى أن إيران وجدت نفسها لأول مرة في ورطة حقيقية حيث التطورات الأخيرة في ظل قيام الإدارة الأمريكية بتنفيذ وعودها بالضغط الاقتصادي الشديد على النظام الإيراني، إلى جانب تصنيف الحرس الثوري الإيراني بالمنظمة الإرهابية، ما جعل إيران تشعر بأنها أصبحت مُهددة على أرضها، مع مخاوف من أن يقوم الشعب الإيراني هو الآخر بالخناق عليها، إضافة إلى تهديدها عسكريًا بهذا الحشد الأمريكي بالتعاون مع الدول العربية المجاورة التي تهدف إلى تحجيم سياسات إيران والأسلحة النووية وصناعة الصواريخ الباليستية التي تُهدد بها دول المنطقة وأوروبا والدول الأخرى في العالم».
وقال الخبير السياسي السعودي: «الملك سلمان يضع القادة الخليجيين والعرب والمسلمين في صورة التطورات الحادثة في المنطقة وجدية المواجهة هذه المرة لأنه لا يمكن الاستمرار في التعايش مع هذا النظام الإيراني الذي أثبت عدوانيته خاصة ضد الدول العربية»، لافتًا إلى محاولات إيران تفرقة الجهود العربية والإسلامية، بينما العرب لن يقبلوا الانتظار أكثر من ذلك، وهذا العام سيكون حاسمًا لمجابهة إيران في المنطقة.
وتابع بأن «العالمين العربي والإسلامي والعالم أجمع يراقب نتائج هذه القمة باهتمام شديد لأنها ستكون مرحلة فاصلة إما معنا أو ضدنا فلا وجود للمواقف الرمادية.. كفى انتظارًا ومراوغة في هذا المجال الآن.. وإذا لم ترضخ إيران بالمفاوضات فسوف تُعاني من العقوبات والحصار الشديد وربما ينفجر النظام من الداخل ، وإذا حاول الانتحار فإنه سيتلقى ضربات موجعة من واشنطن والسعودية إلى جانب حلفاء آخرين».
ويرى «المرشد» أن النتائج بدأت تُ‘طي ثمارها من الآن حيث بدأت إيران دبلوماسيتها على المنطقة محاولة التغرير ببعض دول الخليج والدول العربية الأخرى بأنها حمامة سلام وتريد التفاهم وتريد توقيع معاهدات سلام، موضحًا وجهة نظره بأن المحاولات الإيرانية هذه لن تنطلي على أحد، مؤكدًا على أن الوقت الآن يجب فيه اتخاذ مواقف حاسمة، قائلًا: «لا أحد يريد الحرب ولكن إن لم ترضخ إيران فأعتقد أن لابد من تحمُل تبعات الحرب لإنهاء هذا السرطان قبل أن يستشري في العالم العربي».